«جناحها مش مكسور».. %66 من النساء يضربن أزواجهن بـ«الأحزمة والجزم»
منوعات | التحرير
الاربعاء ١٥ اغسطس ٢٠١٨
كشفت إحصائية حديثة صادرة عن محاكم الأسرة، الستار عن أزمات طاحنة تواجهها البيوت المصرية، أملًا فى اتخاذ إجراء مناسب لإصلاح الأحوال والحد من تلك النسب المرعبة.
وجاءت الإحصائية لتبين أن مصر هى الأولى عالميا فى نسبة تعدى الزوجات على أزواجهن بالضرب، لتنقلب الآية والصورة الذهنية لـ"سي السيد".
جاءت إحصائية محكمة الأسرة من واقع القضايا المقامة فى دعاوى الطلاق والخلع، بما يعنى أن تلك النسبة ليست ممثلة للمجتمع ككل، وإنما ممثلة لنسبة أسباب الخلاف فى تلك القضايا، وتقول الإحصائية إن نسبة النساء اللواتى يضربن أزواجهن ويقفن أمام محاكم الأسرة طلبا للطلاق والخلع، وصلت إلى 66% من إجمالى الدعاوى.
وأعلن كذلك مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة، أن مصر تحتل المركز الأول عالميا فى قائمة أكثر النساء بالعالم اعتداء وضربا للأزواج بنسبة 28%، وهو ما وصفته بالنسبة الكبيرة والتى تعد ظاهرة جديدة على المجتمع المصرى، وتلى مصر فى ضرب الأزواج أمريكا بـ23% ويليها بريطانيا بنسبة 17% ثم الهند بنسبة 11%.
وأشارت إحصائية محكمة الأسرة إلى استخدام عدة أساليب فى الضرب، منها "الحزام وأدوات المنزل والحذاء واليد وأحيانا تلجأ للعض"، وأن الزوجات يضعن الحبوب المنومة لأزواجهن، ويعاقبن أزواجهن إما ضربًا أو حرقًا أو عن طريق استخدام الدبابيس والأدوات الحادة، ليتركن آثارًا فى أجسادهم لا يعرفون مصدرها عند الاستيقاظ.
وعن الحال داخل البيوت المصرية خرجت دراسة للدكتور السيد عوض أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة قنا، تقول إن أكثر من 50.6% من الرجال المتزوجين في مصر معرضون للقتل من زوجاتهم، لتسيطر صورة "السكاكين والأكياس" على الموقف، فترى لماذا وصل الأمر إلى هذا الحد وما الحلول أملًا فى حياة كريمة قائمة على التفاهم والود وليس العنف والكراهية إلى درجة تمنى موت الآخر بل والتفكير فى قتله وإنهاء حياته عمدًا.
"كلنا نتعرض للعنف رجالا ونساء وأطفالاً ولا بد لذلك أن تكون له ردة فعل"، هكذا عقب الدكتور وائل أبو هندي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق على الإحصائية.
وشرح بأن عنف الرجل ضد المرأة، قديم ومعروف، ولا يزال يسجل ويحارب ويعاقب ويتم التعايش معه، بينما عنف المرأة ضد الرجل معروف تقليديا بأنه عنف نسائي أي بطريقة أنثوية كالسحر أو الخيانة والعنف اللفظي والمعنوي تمارسه الزوجات وهناك الحرمان من الرعاية ومن العلاقة الزوجية وكلها أساليب نسوية مستترة لعقاب الرجل، لكن الشواهد تشير إلى عنف نسائي جديد يعتمد الأسلوب الرجالي في توجيه وإحداث العنف ضد الرجل، ليستخدمن الضرب كأوضح وأفدح صورة للعنف، فباختصارٍ أصبح عندنا عنف نسائي أسري على الطريقة الرجولية، وإن كانت نتائج الدراسات العلمية تشير أحيانًا إلى أن العنف الأنثوي ضد الرجل لا يزال أقلَّ دموية من عنف الرجل، وأحيانًا أخرى تشير إلى عنف أنثوي أكثر دموية وأمضى كارثية من عنف الرجل ضد المرأة.
وأكد "أبو هندى" ضرورة عدم الدهشة والتعامل مع الأمر الواقع، فأكثر من دراسة للمعهد القومي للبحوث، خلاصتها أن نسبة تقارب الربع من المصريات المتزوجات يضربن أزواجهن، ووصلت هذه النسبة الآن إلى 60 أو 66%، بل وجاء في إحدى الدراسات أن معظم الأزواج المضروبين يحمد الله على تلطف زوجته به الذي يجعلها تضربه داخل البيت وبين جدران أربعة!
وأضاف: نعترف بوجود كثير من الأزواج يرفضون البوح بما تعرضوا له من عنف على عكس الزوجات.
وأكد "الهندي" أنه كطبيب نفسي سمع اعترافات أزواج مصابين بالاكتئاب، وكيف تحملوا عنف زوجاتهم لدرجة الضرب والعض أحيانًا، واستنتجت ساعتها أن الرجل الذي يتحمل عنف زوجته الجسدي ليس بالضرورة أن يكون مصابًا بالمازوخية، فقد تكونُ المرأة مريضة باضطراب شخصية أو شكاكة لدرجة الجنون وتضرب أحيانًا ويتحمل الرجل ولا يشكو.
مشددًا: نعم هناك رجال يتحملون عنف زوجاتهم تحت تأثير عوامل عديدة منها النفسي والاجتماعي والاقتصادي.
ليست ضعيفة مكسورة الجناح
وشرح أستاذ الطب النفسي، أن كثيرات ممن يعتمدن العنف في التعامل مع الزوج إما يرجعن ذلك لعنفه هو، أو يرجعنه إلى تقاعسه عن القيام بواجبه تجاه الأسرة، أو انفلاته السلوكي، ولا نستطيع هنا إغفال دور التفوق النوعي للإناث على الرجال في كثير من مناحي الدراسة والثقافة والعمل الاجتماعي، فلم تعد المرأة مخلوقًا ضعيف الجناح قابلاً للكسر كما كانت في الماضي، ولا أصبح الرجل مالئا مركزه كما كان.
آليات فض النزاع
وعن الحل أشار "أبو هندي" إلى أنه من الناحية النفسية ثبت اهتزاز مكانة الزوج خاصة داخل المنزل وأصبح أقل شأنا أمام زوجته وأولاده، أو أن يصل إلى حالة التقوقع حول نفسه تاركا زوجته تتصرف كيف تشاء، فتشعر بضعف شخصيته، وتصبح هي صاحبة القرار في المنزل، كل ذلك يحمل عواقب وخيمة بحق على نفسية الأبناء.
وقال: الحل فى رأي المشتغلين بالصحة النفسية الاجتماعية، هو أن تفهم الزوجة كما يفهم الزوج، طريقة التعامل الصحيحة، وآلية فض النزاعات الأسرية، وعلى الأقل أمام الأطفال، ودون أن تصل الأمور إلى المحاكم بالطبع.