بقلم: ماجد سمير
جاءت والسعادة تملأ ملامح وجهها المشرق دائمًا ولم تترك فيه السنوات أي أثر بل ازدادت شبابًا ونضارة عن ذي قبل، سبب سعادة صديقتي وزميلتي العزيزة هو القرار العبقري الذي وافقت عليه اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشورى الخاص بتخصيص عدد من المقاعد للمرأة في مجلس الشعب بنظام "الكوتة"، وقالت لي بلهجة المنتصر: (أن القرار نتيجة مجهود سنوات طويلة من الكفاح، وأضافت وهي تزيد من ابتسامتها أخيرًا أصبح لنا حق في مقاعد البرلمان)، ونظرت لي بتحدي وكأني عدو المرأة!!
تعجبت من الزميلة العزيزة وموقفها الغريب سواء تجاهي أو بسبب السعادة المفرطة التي تبظ من عينيها بعد قرار تخصيص المقاعد المذكورة في مجلس الشعب خلال الانتخابات القادمة رغم أن القرار لا يعني التنفيذ، ولكن أن نرى أن تخصيص مقاعد للسيدات نصرًا مُبينًا رغم أن القرار ما هو إلا امتداد لفكرة عربتين السيدات في المترو وكل ما يخص التفضل من الرجل الذي قرر فجأة أن يحن على المرأة ويعطيها منحة من موقف سي السيد مع تغير الإستراتيجية، وعندما قررت الحكومة تخصيص عربة بالمترو للسيدات قبل أن يتطور الأمر ويتم إضافة عربة أخرى علق أحد الرجال قائلاً: مرة دخلت غلط العربية بتاع الستات كلهم صرخوا فيه قلت أسف جدًا، بس أنا مادخلتش عليكم وأنتوا عند الحلاق.
وصارحتها بأنه للأسف أن العيب في النساء لأنهن رضين بما هن فيه وربما تتعامل بعض السيدات مع قضية المرأة بما يخدم أهدافها فإذا كانت المساواة مع الرجل أنسب لمصلحتها فلن تترد في المطالبة بحقوقها، وإذا كانت فكرة أن الرجل رجل والست ست هي التي ستحقق لهن الهدف تكون النساء في هذه الحالة أول مَن يؤكد أن الرجال قوامون عنهن.
وأضفت وأنا أبتسم: (بأني عندما أقرر أن أختار نائبًا سأختاره بناءًا على برنامجه الانتخابي ومدى ثقتي في قدرته على تنفيذه بصرف النظر عن كونه رجل أو امرأة، ولن أختار نائبة لأنها سيدة إلا إذا كنت سأختارها لأرقص معها "فالس" أو لأي أسباب أنثوية أخرى لا علاقة لها بمجلس الشعب، والحل يبدأ بتوعية المجتمع نسائه قبل رجاله بأن العمل والدراسة وحتى ممارسة الرياضة وكل مجالات الحياة الاختيار فيه يخضع للمهارة وإمكانية القيام بالواجب المطلوب فقط ليس إلا، وعندما ننجح في ذلك يأتي دور إلغاء عربات المترو المخصصة للحريم وغيرها من أساليب التمييز ضد المرأة تحت عنوان صيانتها، وكأنها ثلاجة مثلاً تحتاج لتشحيم أو تزيت).
وأخبرت صديقتي برأيي بمنتهى الصراحة لدرجة أني قلت لها مطالبًا أيضًا بإلغاء اجتماع السيدات في الكنائس لأن المرأة لا تنفصل عن الرجل وكلامها له دور في بناء المجتمع، موضحًا لها أنه من العيب أن تمارس المؤسسة الدينية التمييز، ومضيفًا أنه بدون المساواة بناء عن الإمكانيات وليس طبقًا للنوع البيولوجي سيكون اختيارها حتى لو كان لعضوية مجلس الشعب "نايبة". |