الأقباط متحدون - عيد ميلاد أرضي وسماوي
  • ٠٧:٢٠
  • الخميس , ٢ اغسطس ٢٠١٨
English version

عيد ميلاد أرضي وسماوي

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤١: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ٢ اغسطس ٢٠١٨

البابا شنوده الثالث مثلث الرحمات،
البابا شنوده الثالث مثلث الرحمات،
د. مينا ملاك عازر
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية وكل محبي البابا شنوده الثالث مثلث الرحمات، بعيد رهبنته منذ أسابيع قليلة، والآن نحتفل بعيد ميلاده الأرضي،ولذا ولكل ما تقدم، لا أشعر بأن  قداسة البابا شنوده الثالث انتقل عن عالمنا هذا،  وهذا لتسجيلاته الصوتية والمرئية التي خلفها وراءه، وعظاته وكلماته وحواراته، وأن روحه مستمرة بالكنيسة، وامتدت خط مستقيم لخلفه بل لخلفائه أجمعين، فالروح التي ترعى الكنيسة واحدة منذ القديس مار مرقس وحتى كتابة هذه السطور بل لما بعدها-بإذن الله- ولعل النهضة التعليمية التي قام به قداسة البابا شنوده الثالث، أثمرت عن إخراج جيل مستنير من الأساقفة والقساوسة، قادرين على تقبل آراء الآخر واستيعابها ومناقشتها دون النزاعات المتوترة والرغبات التكفيرية والإقصائية، مما يثمر دائماً وأبداً عن موجات متلاحقة من التقدم والاستنارة الفكرية والروحية تملأ أرجاء الكنيسة القبطية، بما لا يدع مجال للشك بأن الله يحميها كما يحمي هذا الوطن.
 
وعلى ذكر الوطن فأستدعي الآن مواقف البابا من القضايا الوطنية والقومية، فالبابا شنوده صاحب المواقف الوطنية والقومية والرؤى في القضايا السياسية، أكد بمواقفه وليس فقط بكلماته أن المواطنة فعل وليس حق مكتسب من أحد، ولا ممنوح من مسؤول، بل بمواقف خالصة صادقة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الآخر المختلف عنا في الإيمان والعقيدة والدين، ولذا نياحة قداسته راحة له وصلاة منه لشعب مصر بأكمله.
 
نعم شعب مصر بأكمله، ففي قلب البابا محبة كبيرة للجميع صديقي القارئ، إن كنا قد ودعنا يوماً البابا شنوده الثالث فنحن لم نودع محبته التي تشهد بأن الله محبة شعار للمسيحية، شعاراً عملياً، ففي عز تكفير السلفيين له،  ورغباتهم الدامية بقتله تجده يحبهم ويصلي لأجل مبغضيه، ولعل هنا تظهر روح فداء الراعي لرعيته حين أكد أنه فداء لكل الموجودين حين هتفوا له بأنهم سيفدونه، فرفض هذا بروح لا يتمتع بها بعض الزعماء  الذين ينتشون متى هتف الناس لهم بأنهم يحبونهم وسيفدونهم. البابا شنوده رفض هذا جملة وتفصيلاً، وأكد أنه هو من سيفديهم وهذا تجلي لجوهر روح الرعاية التي يجب أن يتمتع بها كل راعي حيال رعيته، يحبها فأحبته.
 
أخيراً صديقي القارئ، اسمح لي بروح إيمان يثق في أنه يسمعنا ويشعر بنا، ويأن لأناتنا ويتوجع لوجعنا، أن أهنئه بعيد ميلادهالأرضي، ولعل السماء أيضاً تحتفل بعيد ميلاده الأرضي، ولكن باحتفال سماوي، فكل عام وقداستك معنا بتلاميذك وأفكارك وكتاباتك وأعمالك وإنجازاتك وبمحبتك الكبيرة.
 
المختصر المفيد يا رب بارك كنيستك واحفظ رعاتها وارشدهم للصواب.