الأقباط متحدون | لم يسقط الشعار
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٣٤ | السبت ٩ يوليو ٢٠١١ | ٢ أبيب١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لم يسقط الشعار

السبت ٩ يوليو ٢٠١١ - ٤٩: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.حمدي الحناوي

بدأت الدعوة للحشد فى التحرير من جديد تحت شعار الدستور أولا، وما زال هذا الشعار صالحا. وقد يبدو أن ما جرى من استقطاب ومؤامرات وبلطجة، دفع بعض القوى إلى التخلى عن ذلك الشعار بحيث استبدله البعض بشعار "الفقراء أولا"، واستبدله آخرون بشعار "الثورة أولا". والحقيقة أن المؤامرات التى جرت أعادت الجميع إلى نقطة سابقة لا على الدستور والانتخابات، بل وسابقة على الثورة كلها.


عند هذه النقطة عادت محاولات التدليس ثانية باسم الدين، وبدأ الغزل السافر بين جماعات الإسلام السياسى وبين السلطة. وكاد الغزل يتحول إلى تحالف، ورأينا أحد مرشحى الإسلام السياسى يعلن من جانبه ما لم يعلنه المجلس العسكرى. قال إن نيتانياهو طلب المجئ إلى القاهرة خمس مرات، وأن رئيس المجلس تجاهل طلبه. وأعلن بالإضافة لهذا ما لا يصح إعلانه، والغريب أن تتسرب تلك المعلومات عن طريق هذا الشخص ولا يعلنها المجلس العسكرى بنفسه.
اشترك الطرفان بعد ذلك فى اتهام الثوار، فاتهمهم الإخوان بأنهم عملاء للصهيونية، واتهمتهم السلطة بالبلطجة، واتخذت من ذلك الاتهام غير المبرر ذريعة لتقديمهم لمحاكم عسكرية. ويعتبر هذا بذاته تحديا للثورة، خاصة مع استمرار التلكؤ فى محاكمة قتلة الثوار وسارقى أموال الشعب، ومن استبدوا به وأهدروا حريته. بهذا أيقنت القوى الثورية أن الثورة تجمدت، وأن هناك محاولات لدفنها. وهكذا صار على الثوار أن يعودوا إلى التحرير، لإعادة الأمور إلى نصابها.
تلتقط الإرادة الثورية اليوم أهدافا كاشفة للنوايا، أبسطها تطهير أجهزة الدولة من المجرمين والفاسدين وسرعة محاكمتهم، ووضع أساس لإقامة العدل الاجتماعى. وهناك مطلب سبق أن رفعه بعض الثوار لكنه تاه وسط المناقصات والمزايدات، ووسط السباق المحموم بين "الزعماء" على الظهور فى الإعلام. ذلك المطلب هو نقل السلطة إلى مجلس رئاسى. وسيعود ذلك المطلب بقوة، وسيصبح الهدف الرئيسى إذا تلكأ النظام ثانية أو حاول الانقضاض.


تلك هى اللحظة الراهنة. إنها لحظة الحقيقة، بعد أن ظلت قوى الإسلام السياسى تحاول الالتفاف على الثورة وتفتيت قواها وجرها إلى حارات جانبية. افتتحت تلك القوى مزادا لتقسيم مقاعد البرلمان القادم تحت شعار التحالف الانتخابى، وحاول بعض المشاركين أن يغطوا عوراتهم باجترار حديث المبادئ الحاكمة للدستور. ووسط ذلك المهرجان أعلن صاحب الزفة رفضه للمطالب الثورية، وندد بمن يرفعونها واتهمهم بالعمالة.


فيما يحدث ذلك، ظل أصحاب المهرجان يتوهمون أنهم أقوى القوى وأنه بدونهم لن ينجح الحشد، ولكنهم اكتشفوا خطأهم وتبينوا حجمهم الحقيقى، وسارعوا لابتلاع حججهم، وإعلان المشاركة فى جمعة الإصرار. ابتلعوا كذلك اتهاماتهم للقوى الثورية، ولن نطلب منهم اعتذارا، لكننا ننبههم إلى أنه لن يصح فى النهاية إلا الصحيح. وسيؤدى الإصرار على استكمال الثورة إلى تغيير شكل السلطة ومضمونها.


قد تتصور تلك القوى المعادية للثورة أنها حين تنزل إلى الميدان بضع ساعات، سوف تسترد ما فقدته من مصداقية. والواقع أن بعض القوى الثورية قد تنخدع وتتغاضى عن المواقف الانتهازية والمعادية، بدعوى الحرص على التوافق الوطنى. لكن الانتهازية لا علاج لها، ولا بد من فضحها، وهذا لا يؤثر على الوحدة الوطنية بل يدعمها. وسننتظر لنرى حقيقة حسابات تلك القوى المعادية. لا نعرف حتى الآن خططهم، وقد يكون هدفهم محاولة خلخلة الميدان عند الانسحاب منه آخر النهار. ولكن مهما كانت حساباتهم سيفشلون.

يبقى أن تعيد قوى الثورة تنظيم صفوفها، وأن تكون على يقين بأن الإنقاذ الحقيقى تشكيل مجلس رئاسى، يتولى وضع الدستور أولا، ثم تجرى انتخابات نظيفة ونزيهة بعيدا عن التدليس باسم الدين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :