الأقباط متحدون - سيدات «المدبح».. حكايات من سوق الدم والسكاكين
  • ٢٠:٤٦
  • السبت , ١٨ اغسطس ٢٠١٨
English version

سيدات «المدبح».. حكايات من سوق الدم والسكاكين

منوعات | المصري اليوم

٢١: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ١٨ اغسطس ٢٠١٨

سيدات المدبح
سيدات المدبح

ملامحهن خريطة للشقاء، وكل خط فى وجوههن يروى تفاصيل الحياة القاسية التى يعشنها فى «المدبح».. سوق الدم والسكاكين، هن كما يسميهن الرجال «ستات الكل» العاملات فى المدبح الموجود بمنطقة السيدة زينب.

فى يدها سكين وتمسك بالثانية رأس خروف لتنظيفها، فيما ظهرت ابتسامة خجولة، عندما اكتشفت أن هناك عين تتابعها.

«أم محمود»، 32 عاماً، حاصلة على دبلوم تجارة، وتعمل بجوار زوجها صاحب فرشة فى المدبح، تقول: «مبسوطة بشغلى، وعمرى ما هسيب جوزى علشان ما يتسرقش»، وتختص أم محمود بكل ما يتعلق بالحسابات وتشارك الزوج فى العمل مع بداية أى موسم، سواء كان عيد الأضحى أو غيره، «مفيش فى الشغلانة ست وراجل، طالما الست محافظة على اسم جوزها وسمعته يبقى خلاص».

تعمل «أم محمود» منذ نحو 15 عاماً مع زوجها، فى المدبح، حيث يبدأ العمل عقب صلاة الظهر، حتى منتصف الليل، ومع اقتراب وقفة عرفات، وقبل توجهها إلى المدبح تجهز الطعام أولاً لها ولأسرتها، ويسبقها الزوج لـ«الفرشة»، لكنه لا يبرم أى صفقة إلا فى وجودها، وتفخر «أم محمود» بعملها «حققت حلمى وأولادى كلهم اتعلموا فى مدارس خاصة، وابنى الكبير فى كلية التجارة الخارجية، وأحلم بأن يعمل فى الخارجية».

ويقول الزوج محمد حسن، إنه لولا مساعدة زوجته لم يكن ليتمكن من العمل، «المدبح محتاج ظهر تتسند عليه.. وهى سندى وظهرى وعمود البيت».

أما الحاجة فاطمة، فتعلمت الجزارة من والدها وورثت عنه المهنة، رغم أنها البنت الوحيدة بين أبنائه، «دا كار أهلى، ومحدش علمنى، لأنى كنت نبيهة وشاطرة»، وتزوجت فاطمة عندما كانت فى العشرين من عمرها، ثم توفى زوجها، ورغم أنها لم تنجب إلا أنها قررت عدم الزواج والعيش لنفسها، حيث يبدأ عملها عقب صلاة العصر، خصوصاً أنها تحب العمل ليلاً، «المدبح فى الليل بيبقى زى الفرح الشعبى منور والأغانى الشعبية شغالة والدنيا ونس».

وترى فاطمة أن الزواج كان يمكن أن يحرمها من العمل الذى تحبه، لأن بعض الرجال يصعب عليهم تقبل شخصية امرأة تعمل فى المدبح، لأنها ستكون قوية الشخصية، لذا لا يفضل معظم الرجال فى المدبح الارتباط بالعاملات فيه، لكنهم يعرفون أن الواحدة منهن بـ«100» راجل.. وكلمتها سيف على رقبتها.

رغم أن وردة إبراهيم لم تتعدَّ الـ20 عاماً، إلا أنها أم لبنت وولد، ومعروفة فى المكان بـ«وردة المدبح»، حيث تزوجت عندما كان عمرها 14 عاماً، ثم انفصلت عن الزوج وتعمل بائعة فى المدبح منذ 9 سنوات، «طول عمرى شغالة فى المدبح.. وأنا صغيرة كنت بساعد أبويا.. ولما اتجوزت افتكرت إنى هرتاح.. لكن الطلاق رجعنى للشغل عشان أصرف على ولادى.. لما كنت بشتغل مع والدى كنت مسؤولة عن تنظيف فواكه اللحمة.. وكل الزباين بيحبوا يشتروا منى عشان الحاجة بتاعتى نضيفة وجاهزة للطبخ».

تعمل وردة فى المواسم فى بيع أدوات الجزارة والذبح، وفى الأيام الأخرى تعمل فى بيع الملابس والأجهزة الإلكترونية.

أما أم كريم، 46 عاماً، فدفعتها غيرتها الدائمة على زوجها للعمل بجواره «المدبح كله بيكون ستات، ولو فيه راجل لوحده بتيجى أى ست تساعده.. ويبتدى الكلام.. ليه أسيب جوزى يضيع منى».

بدأت «أم كريم» العمل فى الجزارة منذ صغرها، حيث كانت تساعد أباها بعد وفاة أمها، التى كانت تعمل أيضاً بجوار الأب، وكان بعض الرجال ينتقدون عمل أم كريم فى المدبح، لكنها ترى أنهم «غيرانين منى لأنى أشطر منهم».

الكلمات المتعلقة