الأقباط متحدون - لحظات ملكوتية علي الأرض في عيد التجلي
  • ٠٩:٤٠
  • الأحد , ١٩ اغسطس ٢٠١٨
English version

لحظات ملكوتية علي الأرض في عيد التجلي

أوليفر

مساحة رأي

٠٥: ١٠ ص +02:00 EET

الأحد ١٩ اغسطس ٢٠١٨

عيد التجلى
عيد التجلى
Oliver كتبها 
-كان مساء والغروب يعم أورشليم..بعد سنة ستعم الظلمة أورشليم أيضاً حين يرتفع العريس علي الصليب.باق علي الصليب سنة.هذه أول مرة يتكلم فيها رب المجد عن آلامه و صلبه.سأل تلاميذه لأول مرة من تقول الناس إني أنا.فأجابوه مسيح الله.أي المسيا.لكنهم لم يدركوا الكثير عنه بعد.كان سؤاله تمهيداً ليعرفوا حقاً من هو.صعد السيد ليصلي آخذاً معه ثلاثة من تلاميذه.إبني زبدي و بطرس.علي دوائر جبل طابور كان اللقاء مع المجد.لنفهم الدرس بالكمال.لا مسيح بغير صليب.لا مسيح بغير مجد.الآلام والتجلي لا ينفصلان في المسيح كالناسوت و اللاهوت.لذلك في اللحظة التي تحدث عن آلامه أظهر أيضاً مجده.
 
-كان عيد المظال و هو رمزياً عيد السحاب.بين  السحاب و التجلي قصص كثيرة.ففي السحاب كان خلاص شعب إسرائيل .في البرية كان الرب في السحاب و النور معاً.يقتادهم و يحررهم.في السحاب كلم الرب موسي ,في السحاب أصعد الرب إيليا بمركبة.حتي في صعود المسيح أخذته سحابة عن أعينهم.سحاب الله كثير و سندخل كلنا الملكوت علي سحابته.سنلتقيه و يأخذنا في حضنه و يلفنا بمجده فالسحاب صنعة إله المجد.لكن ماذا حصل للسحاب؟ الرب يتغير .وجهه يصير كالشمس في لمعانها,ثيابه بيضاء كالثلج.لن يظهر السحاب مع هذا المجد الفائق لذلك لم تظهر أية سحابة أحضرت إيليا من الفردوس و لا اية وسيلة أصعدت موسي من الجحيم.لكن الذى في يده مفاتيح الموت و الحياة جاء بهما إلي حضرته من غير عائق.
 
- بدأ الرب يخاطب شاهدين علي آلامه. من الجحيم جلب موسي حتي إذا نزل إلي الجحيم  من قبل الصليب صرخ له موسي هو المخلص أنا كنت معه و نظرت الجلجثة الفارغة تنتظره من قمة جبل طابور.وأتي بإيليا من الفردوس حتى  إذا صعد بهم إلي الفردوس شهد إيليا بكل كيانه هو الملك الفادى الذى رأيت وجهه حين أصعدني بمركبته فعلمت أنه إله إسرائيل و بقيت له تلميذاً أنتظر رسالتي مع أخي أخنوخ.ها صوت الآب هنا مسموع  لا يخفت شاهد للمسيح هذا هو إبني له لاهوتي و طبيعتي أنا أرسلته ليخلصكم .له إسمعوا.الآب و ممثل من الجحيم و آخر من الفردوس و ثلاثة نعاسي بين النوم و اليقظة لا يدرون ماذا يحدث شهود من الأرض معبرين عن حالنا علي الأرض فلا نحن ندرك كمال الخلاص و لا كمال المجد نحن بين النعاس كثيرا و اليقظة قليلا .نفيق لحظات فتلمح أعيننا ثلاثة و نعرفهم.نلمح الناموس (موسي النبي) و تقع أعيننا علي الأنبياء (إيليا النبي) ثم علي صانع الكل و مخلصنا الوحيد و بأعين ثقيلة نتكلم معه.هل نصنع لك مظال؟ كأنما لا زلنا نتساءل عن الوصايا.مع أنه صانع السحاب وحده.
 
 - الثلاثة النيام يمثلوننا نحن حتي إذا أفقنا وجدنا يسوع وحده و عاد كواحد منا و إختفي مجده من جديد.و نعود انترجاه أن يعلن مجده بينما كان معلن بعظمة و لكننا كنا نيام مع أن الوقت لم يكن متأخراً و وجه الرب يسوع أضاء الجبل كله ليوقظنا و ثيابه تخطف النوم من العيون و الشهود العجيبين أيضاً يوقظان الإنتباه لكن هذا حالنا .التلاميذ أفاقوا فيما كان الحديث قد جاء آخره.فلا علمنا منهم ماذا قال المسيح و لا ماذا قال الشاهدان.نحن نفقد الكثير بالكسل.مع أنه ميزنا و اصعدنا معه لنر مجده بوجه مكشوف.لكن أن نفيق متأخرين خير من أن نموت بغفوتنا.
 
-كان مشهد ملكوتي.لا سلطان للأرضيين عليه.إن لم يعطنا المسيح من نقاوته لن نعاينه.في المشهد عرف التلاميذ أن هذا موسي و ذاك إيليا لأنه لا يوجد في الملكوت جهل.سنمتلئ بمعرفة إلهية حتي الكمال و بها لن يوجد في الملكوت غريب عن الساكنين فيه.ستجمعنا معرفة المجد.كما جمعنا ذات يوم رب المجد في جسد آلامه و قوة قيامته. لذا فلنكف عن السؤال هل يعرفنا المنتقلون أو هل سنعرف بعضنا بعضا في السماء و نجيب أنفسنا ليس في الأبدية جهل.هم يعرفوننا و يصلون عنا و نحن نعرفهم و نمتدح نهايتهم المقدسة.نحن متواصلين .
 
- في الملكوت نتغير كما المسيح.في لحظة نتغير و لا نعود بعدها إلي ماضينا.لا تهتم بتغير الشكل لأنه سيحدث لكن التغير الأهم هو تغير الفكر ليكون كله فكر المسيح.تغير الإرادة لتكون بأكملها منصاعة للروح القدس تغير الأشواق لنكون بجملتنا ملكاً للآب خاضعين له.تتغير طبيعتنا فتصبح أبدية.تتغير ثيابنا فتصبح ملكوتية.النور يكسو كل أحد و كل شيء.نتغير إلي الكمال في كل الوجوه .هذا ما لا أعرف وصفه.ليس عندي كلمات لتقرب المعني لكن بالإيمان نعرف الكمال و بوساطة الإبن و الروح القدس يقبلنا الآب فتستمر أبديتنا في المجد.
 
-لأننا سنصير بني النور.في الملكوت كما علي طابور سيكون كثيرون من القديسين  حول الخروف المذبوح  لكن أعيننا ستكون علي المسيح وحده و من خلاله سنري جميع السمائيين أيضاً.لن نحتاج إلي وعظ و تلقيين.الروح سيجذبنا فنعرف عظمة أم النور و كل قديس من كل الأمم و القبائل و الألسنة.سنصبح واحداً في المسيح فعلاً و قولاً.و سيكون المسيح الكل في الكل حقيقة و وصفاً.التجلي لنا فالمسيح لم يحتاج التجلي لأنه فضل التخلي عن التجلي.فلنحتفل بهذا العيد كما إعتادت كنيستنا منذ ستة عشر قرنا.و الكنائس الغربية منذ ستمائة سنة حتي الكنائس الحديثة العهد بدأت تحتفل بالتجلي لأنه لحظة لم تتكرر علي الأرض من لا يعرفها هنا يجهلها هناك.في الأبدية ةلن تفوتنا الأحاديث السمائية.لن نغفو بل سيصير الجسد متجدداً خاليا من كل ضعف.في الأبدية ستتجلي طبيعتنا لنشابه صورة مجده.ما أعجب ما ينتظرنا.تحنن علينا ايها القدوس يا من لك كل المجد و بغفران خطايانا و تأهيل روحك القدوس لنا ترفعنا إلي جبل النور و لا نهبط ثانية من عليه.
 
الكلمات المتعلقة
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد