ملاك جاد
عملت بمشروع مع احدي الشركات بدلتا مصر واحتفالاً ببداية المشروع قرر المدير المسؤول شراء ذبيحة يتم ذبحها بالموقع ويتم توزيعها علي العامليين بالموقع ;
 
خرجت من مكتبي لأشاهد (أتفرج) علي عملية الأحتفال ولكم تعجبت من الموقف ; لقد تكاثر الجزاريين وعمال الموقع علي الذبيحة حتي يخضعوها للذبح ; وأستخدموا معها كل أنواع العنف الممكن من أشتباك بالأياد والأرجل والحبال والقفز; وتم لي رقبتها مع أقتراب عملية الذبح بزاوية تكاد تقترب الي ٣٦٠
درجة ;ثم رددوا تعازيم دينية حسب معتقدهم وقاموا بالذبح..
 
رجعت الي مكتبي وناقشت الأمر مع زميل المكتب وهو غير مسيحي ولكنه صاحب شخصية تأملية وكنا قد تكلمنا من قبل عن الطبيعة والحيوانات;
فقلت له هل الله يريد الرحمة ام الذبيحة تلومون الآخرون ولا تأكلوا ألا اللحوم (الحلال) بمجرد ترديد كلمات دينية حسب معتقدكم ; ألا تتفق معي ان الغرب أكثر آدمية في عملية الذبح?!
 
كان متحيرا مثلي ولا أتذكر أجابته ولكني أعتقد أنه غير اتجاه الموضوع..
 
كنت قد تكلمت معه في أوقات سابقة عن كثرة أغتسالهم قبل مواعيد عملية صلواتهم ولفت نظره أن الأغتسال ليس الغرض في حد ذاته ولكنه مرحلة تهيئة لتعرفوا انكم ستقفون امام الله ( الحضرة الآلهية) وان النظافة موضوع نسبي فالنظافة التي ترضيني غير النظافة التي ترضي آخر أكثر نظافة غير مراحل التعقيم وغيره فمن منا مستحق مهما اهتم في نظافته أن يقف امام الله كلي القداسة والطهر ولكنكم دائماً تتركون الجوهر وتركزوا علي الرمز..
 
أما جوهر الفداء والذبيحة فهو نفس بريئة تموت عن نفس خاطئة
 
والنفس الخاطئة لو كان خطأها ضد شخصية غير محدودة أصبح خطأها غير محدود ولزم لفدائها نفس بريئة غير محدودة;
 
فمثلاً خطأ جندي ضد جندي ليس كخطأه ضد رتبة أعلي غير خطأه ضد القائد الأعلي..
 
الله نور و ليس فيه ظلمة البتة.
والنور يُضيء في الظلمة، والظلمة لم تُدركه. 
 
قالت النبوات عن السيد المسيح:
"ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ"