الأقباط متحدون - جيل قادم من الأقزام
  • ١١:٠٧
  • السبت , ١٨ اغسطس ٢٠١٨
English version

جيل قادم من الأقزام

مقالات مختارة | عبد اللطيف المناوي

١٠: ١٠ م +02:00 EET

السبت ١٨ اغسطس ٢٠١٨

عبد اللطيف المناوي
عبد اللطيف المناوي

ربما يكون من المستحيل أن تتراجع مصر عن سياسة الإصلاح الاقتصادى الآن، لكنها مطالبة بأن تبحث عن بدائل للمشكلات التى قد تحدث جراء هذا الارتفاع.

على السلطة فى مصر أن تبدأ فوراً فى اتخاذ خطوات جادة ومنهجية لمواجهة تداعيات «الجوع» المتوقع، بتوفير وجبات متكاملة القيمة الغذائية لأولادنا فى المدارس، والتوسع فى بيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة على بطاقات التموين.

السنة الدراسية على الأبواب، والوضع أشبه بكارثة بسبب الهزال ونقص الوزن والأمراض المميتة التى تضرب الأجيال الجديدة، ما يؤدى إلى فشلهم فى الدراسة وانخفاض مستوى إنتاجيتهم، ومن ثم ضعف عقليات الأجيال القادمة.

الجوع وسوء التغذية مسؤولان عن نسب تتراوح بين 35% و55% من وفيات الأطفال فى مصر، حسب بعض التقديرات، حيث إن ارتفاع الأسعار يحول دون توفير الأسر الفقيرة الغذاء لأطفالهم الذين يعانون من مشاكل صحية. والمدهش أيضاً أن 40% من البالغين فى مصر يعانون من التقزم بسبب سوء التغذية، ومنهم 2.7 مليون طفل دون سن الخامسة، و6.3 مليون آخرين فى الفئة العمرية ما بين 6 و18 سنة.

إلى هذا الحد وصلنا بالفعل. الأمر خطير لدرجة ربما لا يدركها المسؤولون فى مصر، الذين يشاهدون أبناءنا فى هذا الحال، ولا يتحركون من أجل إنقاذ الموقف، سواء الصحى أو الدراسى.

المثير فى الأمر أن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أصدر بيانا يؤكد أن مصر فى المرتبة الـ59 عالمياً والثالثة عربياً فى مؤشر الجوع العالمى خلال العام قبل الماضى، والذى يرصد أحوال الغذاء فى 118 دولة. ويصدر مؤشر الجوع عن المعهد الدولى لبحوث سياسات الغذاء، والذى يقيس مدى التقدم أو التأخر فى كل عام فى مكافحة الجوع. ويهدف لتحفيز الدول على تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة من التنمية المستدامة بالقضاء على الجوع فى 2030.

ويبنى المؤشر تقديراته للجوع على أساس نسبة الأفراد الذين يعانون من نقص التغذية ونسبة الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن والتقزم بسبب نقص التغذية ومعدلات وفيات الأطفال. وجاءت مصر فى المرتبة 112 من بين 138 دولة فى مؤشر كفاءة سوق السلع عن عام (2016-2017)، والـ89 فى مؤشر «تحقيق المتطلبات الأساسية من الصحة والتعليم الأساسى».

القضية بالفعل خطيرة للغاية، وأهم من أن تكون ميداناً للنزاعات السياسية، أو إدانة طرف دون طرف آخر، أو حتى الالتفاف حولها بذرائع وهمية حول نقص الإمكانيات. القضية أهم بكثير من أى رغبات فى الانتقام أو الحقد أو المعايرة أو حتى الانتقاد. القضية هى قضية الأجيال القادمة التى من المفترض أن تكون نواة لمستقبل هذا الوطن، وأن تكون قاطرة التنمية فى المستقبل.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع