الأنبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان (1908-1989م) نموذجاً لرهبان برية شيهيت!
د. ماجد عزت اسرائيل
٥٧:
١١
ص +02:00 EET
الثلاثاء ١٤ اغسطس ٢٠١٨
د.ماجد عزت إسرائيل
ولد عبد الشهيد صادق فى يوم 10 مارس 1908م بقرية الريدانيه التابعة لمدينة المنصورة،وكان والده صادق يعمل ناظراً لأوقاف كنيسة السيدة العذراء بالريدانية،أما أمه فتدعي حنة وكانت ربة منزل تقوم على خدمة أولادها الأربعة،وكان عبد الشهيد أكبرهم الذي تعلق بعمه القمص متري بانوب فتعلم على يديه الطقوس والعلوم الكنسية،وعندما كان يذهب للكنيسة العزباوية بمنطقة اللإذبكية كان يتقابل مع القمص مكسيموس السرياني رئيس دير السريان في ذلك الوقت فكان يشجعه على التعمق في الدراسات الكنسية، وبعد أن إنتهي عبد الشهيد من دراسته حيث تخرج في مدرسة الصنايع قسم ميكانيكا، ذهب إلى دير السريان فى أواخر سنة 1925م،أى بعد ثورة عام 1919م بنحو ستة سنوات.
وقد ترهبن عبد الشهيد في دير السريان وعرف بإسم الراهب ثاؤفيلس منذ(21 طوبه 1644ش/ 29 يناير 1926م) بيد أمين الدير القمص" جرجس إبراهيم أبو كف"ه، فى عهد رئاسة القمص مكسيموس مع الراهب المتنيح القمص موسى،وقد رسمه البابا يوأنس التاسع عشر(1928-1942م)، قساً فى صوم السيدة العذراء أغسطس 1934م، وإلتحق بمدرسة الرهبان بحلوان وتخرج منها فى 1939م، وفى أغسطس 1939م عين أميناً للدير مع القمص فيلوثاؤس رئيس الدير في ذلك الوقت،ورسم قمصاً فى عام 1946م ثم تولى رئاسة دير السريان فى 12 ديسمبر1947م،وبعد نياحة القمص فيلوثاؤس مرقص رئيس الدير، وبالتحديد فى 25 يوليو 1948م تم رسامته بيد المتنيح قداسة البابا يوساب الثانى(1946-1956م) أسقفاً ورئيساً للدير مع خمسة أساقفة للحبشة منها الجاثليق الأنبا باسيليوس المتنيح والأنبا ثاؤفيلس الذى صار بعده بطريركاً للحبشة،ومن أهم مآثر نيافته كان أول رئيس يمضى أوقاتاً بالدير بين أبنائه الرهبان،وهو أول رئيس بالنسبة للدير والأديرة الأخرى يقبل رهبنة المثقفين الخدام ذو المؤهلات العليا، وكان من هؤلاء الراهب أنطونيوس السرياني(المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث 1971-2012م)،كما أنشأ نيافته مبنى ضخم للرهبان داخل الدير فى الخمسينات، وهو مبنى خرسانى ينشىء لأول مرة فى الأديرة القبطية.
وواصل الأنبا ثاؤفيلس التعمير بالدير فأنشأ قلالى منفردة خارج أسوار الدير،وكذلك زرع مزرعة صغيرة خارج أسوار الدير،وبنى صهريج خرسانى كبير للمياه بالدير، وكان يحب القراءة بالمكتبة وخاصه ما هو قديم من مخطوطات وكتب ومجلات.وسعي إلى أنشأ أول مطبعة للدير سنة 1951م. كما أنشأ بيت خلوة للشباب سنة 1959م لقضاء فترات خلوة بالدير.وكان يفرح برسامته للرهبان أو كهنة بالدير أو سيامة أساقفة من أبنائه.وكان محباً للإحتفال بأعياد القديسين. وفى عهده بنيت للدير منارتان عاليتان كما شيد قصراً للضيافة والمكتبة.وقام ببناء وشراء أربعة منازل لوقف الدير.وسيم فى عهده من الدير 18 أسقفاً وخورى أبسكوبوس،وكان أكبر شيوخ البرية وفى مقدمة رؤساء الأديرة بل وفى مقدمة الآباء الأساقفة خاصة وأن غالبية آباء المجمع المقدس يعتبرون من أبنائه وعلى رأسهم قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث، الذى كان يكن له كل تقدير وإحترام.وفى عام 1976م إحتقل قداسة البابا شنودة الثالث والأساقفة باليوبيل الذهبى لرهبنة نيافة الأنبا ثاؤفيلس وفى عام 1989م بدء عامه 64 كراهب وبدء عامه 42 كأسقف ورئيس للدير،وكان معاصراً لسته من الآباء البطاركة.وتنيح الأنبا ثاؤفيلس يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 1989م عن عمر يبلغ قرابه 82 عاماً وأقيمت الصلاة على جثمانه فى 6 ديسمبر بالكاتدرائية المرقسية بكلوت بك، وقد حضر الصلاة 15 أسقفاً ثم نقل الجسد الطاهر إلى الدير حيث صلى على جثمانه بعض الأباء الأساقفة والرهبان والشعب ثم أودع جثمانه تحت المنارة الغربيه بالدير مع أخيه فى الرهبنه القمص موسى.