الأقباط متحدون | حكاية رحلة.. خمسة أيام ... في مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٣٢ | الأحد ١٠ يوليو ٢٠١١ | ٣أبيب١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٠السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حكاية رحلة.. خمسة أيام ... في مصر

الأحد ١٠ يوليو ٢٠١١ - ٢٢: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. صفوت روبيل بسطا

بعد سنتين كاملتين علي أخر مرة زرت فيها بلدي الغالي "مصر", قررت السفر إلي مصر في رحلة سريعة لم تتجاوز الخمسة أيام فقط ، للأطمئنان علي السيد الوالد , خاصة بعد تدهور صحته في الفترة الأخيرة وطلبه أن يراني ونفس الشعور من ناحيتي , فلم أتردد في السفر , والحمد لله علي محبته وحنانه وتدبيره لكل أمر ، وبالرغم من ضيق الوقت وإنشغالي الدائم بوالدي في هذه الأيام ، إلا أن هذا لم يمنعني عن البحث في إنطباعات الناس من حولي عن ما تمر به بلدنا الغالي " مصر " من أحداث خاصة بعد الثورة , وردود أفعالهم ونظرتهم للمستقبل ، سواء في المستشفي (التي كان فيها والدي) أو في الشارع ،أو في وسائل المواصلات المختلفة , حتي خلال مشاهدتي لمباراة "الأهلي والزمالك" والتي حرصت علي متابعتها في كافيتيريا قريبة من المستشفي الخاص , وإليكم بعض من هذه الأنطباعات والأحداث....
 

 

أولا...عندي كوم لحم :
ركبت تاكسي وبعد صباح الخير والرد بصباح الفل ، ومن خلال كاسيت العربية سمعت أحد الشيوخ, تخيل إليً أنه الشيخ "الزغبي" فقلت بإبتسامة..واضح أنك بتحب تسمع للشيخ الزغبي , فرد السائق مستغرباً ..مين الزغبي ده ؟؟ فقلت له ده أحد الشيوخ المحرضين علي الفتن بين المسلمين والمسيحيين ودائما ما يدعو علي اليهود والنصاري ،فإلتفت إلي وقال واثقا ..بص يابيه... أنا راجل علي "باب الله" ووقت الصبحية دائما أحب أسمع إذاعة "القرأن الكريم" وكل الشيوخ بهذه المحطة ناس معتدلين وعمري ماسمعت أحدهم يثير الفتن , ولكن أنا أعرف أنه فيه بعض الشيوخ اللي واخدينها "سبوبة" ولا تفرق معاهم أن البلد تولع بين المسيحيين والمسلمين, ,,, بصراحة أنا أظهرت إعجابي الشديد من عقلية الرجل البسيط ، فتشجع وإستطرد قائلا .. يابيه أنا كل أصحابي وأحبابي من المسيحيين وطول عمرنا ماكناش نعرف كلمة مسيحي ومسلم , ربنا يجازي اللي كان السبب , والله سبحانه وتعالي قادر أنه ينتقم منهم ، ياريت الناس دي تسيبنا في حالنا ونعيش مع بعض في سلام ،،،، دا أنا عندي كوم لحم وعاوز أربيهم...........هذه عينة وضحت ليً أن الناس عاوزة تعيش في سلام وأمان ، فقط نبعد عنهم مثيري الفتن وخفافيش الظلام
 


ثانياً...صعبانيين عليُ الزملكاوية:
وأنا أُتابع مباراة "الأهلي والزمالك" بصحبة أحد أقاربي "الأهلاوي" مثلي وكان بالخلف إثنين زملكاوية وبعد ما سجل الزمالك أول أهدافه , فوجئت بأحدهم يهمس في أذني من الخلف ويقول لي .. ماتزعلش الأهلي "قادر " وهيتعادل وهيفوز وأديك هاتشوف ؟؟!! فإلتفت إليه وقلت له مستغرباً... هو أنتم ليه ماعندكمش ثقة في فريقكم ؟؟!! ليه الحالة الأنهزامية هذه ؟؟!!,إيه اللي يمنع أن الزمالك يفوز بالمباراة وبالدوري كمان , ولكن هيهات لأن مشجعي الزمالك من كثرة السنين العجاف من عدم الحصول علي الدوري أصبحوا في حالة يأس دائمة وبصراحة أنا صعبانيين عليً الزملكاوية
 


ثالثا ... عمرها 13 سنة :
ركبت تاكسي أخر وكان السائق شاب, وفي جانبه شاب مسيحي, لاحظت الصليب في يده , بعد قليل شاورت للتاكسي بنت صغيرة لا تتعدي ال13 عاما وبيدها لفة حلويات وقالت المكان الذي تريد الذهاب إليه , إعتذر السائق لأنه غير إتجاهنا , وكان التاكسي في إشارة , شاورت أنا للفتاة وقلت لها بالحرف " بلاش يا بنتي تركبي تاكسي لواحدك , لازم يكون حد معاكي " حتي ولو كان بالنهار,قالت...حاضر.. ثم دار بيننا نحن الثلاثة حوار .. أنا قلت... إزاي الناس تسيب بنت في السن ده تركب لواحدها مع ثلاثة شباب , إفرض كانوا ثلاثة شباب من غير ضمير , تخيلوا ماذا كان ممكن يحدث , رد الشاب المسيحي ...العيب مش عليها,العيب علي أهلها اللي سابوها تتطلع لوحدها والبلد مافيهاش أمان .,, رد السائق الشاب.. ربنا يحافظ علي ولايانا !! وأخذ يعدد لنا حالات للخطف , منها كمثال... ركبت بنت تاكسي لواحدها وعندما لاحظت أن السائق غير طريقه , أيقنت أنها في خطر , فما كان منها أنها أخرجت مطواة من شنطة يدها ووضعتها علي رقبته ,وهددت,, إن لم يتوقف بسرعة سوف تذبحه , فتوقف وهرب الجبان...... هذا هو الخوف الكبير الذي لاحظته علي كل الأهالي وهو الخوف علي بناتهم من كثرة حالات إختفاء الفتيات
 

 

رابعا.... صورة سيئة:
ذهبت إلي قسم "الأستقبال" بالمستشفي لإستخراج إيصال لدفع حساب الأيام التي أمضاها والدي بالمستشفي ، وكان" الباشا" موظف الأستقبال جالس وبصحبته إثنين من أصدقائه ,لفت إنتباهي وهو يُنادي علي أحد العمال أنه يستخدم ألفاظ قذرة جدا وعندما حضر العامل أكمل وصلته البذيئة جدا وكان واضح أنه يستعرض أمام أصدقائه , وبعد أن سلًمني الإيصال قلت له.. ممكن أسأل حضرتك سؤال؟ قال إتفضل , قلت له .. أنا طبعا لا أتدخل في شغل حضرتك ولكن إستفزني جدا إسلوبك اللاأدمي مع العامل , ألا يوجد أسلوب أرقي من كدة شوية !!؟؟ رد مستغرباً .. سيادتك أنا عندي أربعة عمال وكلهم ولاد كذا وكذا ... قاطعته قائلاً .. ياسيدي أنت هاتسمعنا نفس الوصلة؟؟, شعب مصر قام بالثورة علشان يتخلص من أمثالك ، حرام عليكم دول بني أدميين برضو ، وبعد كدة مش ممكن تكون فيه ستات وتسمع هذه القذورات ، هل ترضي أن الست الوالدة أو أختك أو زوجتك أو يكون فيه أطفال ويسمعوا هذه البذائات, ما ذنب كل هؤلاء!!؟؟؟؟ صدقوني لم ينطق ولا بأي حرف
 

 

خامساً... صورة مضيئة:
وأنا جالس في ميدان " أحمد حلمي" بالقاهرة, علي أحد المقاهي , إنتظارا للذهاب للمطار لفت إنتباهي أن صاحب المقهي يحلف كثيرا ب "المسيح الحي" وكانت المفاجأة أنه إسمه " الأسطي أحمد" لم أكترث كثيرا , ولكن ما شدني وأنا جالس ,,, حضر حوالي ستة شباب زي الورد وما فهمته أنهم منتظرين عربة تأخذهم للشغل , طبعا لا تعرف مًن منهم مسلم ومًن مسيحي , وكم كانت سعادتي وأنا أسمعهم يتسامرون ويُهرجون وسمعت هذه الأسماء , روماني , محمد , فتحالله , بيشوي ,,, شيئ عادي , ولكن ما أسعدني أكثر هو الأتي .... مرت سيارة محملة خبز " رقائق مدورة كبيرة " طارت واحدة أمامنا وتكسرت علي الرصيف , فإذا بهؤلاء الشباب يسرعون في مشهد حضاري ويجمعون الكسر,لتنظيف المكان, وأحدهم يمسك قطعة صغيرة ويبوسها ويضعها في وقار جنب الحائط , ويقوم سائق إحدي السيارات(من رواد المقهي) بالأسراع ويحضر لهم " مكنسة " لتساعدهم في تنظيف المكان ... عمار يا مصر بشبابك
 

 

أخيرا ... عم درويش :
تطوع " الأسطي أحمد" بإحضار تاكسي لي لتوصيلي للمطار وكان صاحب السيارة "عم درويش" الذي ناهز السبعين من عمره وسيارته التي لم تفرق كثيرا في العمر أيضا , المهم وأنا جالس جنب " عم درويش " سألته ... إيه رأيك في الأوضاع الأن في مصر يا عم درويش ؟؟؟ وكأنني وضعت يدي علي جرح عميق !! فرد بعصبية ... هما الناس عاوزة إيه تاني , قاموا بالثورة , وعملوا اللي هما عاوزينه كفاية بقي , عاوزين نشوف مصالحنا , البلد واقفة , لا سياحة ولا إستثمار , وكل شوية والتانية مظاهرات وإعتصامات ووقف حال .. قاطعته علي إستحياء .. ياعم درويش لسة أهداف الثورة لم تتحقق كلها خاصة بعد النجاح العظيم للثورة والأهم الناس مش حاسة بالأمان ... قاطعني بحدة قائلا ... شوف يا إبني ... الجيش غير الداخلية , بتاع الداخلية يعرف عني وعنك كل كبيرة وصغيرة , ودي شغلته , ولكن الجيش والعسكري ما عندوش خبرة في معاملة المواطن , يبقي لازم نصبر عليهم شوية , الدنيا ما تبنتش في يوم يا ولدي , لازم نستني ونصبر لغاية ما يسلموا الدفة لواحد أمين يقدر يحكم بالعدل , روح يا إبني ربنا يستر عليك .
 

 

........... كلمة ختامية
أخر مقال كنت كتبته عن الأوضاع في مصر كان بإسم " أنا غير متفائل ولا أدعو للتشاؤم" وكنت غير متفائل بالمرة من الأحداث في مصر ، ولكن بعد هذه الزيارة السريعة إلي " مصر" تفائلت كثيرا بشعب مصر الأصيل , بالمواطن العادي ,وروح الود والمحبة التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي ,,,, فقط إبعدوا عن هذا الشعب العظيم دعاة الفتنة, ومًن يُوثرون علي عقول الشباب بالسلب, ومًن لا يُريدون الخير لمصر وأهل مصر الأحرار




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :