الأقباط متحدون - من عيد الأضحي إلى عيد العذراء كل المصريين بخير
  • ٠٤:٠٨
  • الاثنين , ٢٠ اغسطس ٢٠١٨
English version

من عيد الأضحي إلى عيد العذراء كل المصريين بخير

جمال رشدى

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٠ اغسطس ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

جمال رشدي
في الغالب تتعانق أعياد المصريين مسلمين وأقباط  في كثيراً من المناسبات، وكأنها رسالة من السماء تؤكد على وحدة الوجود والمصير في تلاحم المحبة وإنصهار الروح، وكأنها رسالة من عمق التاريخ بأن رزاز الجينات التي بداخلنا تتوالد ووتكاثر لتنمو وتكون شاهدة علي هذا التاريخ.

 نعم نحن شعب متفرد في الخصائص والسمات، لم تستطيع عوامل التعرية أن تكشف مستور ثقافة التاريخ التي نتغطي بها، ثقافات متنوعة دخيلة عبر تاريخنا تحطمت على قارعة طريق تلك الخصائص.ولما لا وقد أثبتت إحد الدراسات إن 98% من المصريين جينات واحدة وهي صفات وراثية لم ولن توجد في تاريخ أي امه أخري.

 ولما لا وها هي الحاجة فاطمة والخالة سعدية وأمي فوزية يصومون صيام السيدة العذراء التي يبجلونها ويقدرونها ويحبونها وقد ذكرها القرأن الكريم وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.

 وها هي أضاحي العيد تزور كل البيوت في الحواري والشوراع والازقة، اخي صلاح وصديقي محمود وحبيبي أحمد يجهزون لي لحمة الأضاحي وعلي العشاء ومائدة المعايدة نجتمع سويا لنتغذي ونغذي روح الوطن الذي يسكن بداخلنا، هنا صلابة الروح الذي يتغذي عليها الجسد والتكوين المصري عبر تاريخه.

 أنت أمام ملامح مصرية لا تستطيع أن تميز فيما بينها من هو صاحب رحمة وسماحة الأسلام أو من هو صاحب محبة وتواضع المسيحية، شعب ودود عطوف محب للحياة صاحب كرم وضيافة للغريب، هكذا هو عنوان حضارتنا التي بدأ من عندها التاريخ ، وهكذا هو النيل الذي نرتوي منه كما أرتوي منه اجدادنا وسيرتوي منه أحفادنا نستنشق منه نسمات الوجود ونأخذ منه زفير الخلود لوجود مصر خالدة باقية قوية بشموخ ابو الهول وعزة الاهرامات.

 ورغم ما تعرضت له مصر عبر تاريخها من أحداث في العقود الاخيرة وخصوصا عقب 25 يناير الا إن صلابة تلاحمها كان أقوي من مخطط تفتيتها.
 وعندما تحل علينا أحد مناسبات الأعياد المصرية اعيش آسير ذكريات طفولتي داخل تلك المناسبة، فكنت أترقب أنا القبطي مع أخواتي المسلمين موعد العيد حتي نمرح ونفرح ونتقاسم فلوس المعايدة ونتبادل الألعاب والهدايا.

 لم يتباري لمخيلة شخصيتنا أن تلك المناسبة خاصة بدين أو عقيدة معينة، لأن جدي ووالدي وجدتهم يحتفلون قبل مني مع إخواتهم المسلمين بتلك المناسبة، فتسلمت منهم تلك الحياة كموروث إجتماعي وفلكلور ثقافي بكل حب ومودة، وهكذا اخواتي المسلمين في طفولتي كانوا يشاركوني نفس المشاعر الخاصة بمناسبة عيدي.

هكذا كانت مصر وهكذا سوف تستمر ، وكل ما استلمته الأن اسلمه إلى ابني يوسف فهناك هيثم وأحمد ومؤمن اصدقائه، يعانقون بعضهم بعض في دخولهم وخروجهم يتقاسمون ما في يحملونه من مأكولات وألعاب في كل محبة وتوأمه ، وسوف يسلم أبني يوسف إلى حفيدي ما سلمته اليه.

 أن المسجد مثل الكنيسة بداخلهم كلمة الله الذي نعبده جميعا ، نعم بداخلهم المحبة والتسامح والرحمة والمودة وكلمة الله واكبر والله محبة، كل عام وكل المصريين بخير ووئام وسلام ومصرنا الغالية بكل رخاء وامن وأستقرار.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع