الأقباط متحدون - حين يكون حظك سعيد
  • ٢٢:٣٧
  • الثلاثاء , ٧ اغسطس ٢٠١٨
English version

حين يكون حظك سعيد

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٤: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ٧ اغسطس ٢٠١٨

جيرالد فورد
جيرالد فورد

د. مينا ملاك عازر
لا أستطيع الجزم بإذا كان حظ الرئيس الأمريكي جيرالد فورد سعيداً أم لا بشكل عام، لكنني أستطيع التأكيد أنه في لحظة ما من تاريخه السياسي تمتع بهذه الصفة، قد يكون الرجل اجتهد ونجح في إقناع الناخبين الأمريكيين في ولايته بانتخابه للمجالس التشريعية، ثم نجح في إقناع نيكسون ليختاره بديلا عن نائبه الذي استقال على خلفية قضية فساد في شهر يونيو من عام 1974، ليجد فورد نفسه منفرد بعد شهرين بكرسي الرئاسة الأمريكي حين استقال نيكسون نفسه من رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية فضيحة ووترجيت، هنا وهنا فقط يصبح فورد أول رئيس أمريكي بالتعيين، إذ عينه نيكسون نائباً ولم يكن معه على نفس التذكرة الانتخابية التي أتت به للحكم، ثم مرة أخرى يعينه مجلس الشيوخ الأمريكي ليشغل مكان نيكسون في رئاسة أمريكا حتى يحين وقت الانتخابات الأمريكية التالية في عام 1976، لينجح فورد في إتمام فض الاشتباك الثاني بين مصر وإسرائيل بعد وصوله للرئاسة بعام وشهر تقريباً.

وهنا يستوقفك أمرين هما، إصرار الأمريكيين على أن يتمموا فترة حكم رئاسية لنهايتها دون التغيير في مدة التتابع، وهي أربع سنوات التي كادت أن تكون مقدسة لم يغيروا دستورهم، لم يجروا انتخابات رئاسية لا لشيء إلا لأن الأمر لديهم دستوري ومؤسسي محترم من الجميع ومعروف ماذا يحدث في كل حالة من الحالات، هنا وهنا فقط يأتي السؤال، ولماذا يتخلون عن نظامهم هذا؟ أقول لك لأن حجم الهجوم الذي مُنِي به فورد أثناء حكمه للولايات المتحدة تلك الفترة التي زادت عن العامين بأشهر قليلة، كان هجوم كاسح من عينة أنه رئيس معين، وكأنها سبة في جبينه، واتهمه منافسه كارتر بأنه شخص لا يستطيع أن يفعل فعلين في آن واحد، حتى أنه قال أنه لا يستطيع أن يمضغ لبانة أثناء مشيه، أي لا يستطيع الجمع بين المشي ومضغ اللبان، مع أنهما فعلان يبدوان لسيادتك عزيزي القارئ، كما لو كانا بديهي وبعيد عن صحة ادعاءات كارتر في هذا الصدد، إلا أننا نستطيع الكشف بأن شخصية فورد كانت مطمع للكثيرين في الهجوم عليه، ولم ترضي الأمريكيون حتى أنه خسر الانتخابات التي خاضها عن الحزب الجمهوري ضد منافسه الديمقراطي كارتر، وذلك لأن الأمريكيين رأوه رئيس معين برغم اضطرارهم لهذا دستورياً، لكنه أمر عابه، ولكونه لم يستطع أن يفعل فعلين في آن واحد -كما وصفوه- وبرغم هذا كله احترم الأمريكيون دستورهم ومؤسساتهم التي أوصلت فورد لسدة الرئاسة وأبقوا عليه إلى أن أنهى فترة رئاسته  وانتخبوا آخر، كما لم يخرج أحد ينادي بتغيير الدستور لإبقاء فورد لأنه أنقذ أمريكا من كارثة فراغ دستوري مثلاً لا لشيء إلا لأنه وببساطة قام بواجبه الذي أنيط به حين كلف من نيكسون أولاً ليكون نائب له في رئاسة البلاد، ثم نفذ أمر دستوري من مجلس الشيوخ ليصبح بديل لنيكسون في رئاسة البلاد.

المختصر المفيد احترموا الدستور والقانون، ولتكن للدولة مؤسسات، حينها تكونوا قد فعلتم إنجاز تستحقون عليه الاحترام.