الأقباط متحدون - سرطان الطلاق المصرى (٢) الخصم من رصيد الأنانية يزيد أرباحك العاطفية
  • ١٥:٢٤
  • السبت , ٤ اغسطس ٢٠١٨
English version

سرطان الطلاق المصرى (٢) الخصم من رصيد الأنانية يزيد أرباحك العاطفية

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٠٦: ١١ م +02:00 EET

السبت ٤ اغسطس ٢٠١٨

د.خالد منتصر
د.خالد منتصر

 الزواج حالة حوار مستمر، أول شروطه التنازل المشترك عن الأنانية، يحدث الطلاق حين يتمسك كل طرف ويصر على الاحتفاظ بكل نسبة الأنانية، أن تسير حياتك مثلما كانت تسير أيام العزوبية شىء مستحيل، وأن تمضى أيامك مثلما كانت مع صديقاتك هو محض خيال، عدم الخصم من رصيد الأنانية هو أول مسمار فى نعش العلاقة، الارتباط كيمياء، تفاعل بين عنصرين، آدم وحواء، ومثل أى عنصرين يتم بينهما امتزاج فى الكيمياء، يتنازل كل عنصر عن إلكترون أنانية وينتقل إلى مجال آخر، حول نواة الحب والامتزاج والارتباط، السكن لفظ عبقرى، نحتته اللغة العربية لوصف الزواج، التفاعل الأولى بين العنصرين نشاط رهيب وطاقة عالية، عندما تصل إلى الذروة يحدث السكن والسكينة واستقرار المركب النهائى، عندما تتصور كأب أنك ستنام وتشخر بعد ولادة طفلك الضيف الصاخب المزعج مثلما كنت تنام فى بيت أبيك وأمك فأنت حتماً تعيش فى هلاوس وضلالات، وإن كنتِ تتصورين أن هذا الضيف لعبة أو دمية مثل «باربى» فأنتِ حتماً تحتاجين إلى استشارة نفسية، التنازل عن الأنانية لا يعنى أن الحياة صارت أسوأ، إنما صارت مختلفة، لا بد من الاستعداد النفسى لرحلة ليست امتداداً لرحلة سابقة، ليست هى الوصول إلى نهاية الطريق،

هى طريق مختلف، وشارع جانبى أو عمودى، لكنه حتماً ليس الشارع نفسه الذى مضيت تسير فيه سنوات عمرك السابقة، إنك لن تتنازل لرفيقة رحلتك، وأنتِ لن تُضحى بكرامتك أو متعتك من أجل رفيق دربك، إنه ليس التنازل، بل المشاركة فى كيمياء الحياة، مثل التكافل البيولوجى المشترك الذى درسناه فى علم الأحياء، مثل تكوين الكلوروفيل فى عملية التمثيل الضوئى، امنحنى أوكسجيناً عاطفياً أعطك كلوروفيل الحياة، فلتمنحنى شمسك ضوء الاهتمام وسأردها إليك براعم وثماراً وعطراً، الخصم من رصيد الأنانية هو المقابل الذى يدفعه كل طرف ليحتفظ برصيده فى بنك العاطفة التى لا تذبل،

بل تضاف إليها الأرباح، والعناد فى عدم دفع قيمة الخصم من أنانيتك سيهدم العلاقة بعد وقت قصير، ستموت بالسكتة الأنانية والذبحة الاستحواذية وإسفكسيا النرجسية، الأستك عندما يشد من الطرفين ستنهار نقطة احتماله ويتمزق، كذلك علاقة الزواج لها نقطة اتزان علينا جميعاً رصدها فى كل حوار وكل شجار وكل اتفاق وكل اختلاف، ولنحاول أن يكون هذا التنازل عن الأنانية غير متعمد أو مقصود، تنازل أوتوماتيكى غير محسوس مثل النبض والنفس، تنازل «بيلت إن» مثل بطارية الآى فون، وليس تنازلاً أستخدمه وأنزعه كما أريد وقت الحاجة، تنازلوا عن أنانيتكم تصح علاقاتكم.

نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع