الأقباط متحدون - مهرجان الكرازة
  • ٠٣:٤٤
  • الأحد , ٥ اغسطس ٢٠١٨
English version

مهرجان الكرازة

أوليفر

مساحة رأي

٥٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٥ اغسطس ٢٠١٨

 الأنبا موسي
الأنبا موسي
Oliver كتبها
-تعب الأنبا موسي المبارك اسقف الشباب حتي أفني شبابه في تأسيس اسقفية من لا شيء.تماما كما نمتدح البابا شنودة الذى اسس أقفية التعليو ز الأنبا إغريغوريوس الذى اسس أسقفية البحث العلمي و الأنبا تادرس مطران بورسعيد الذى لم تكن هناك له إبروشية حين رسم علي بورسعيد فأسسها بنعمة المسيح.مثل هؤلاء الآباء لهم كرامة خاصة و تقدير يستحقونه.فهم رواد في أسقفياتهم.و المقال هنا ليس نقداً و لا تقييماً لأحد.لكن إعادة نظر و فرصة لإعادة ترتيب أوضاع أسقفية إجتهد فيها نيافة الأنبا موسي و من نبتته نرجو أن تنمو إلي ما هو أفضل بنعمة الروح القدس.و لنبدأ حديثنا عن مهرجان الكرازة الذى أنشأته و أدارته أسقفية الشباب.
 
 - عنوان  العمل ليس فيه روحانية.ليس في الروحيات مهرجانات.و لا للكرازة مهرجان.فلا كرازة في المهرجان و لا مهرجان في الكرازة.فإن كنا الكنيسة المدققة في ألفاظها فيجب إعادة النظر ليس فقط في العنوان بل في كل شيء يخص هذا العمل.
 
- بنيت الفكرة علي إنعاش الخدمة الصيفية في الكنائس و هو بالقطع هدف رائع و هام جداً  لكن الأداة التي إستخدمتها أسقفية الشباب كانت أداة    لم يتم إنتقاءها جيداً سلبية للمحبة مقاومة للروح الواحدة في الكنيسة لأنها  كل العمل بُني علي مبدأ التنافس. صار المقياس هو العدد فتفتخر كلما زاد المشاركون ثم الأكثر من هذا أن هذه المنافسة أنجبت صراعات و بثت روح التعالي من فريق ضد فريق و من كنيسة ضد كنيسة و من أسقفية ضد اسقفية و إنتعشت ذات المنتصرين و إنكسرت نفوس المغلوبين فللكئوس المعدنية اثر شيء علي السن الصغيرة فما بالك علي روحيات هؤلاء جميعاً حتي المشرفين و المحكمين و الإداريين فضلاً عن تكاليف كان أولي بها أعمال أخري أهم و أكثر إيجابية يقوم بها نفس الشباب الذين تستهدفهم خدمة هذا المهرجان..فمن يكسب يشعر بالتفوق دون أن يتفوق في المحبة و من يخسر يشعر بالإنكسار دون أن يستفيد شيئاً.مع أن الكتاب المقدس كله لا يسمح بحالة التنافس و لا يشجع علي بث حالة الشعور بتفوق واحد علي الآخر.فمبدأ المهرجان حين صار للمنافسة تحول إلي عمل عالمي بعيداً كل البعد عن الروحيات و بناء المحبة و تأسيس الإتضاع و بث الروح الواحد بين الجميع.و صار دولاب الكنائس و الأسقفيات العامر بكئوس وهمية علامة علي تميز بلا قيمة سمائية و علي تفوق بلا اساس روحي  فصرنا كمن يجمع اصنام لنفتخر بتمائمها.
 
-لم يحدث طوال عمر هذا العمل أن تم تقييمه.بل كان هم القائمين عليه أن يتم التوسع فيه و نشره و الإفتخار بزيادة الأعداد.مما ترتب عليه دخول فئات غير مؤهلة للخدمة فقط للحاق بالإشتراك في المنافسات و صار المسئولين عن إعداد فرق التنافس كأنهم لاعبون بالإيجار أتوا من غير إعداد و بمرور الوقت ظنوا أنهم خدام و خادمات دون إعداد و أنجبوا لنا فرقا تتنافس بلغة خلت من لغة الإنجيل بينما نقف بعيداً و نمتدح زيادة الأعداد كل عام..لم يهتم أحد بالبحث في المشاجرات التي حدثت بين الكنائس بسببه و لا بالإنقسامات التي حدثت بين الشباب لأجله و لا بالإنكسارات التي اصابت الأطفال بسببه لأن اساس المهرجان كان خاطئاً هو بذاته فجنت الكنيسة آثاره و لم يبال أحد بها لمجرد الإستمتاع بمظهر التجمعات التي تتحول إلي تحزبات بمجرد بدء التنافس.لم يحدث اي بحث عن هذا العمل الضخم و آثاره الروحية علي مستقبل الكنيسة.لم نشعر بخطورة تحويل الخدمة الصيفية إلي حالة من الشحن المعنوي من أجل أن تكسب كنيسة كاساً و تخسر فرصة ثمينة لبناء المحبة.و صارت المعايرة بالفوز أمرا معتاداً و التفاخر لغة مقبولة حتي من القائمين علي العمل و تحول الإحتفال إلي مشهد مسرحي ليس فيه من الروح شيئاً.
 
- مع أنه يمكن أن تتحول الخدمة الصيفية إلي متعة روحية و متعة نفسية دون بث حالة من التنافس بل المشاركة و الشعور بالمسئولية عن الكنيسة الجامعة و ليس كنيسة الحي أو الاسقفية من خلال إشتراك مجموعات بحث لمشاكل تحتاج الكنيسة فيها إلي فكر الشباب و روح الطفولة.تتحول الكنائس إلي فريق عمل موحد مثلاً لتحديد مفاهيم إنجيلية و وضع تعريف واضح يقدم  لكل الأعمار يكون وسيلة للحوار المسكوني.لنتنافس في من يستطيع أن يخدم مرضي أكثر و يجمع أطفال شوارع أكثر و يتبني ايتام اكثر و يعين المعاقين أكثر و يزور مساجين و يخدمهم روحياً أكثر لنتنافس في ما يفتح باب الملكوت بمقياس الإنجيل هذه هي الغيرة في الحسني . 
 
لنضع تطوير الخدمة و تنظيم العمل و اي قضية فكرية أو غيمانية تتعرض لها الكنيسة لتكون مجالاً بحثياً يتنافس فيه الجميع ليقدم حلولاً روحية .هنا التنافس يزرع مسئولية الشباب عن الكنيسة الواحدة و ليس عن كنيسته الخاصة.قضايا تخص الأحوال الشخصية و تهيئة الشباب للإرتباط و مشاكل الإلحاد و كيفية إدارة ماليات الكنائس و تنظيم العمل الإجتماعي ليكون محسوبا ليس علي حساب الروحيات نطلب منهم وضع مقترحات لترتيبات روحية و إدارية تعمم علي الكرازة كلها بشأن دور الخدمات و الأمور الإجتماعية التي تقدمها الكنائس المختلفة لكي لا تصبح مزاجية بل بترتيب عام هذه أمثلة فقط. دون إهمال للترفيه لكن الأنشطة الترفيهية تتم علي مستوي الكنيسة فقط دون منافسة للتسلية بمحبة.فالمحبة اساس التسلية و ليست المنافسة كما يدعي المهرجان المدمر للعمل الروحي الحقيقي.
 
-نحتاج إلي مؤتمرات حقيقية و ليست روتينية.يجد فيها الشباب فرصة للحديث و المناقشة و ليست إجتماعات تلقينية ثبت عدم جدواها.هي تصلح صورة للكاميرات و لكنها ليست صورة المسيح الذى يبني النفس علي التلمذة و الحوارات الحية أحد وسائلها و ليس التلقين مهما عظمت رتبة المتكلمين.مؤتمرات صغيرة العدد تناقش أمور ملحة كالإدمان و الإلحاد ووسائل التواصل أو مؤتمرات عالمية تجمع شباب الكرازة في العالم كله عن طريق الفيدوكونفرانس تناقش قضايا و تصنع تواصل بين الداخل و الخارج و تصحح مفاهيم في حضور الآباء الأساقفة و قداسة البابا.هذه مؤتمرات ليست للتصوير بل لوضع جذور إنجيلية دون بهرجة و لا تكاليف نريد إيقافها و توجيهها لما يحتاجه الأولي بها.. 
 
- أسقفية الشباب يجب أن تنجب كهنة لخدمة الشباب في كل أسقفية.حتي ينتهي العمل المركزي لأنه   الأفضل جدوي. .صحيح أن مجهودات رائعة تبذل لا شك في إخلاص من يقدمها لكن آن الأوان لتحقيق الأفضل في غمرة الإصلاحات العظيمة التي يقوم بها قداسة البابا و المجمع المقدس في شتى الإتجاهات .آن  الأوان لإعادة النظر و ترتيب العمل في أسقفية الشباب علي أساس روحي و علمي معاً و سحب المركزية من اسقفية الشباب لتكون عملاً تخصصياً موجود في كل إيبارشية يتيح للشباب فرصة التواصل و التفاعل بدلاً من إنتظار مؤتمر سنوي يتكلف الآلاف المؤلفة من الأموال لقضاء ثلاثة ايام من الكلمات التلقينية كان يمكن أن تتم أونلاين من غير تكلفة و حشد.أما التلمذة فهي ما ينقص شبابنا.هذا ما يستدعي توفر كهنة شباب في كل قطاع لكل أسقفية.ليس شغله تدبير رحلات و أنشطة ترفيهية بل مهمته تربية قديسين ليتولوا القيادة فيما بعد.
 
-تحويل اسقفية الشباب إلي مركز إنتاج مكرسين و كهنة شباب و إدارة مجموعات بحثية للمشكلات الملحة و تدريب خدام الشباب علي كل ما هو جديد في التواصل مع الشباب و صبغه بصبغة روحية لا تخلو من الدسم هذه ما يجب أن يكون دور أسقفية الشباب.تقديم ترجمات بفكر مستقيم لكل كتاب مفيد للمراحل العمرية المختلفة .تدريب الشباب علي الكرازة في مختلف دول العالم.تلمذة كهنة علي تأهيل المقبلين علي الزواج و حل مشاكل المتزوجين الجدد أهم من مليون مهرجان.هذه كلها أعمال تضع بنية تحتية روحية تبني عليها الكنيسة مزيداً من حالات النمو الروحي.و هي كما تري تخلو من المهرجانات و التجمعات المليونية التي لا يمكن أن تكون مثمرة لكنها نجاح شكلي لا يصح أن ننخدع به أو نستمر فيه.
-
 
الكلمات المتعلقة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع