كيف اقتحم البابا تواضروس الثاني ملف إخضاع الأديرة لقبضة الكنيسة؟
نعيم يوسف
الجمعة ١٧ اغسطس ٢٠١٨
البابا فرض سيطرة الكنيسة على عدد من الأديرة.. ومهلة شهر للباقين
كتب - نعيم يوسف
خطوة جديدة اتخذتها لجنة الرهبنة وشئون الأديرة بالمجمع المقدس، التي يترأسها قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خطوة جديدة في مسيرة ضبط الرهبنة والحياة الديرية، وهي إعطاء فرصة كافة الأماكن الغير معترف بها كأديرة، إلى تصحيح أوضاعها، من خلال الخضوع لإشراف البطريركية عليها، روحيًا ورهبانيًا وماليًا في هدوء وسلام.
شروط.. وعصيان
حددت اللجنة عدة خطوات لخضوع هذه الأديرة، وهي أن تُسجل الأرض باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والخضوع لمن يرسله قداسة البابا للإشراف الروحي والمالي والإداري على المكان الغير معترف به، واتباع لائحة الرهبنة في التعمير، وأعطت هذه الأماكن فرصة لمدة شهر، ومن لا يقبل فهو يعلن "العصيان" على الكنيسة، وسيتم تجريده من الرهبنة.
لا يوجد إحصاء رسمي
لا يوجد في مصر إحصاء رسمي دقيق للأديرة الغير معترف بها، نظرا لحساسية الأمر، وبالتالي لا يوجد إعلان رسمي من الكنيسة عنها، رغم أنها حذرت منذ أيام، بعد أزمة مقتل الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير الأنبا مقار من زيارة هذه الأديرة، ومع ذلك لم تنشر قائمة بالأديرة التي لا تخضع لها ولإشرافها.
أديرة في قبضة الكنيسة ولكن تحت التأسيس
رغم ذلك، نشرت الكنيسة قائمة بالأديرة المعترف بها، وقائمة أخرى بأديرة "تحت التأسيس"، إلا أنها جميعا تخضع للإشراف الكنسي، وأبرزها: دير الشهداء في إسنا، للراهبات، وتترأسه الأم مريم، ويشرف عليه روحيا الأنبا يواقيم، ودير القديس تواضروس المحارب، في الأقصر، ويشرف عليه روحيا الأنبا يوساب، ودير الأنبا بضابا في نجع حمادي، ويترأسه الأنبا كيرلس، ودير الشهيدة مارينا، في الخطاطبة، وتترأسه الأم أكسياس، ودير العذارى الحكيمات، بطريق الإسماعيلية، وتترأسه الأم ثيؤغسطا، ومزرعة الشهيد مارجرجس في العلمين، وهو تحت الإشراف المباشر لقداسة البابا، ومزرعة العذراء مريم والشهيد ودامون بحاجر أرمنت، ويخضع للإشراف الروحي للأنبا يواقيم.
أديرة أعترف بها حديثا
في منتصف شهر مايو عام 2016، اعترف المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بثلاثة أديرة وهي أديرة القديسة دميانة للراهبات بالبلينا بسوهاج، ودير الأنبا موسى القوى بالعلمين، ودير السيدة العذراء والقديسة دميانة بأتلانتا جنوب أمريكا.
وفي شهر أغسطس الماضي وقعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ووزارة البيئة، اتفاقا على تقنين وضع أراضي دير القديس مكاريوس السكندري بوادي الريان، بعد الأزمة الشهيرة التي حدثت بسبب شق طريق في منتصف الدير، ورفض الرهبان الموجودين هذا الأمر.
تحذير.. وتصحيح
في عام 2017، تم تداول بيان لبطريكية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، يحذر الشعب القبطي من 6 أماكن تسمي نفسها كأديرة، ولكنها غير معترف بها، وهي: منطقة وادي الريان في الفيوم، ومكان على اسم الأنبا كاراس بوادى النطرون، ومكان للفتيات يسمى دير عمانوئيل بوادي النطرون، ومكان يسمى دير متاؤس الفاخوري بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، ومكان يسمى يوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية، وهو غير بطمس المشرف عليه الأنبا بطرس الأسقف العام، ومكان على أبوسيفين يطلق على نفسه دير الزيتونة بطريق العبور.
ردت الكنيسة على هذا البيان، ببيان تصحيحي أخر، قالت فيه إن البيان المتداول قديم ويعود لعام 2015، لكن بمرور الوقت تم تصحيح وضع بعض هذه الأماكن لذا مع نشر هذا البيان القديم في الوقت الحالي يكون غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة، لأنه تحذير قديم قبل أن يتسلم البابا الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مزرعة السلام بدير الأنبا متاؤس الفاخورى وتم تعيين الأنبا دوماديوس أسقف 6 أكتوبر وأوسيم مشرفا ومسئولا عن تعمير هذا المكان وإحياء الحياة الرهبانية.
البابا يقتحم الملف للنهاية
البيان الأخير الذي أصدرته اللجنة المجمعية يؤكد أن هناك أديرة مازالت بعيدًا عن قبضة الكنيسة، وأن قداسة البابا لم يستكمل الملف حتى النهاية، إلا أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تعاملا حاسمًا مع من يعصون ويرفضون سيطرة الكنيسة بقيادة البابا تواضروس الثاني.