الأقباط متحدون | الأب متى المسكين وليل حنون بمستشفى الدكتور رشاد برسوم ( أواخر إبريل2006- 8 يونية 2006م)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:١١ | السبت ٩ يوليو ٢٠١١ | ٢ أبيب١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأب متى المسكين وليل حنون بمستشفى الدكتور رشاد برسوم ( أواخر إبريل2006- 8 يونية 2006م)

السبت ٩ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد عزت إسرائيل

الأب متى المسكين أحد أهم باعثي الحياة الرهبانية فى وادي النطرون فى القرن العشرين، فمنذ أن أصبح راهباً عام 1948م، وبداية رهبنته بدير الأنبا صموئيل(1948- 1951م)، ثم دير السريان(1951- 1956م)، ثم العودة لدير الأنبا صموئيل مرة ثانية (1956-1959م) ثم مغائر وادى الريان بمنطقة الفيوم(1960-1969م)، وأخيراً دير أنبا مقار بوادى النطرون (1969-2006م) بناء على دعوة من قداسة البابا "كيرلس السادس" البطريرك رقم (116) (1959-1971م) ، ظل هذا الأب الحنون فى حالة جهاد مستمرة من أجل نيل الحياة الأبداية.

وفى الأيام الأخيرة من حياة الأب متى المسكين بدأ يشعربآلام، وبالرغم من ذلك لم يفكر فى الذهاب للاطباء بل كان يتصل بالبعض منهم تليفونيا، وكان من بين هولاء الدكتور "رشاد برسوم"، الذى كان يستشيرة ما بين وقت وأخر، أو اذا جاز لنا التعبير، فقد كان ذلك عندما يشتد عليه الآلم، من أجل عدم ترك الدير وإخوته وأبنائه الرهبان.

وبين عشية وضحاها أشتد عليه الآلم، وبالتحديد منذ يوم الأحد الموافق 23 إبريل 2006م، فنصحه الدكتور "رشاد برسوم" أنه بدلا من الأستشارة الشفاهية، دعاه للحضور إلى مستشفاه الخاص بوسط القاهرة الذى يعمل بها، من أجل أجراء الفحوصات الطبية اللازمة للوقف على طبيعة المرض، وبالفعل أستجاب لطلبه بعد ضغط من إخوته وأبنائه الرهبان بالذهاب إلى المستشفى.

وفى ليلة يوم عيد القيامة المجيد تحركت سيارة تحمل الأب متى المسكين من منتجع الدير بالساحل الشمالي متوجهة إلى مدينة القاهرة، حيث توجد مستشفى رشاد برسوم المسمّاة "مركز الكلى"، وتم أجراء الفحوصات الطبية الإولية عليه، التي أكدت على أصابته بآلام فى الكلى، وقد أراد الله أن يُمحِّصه بنار التجارب ليُعدَّه للعرس الأبدى.

عاش الأب متى المسكين تحت الفحص والعلاج، بمركز الكلى بوسط القاهرة ما يقرب من سبعة أسابيع(47 يوماً) وكأنه داخل الدير،حيث لا ينطق فمه المقدس إلا بالصلاة وكلمة الله التى عاشها، ولم يكن يتذمر يوما من أيام مرضه وألامه، وكان يتلقى علاجة يوميا فى ساعات النهار بمحبة بالغة، أما ليل اليوم بالمستشفى فقد كان حنوناً عليه، اذ يعود به إلى الماضى البعيد فيُذكِّره بأيام طفولته عندما كان فى الرابعة من عمره،إذ رأى رؤى العين فى أثناء الليل رهباناً يزورونه فى بيته وكانوا من السُّواح، فكم كان الليل حنوناً عليه!

على أية حال، بعد قضائه ما يقرب من شهر ونصف تقريبًا فى مستشفى مركز الكلى بوسط القاهرة لتلقى علاجه بناء على الفحوصات التى حددت فى البداية أصابته بآلام فى الكلى، اكتشف الأطباء إصابته بالتهاب ميكروبي فى الرئة اليسرى، مما أدى لتوصيله بأجهزة التنفس الصناعى، حتى يستطيع التغلب على أزمات ضيق التنفس التى صاحبته ما بين وقت وآخر.

واستمر الأب متى المسكين يتلقى علاجه حتى جاءت اللحظة الفارقة، التى فارقت فيها روحه الطاهرة جسده المقدس، وهى لحظة لقائه بالعريس السماوي الذي طالما اشتاق إليه، وبالتحديد كان ذلك فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل الموافق يوم الخميس 8 يونيو 2006م.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :