الأقباط متحدون - أسرة المتهم بقتل رئيس دير «أبومقار»: «ابننا مش قاتل»
  • ٠٩:٠٢
  • الاثنين , ٢٠ اغسطس ٢٠١٨
English version

أسرة المتهم بقتل رئيس دير «أبومقار»: «ابننا مش قاتل»

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٠ اغسطس ٢٠١٨

المتهم وائل سعد
المتهم وائل سعد

على الرغم من مرور أكثر من 20 يوماً على مقتل الأنبا «إبيفانيوس»، رئيس دير أبومقار بوادى النطرون، واتهام الراهب «أشعياء المقارى»، إلا أن القضية ما زالت تسيطر على الرأى العام، وسط حالة من الانقسام فى صفوف الأقباط ما بين مؤيد أو صامت إزاء اتهام الراهب، ومدافعين عنه دشنوا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان «نصلى من أجل أبونا أشعياء».

«الوطن» التقت بأسرة المتهم فى مسقط رأسه بشارع المطرانية فى مدينة أبوتيج التابعة لمحافظة أسيوط. وفى بداية اللقاء رفضوا الحديث، مستنكرين تناول مختلف وسائل الإعلام للقضية، معلقين بعبارة واحدة: «نحن الآن نتضرع للرب لطلب الشفاعة».

الراهب «أشعياء المقارى»، أو وائل سعد تواضروس، أخ لخمسة أشقاء، هم: «صموائيل، حاصل على ليسانس آداب قسم جغرافيا، ترزى حريمى، إميل، طبيب، هانى، والراهب بوخوميوس المزرحى، راهب بدير مارجرجس بالأقصر»، وفقاً لتصريح والدته التى استسلمت للمرض منذ سماعها الخبر، مشيرة إلى أنها لم ترَ «أشعياء» منذ دخوله الدير، وكانت تذهب لزيارته ولا تتمكن من ذلك، ولم تلتق به إلا يوم حفل ترسيمه. وأضافت أن نجلها لا يمكن أن يرتكب معصية أبداً، نافية تهمة القتل التى وُجهت له. وأضافت، فى حديثها لـ«الوطن»، أن نجلها مشهود له بحسن الخلق طوال حياته، ولم يسبق أن تورط فى مشكلة ولو بسيطة.

«الأم»: باع الدنيا وتوجه للدير رغم تعيينه فى إحدى الجهات الحكومية.. ومصدر بكنيسة أسيوط: «وائل سعد» دخل الرهبنة لغرض دنيوى هو أن يصبح أسقفاً.. ولم يلتزم بتعاليم الدير واشتغل بالتجارة

ولفتت إلى أنه قرر التوجه للدير للرهبنة واهباً حياته للكنيسة، رغم حصوله على خطاب تعيين فى إحدى الجهات الحكومية عقب تخرجه من الجامعة، وحاولت الأسرة إثناءه عن قرار الرهبنة إلا أنه رفض، وتابعت: «ابنى دخل الدير برغبته وباع الدنيا، وفى النهاية، اتهموه بالقتل، عذبوه علشان يعترف ورفضوا إننا نزوره فى سجنه.. ولدى متدين ولا يمكن يقتل. قلبى مكسور على ابنى ودموعى لم تجف حزناً على ما هو فيه».

وأوضح هانى سعد تواضروس، شقيق الرهب المجرد، أن الأسرة كانت على اتصال مستمر معه بعد الحادث، وحينها أكد أن الأجهزة تحقق مع جميع الرهبان بلا استثناء، ومنذ يوم 5 أغسطس الحالى أغلق هواتفه وانقطع الاتصال التليفونى معه، وأضاف: «فور انقطاع الاتصال وما توارد عبر وسائل الإعلام باتهام شقيقى فى واقعة قتل رئيس الدير، سارعنا إلى تحرير توكيل رسمى لمحام للدفاع عن شقيقى، ولكنه لم يحضر معه فى التجديد، فوكلنا محاميين اثنين للدفاع عنه وحضور تحقيقات النيابة، وبالفعل توجها إلى قسم شرطة وادى النطرون وطلبا لقاء شقيقى فى محبسه بالقسم، ولكن الضباط أنكروا وجوده، فذهبنا إلى نيابة وادى النطرون للحصول على إذن بالزيارة فرفضت، ووجهونا إلى نيابة الإسكندرية لاستخراج الإذن بالزيارة أو الحضور فى التجديد، إلا أن نيابة الإسكندرية رفضت الطلب بدعوى أن المحامى العام غير موجود، ولم يمنحونا إذناً بالزيارة أو الحضور معه فى التجديد».

وأشار إلى أنهم أرسلوا استغاثة للنائب العام ووزير الداخلية ومدير أمن البحيرة ومأمور قسم شرطة وادى النطرون بما حدث، وطلبوا زيارة شقيقه فى محبسه، لافتاً إلى أن مكتب النائب العام اتصل بشقيقه صموائيل لفحص الشكوى، ولكنه عاد إلى أسيوط، وتم ترتيب الأمر لعودته مرة أخرى للقاهرة والذهاب لمكتب النائب العام.

«كرم. س»، أحد جيران المتهم، أكد أنه ينتمى لعائلة بسيطة، فوالده يعمل «بنّا»، واشتهر فى البلدة بوصفه «سعد البنا»، أما شقيقه «صموائيل» فهو «ترزى»، مشيراً إلى أن أغلب عائلته يعملون فى مجال تفصيل الملابس، وكان الراهب نفسه يعمل مع شقيقه الأكبر صموائيل أثناء دراسته بالكلية، وقبل دخوله الدير. وأضاف «منصور. ف»، جار الراهب المتهم: «أنا ووائل خريجى دفعة واحدة بكلية التربية، وكان هو فى قسم اللغة الإنجليزية، وأنا فى قسم التاريخ، وكان متدين جداً ولا يفعل الخطأ وملتزم ومواظب على الدراسة»، لافتاً إلى أنه عندما علم بدخوله الدير وترسيمه راهباً لم تكن مفاجأة بالنسبة له ولا لكثير من أصدقائه، فهو كان يحلم بذلك منذ أن كان فى الثانوية العامة.

وأشار «عزت مترى»، أحد أقاربه، إلى أنه اختار الرهبنة وباع الدنيا، وخضع لاختبارات وضغوط لسنوات طويلة للتأكد من استحقاقه للرهبنة، وحينما تأكدوا من جدارته تم قبوله كراهب فى دير أبومقار. وقال أحد أقارب المتهم، رفض ذكر اسمه، إن هناك ادعاءات بأن الراهب ضرب الأسقف من الخلف ضربة واحدة على رأسه وهو فى طريقه إلى المسبح، بغرض سرقة مجموعة من الوثائق، على حد قوله، وتابع: «لماذا اختفت تلك الوثائق التى لم يعلم أحد ماذا تحوى، مع العلم أن الأنبا أشعياء كان من ساكنى هذا الدير، والمقتول كان أمين المكتبة داخل الدير، والقاتل -كما قالوا- يستطيع الوصول لأى كتاب أو مخطوطة فى تلك المكتبة، إذاً دافع السرقة قد اختفى».

وفى المقابل قال «مفدى إبراهيم» من أبناء أسيوط: «درست القانون، وأعلم جيداً أن الحكم فى هذه القضية هو (الموت)، ولكن المتهم أمامه فرصة للصلح مع الله، ويجتهد فى محبسه كى يتوب إلى الله ويذهب للسماء». وأشار إلى أن بطرس كان من تلاميذ السيد المسيح وأنكر السيد المسيح، ولكنه تاب بعد ذلك وعاد، وذكر أن جريمة المتهم بمثابة وصمة عار على أهله، وبالنسبة لشقيقه الراهب فى دير مارجرجس بالأقصر فإنه سيوضع تحت الأنظار طبعاً، فالشقيقان شربا من وعاء واحد.

مصدر بالكنيسة بأسيوط، أوضح أن مشكلة الراهب المتهم أنه دخل الرهبنة ليس عن إيمان وعقيدة وإنما لطموح فى نفسه هو أن يصير أسقفاً، بالإضافة إلى عدم التزامه بتعاليم الرهبنة والدير ودخوله فى مشروعات تجارية، لافتاً إلى أن دير أبومقار لم يكن منضبطاً، فلو كان فيه التزام لما حدث ذلك. وأضاف: «للأسف الأديرة فى الفترة الأخيرة انفتحت على العالم الخارجى، وأصبح هناك حرية فى دخول وخروج الرهبان من الدير، فلم يكن هناك محاذير كالتى كانت سائدة من قبل، ومنها حظر قبول الهدايا وغلق مواقع التواصل الاجتماعى، وهناك أديرة تلتزم، مثل دير مارمينا الذى لا يوافق على تسييم الراهب إلا بعد 9 سنوات من الاختبار داخل الدير».

من ناحية أخرى، حصلت «الوطن» على صورة من نص الشكوى التى تقدم بها دفاع الراهب المجرد لوزير الداخلية ومدير أمن البحيرة، ومأمور قسم وادى النطرون، ورئيس مباحث قسم وادى النطرون، وجاء فيها: «منذ اتهام النيابة العامة (وائل سعد تواضروس فى القضية رقم 1432 لسنة 2018 إدارى وادى النطرون وحتى تقديم هذا البلاغ، تم التحقيق معه واحتجازه فى مكان غير معلوم، ولم يستطع أهليته زيارته منذ بداية التحقيقات حتى الآن للاطمئنان على حالته الصحية والبدنية والنفسية، ونما إلى علم شقيق المتهم أن المذكور تعرّض للإكراه البدنى المتمثل فى استعمال القسوة، واستخدام الضغوط النفسية لإجباره على الاعتراف بارتكاب الجريمة»، وطلب دفاع المتهم الاطلاع على الاستجواب وعدم الفصل بين المتهم ومحاميه بالمخالفة للدستور الحامى للشرعية وأحكام القانون الجنائى.