الأقباط متحدون | يا موريس صادق لم تأتى بجديد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٣٥ | الخميس ١٤ يوليو ٢٠١١ | ٧ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا موريس صادق لم تأتى بجديد

الخميس ١٤ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : زكريا رمزى
خلق الله الأرض أولا ثم خلق الإنسان لكى يعيش عليها ، وأعطاه الحرية المطلقة كما أعطاه العلم والمعرفة لتعميرها ، ولم يمنع نعمته ومعرفته على أحد من الناس حتى الذين لا يؤمنون به ، ولكن يبدو أن الإنسان ضاقت به الأرض مع أخيه الإنسان فإختلق الأعذار لكى يدمر ويقتل غيره ، فمنذ قايين الذى قتل هابيل عرفت البشرية الدماء ولم يهدأ نهر الدماء حتى الآن ، ونحن نعيش الآن زمن الحضارة والتقدم وحقوق الإنسان نرى ونشاهد فى كثير من بقع العالم أن الإنسان يواجه الكثير من الإضطهادات والتعنت لأخيه الإنسان ، فنرى أقليات العالم التى تصرخ دائما من الظلم والجور الواقع عليها ، فتهب منظمات حقوق الإنسان لنجدة هذه الأقليات .التى لا ترى بداً من الضيق الواقع عليها الا الهجرة أو الانفصال كما حدث فى جنوب السودان مؤخراً ، ولدينا فى مصر مشكلة حقيقية ليست فى الشحن الطائفى ولكن فى إنكار هذا ونفيه بكل قوة فمهما تغنينا بأغانى الوحدة الوطنية وتزاورنا وإبتسمنا فى وجوه بعضنا هذا يختلف عندما ندير ظهورنا ، والتجارب كثيرة ومحزنة ومن الجانبين ، فالفرز الطائفى أصبح على أشده هذه الأيام فعندما تجد شخص مسيحى يبحث عن شقة يشترط أن تكون فى عمارة يمتلكها مسيحى أو يسكن بها مسيحيون ، وأصحاب العمارات المسلمين يفضلون أن لا يسكنون مسيحيين ومهما إختلف معى الكثيرون إلا أن هذه هى الحقيقة المرة التى نريد أن نخفيها لكى نجمل الصورة أمام العالم ، المسلم لايشترى اللحوم والمؤكولات من المسيحى ، الشركات التى يمتلكها مسلمون لا يقبلون للعمل فيها مسيحيون ، العمارات التى يسكنها مسلمون لا يقبلون أن يعمل لديهم بواب مسيحى والعكس ، جائتنى بنت مسيحية فى المرحلة الإعدادية تشكى لى أن طفلا فى المرحلة الابتدائية رفض أن يتحدث معها وقالها لها بالنص إنت مسيحية وأنا لا أتحدث مع مسيحيين ، صديقى المسيحى يرفض بشدة أن يتعامل مع أحد المولات التجارية الشهيرة ببيع الملابس الرياضية التى يمتلكها أحد المسلمين ويصر على ذلك بالرغم من محاولاتى لإثنائه عن ذلك لكن حجته كانت أقوى من قناعاتى ، إنها مواقف وأشياء حزينة أذكرها وأنا فى قمة الحزن والآسى ، تدل على أن الأرض لم تعد تحتملنا معا حتى ولو جملنا الصورة ، فسيظهر الضباب الذى يعكر صفو الحياة ، مصر الجميلة التى كنا نحلم بها يبدو أنها تاهت فى طريق بعيد ، تاهت فى صحراء جرداء ، هبت عليها رياح الصحراء فأيبست كل غصن أخضر ، مصر التى نتمناها ذبلت ثمارها الجميلة الثمار التى أينعت فى عشرينيات القرن الماضى فى ظل ثورة 19 عندما كان يتولى رئاسة الوزراء شخص مسيحى ولا غضاضة فى الأمر ، لكننا الآن نجد إعتصامات وقطع للطرق بسبب تولى محافظ مسيحى لا لسبب سوى لأنه مسيحى حتى ولو إختلقوا الأسباب والأعذار تظل الطائفية هى المهيمنة على الجو العام فى مصر ، يبدو أن الأرض ضاقت ببنى الوطن الواحد فإتخذ كل منهم طرقه وطريقته للإنعزال ومقاطعة الآخر ، قرر أنه سيعيش فى دولته التى أسس أركانها وإعتبر أن من لا يدينون بما يدين هو سكان دولة أخرى ، وزاد عن هذا أنه قرر أن يجور على تخوم دول الجوار وينازعهم فى أملاكهم ويفرض عليهم أوامره حتى لا يشعرون بضعف هذا الجار ، فدائما يخرج بغزواته لكى يثبت لمن إعتبرهم دول أخرى أنه موجود وأنه قوى . وهنا أقول للأستاذ موريس صادق الذى أعلن قيام الدولة القبطية من أمريكا لم تأتى بجديد فمصر بها العديد من الدول ، إن كانت ليست على الأرض ولكنها فى النفوس ، فأنت تنادى على قيام شىء قائم أصلا ، دعائمه موجودة منذ ستين عاما وكل يوم فى تعاظم وتزايد فالأسوار تبنى وتتعاظم فى الارتفاع والحدود رسمت على الأرض ،فلا جديد كل منا دولته داخل بنى دينه لا يتعامل الا معهم وتعامله مع الأخرين فى حدود ضيق ، يا أستاذ موريس الأرض ضاقت بنا فهجرناها وأعطينا عقولنا لغريب لكى يلعب بها وعندما إستعدنا عقولنا لم نجد فيها الحب والمودة بل وجدنا فيها الحقد والكراهية لكل من يختلف معنا ، أقول للذين يطالبون بإقامة دولة قبطية أو نوبية أو إسلامية على الأراضى المصرية الآن إطمئنوا هذه الدول موجودة وحدودها معروفة ، موجودة فى نفوس الناس ولا يستطيعون التنازل عنها والتفريط فى حدوده ، ضاقت الأرض بنا فقسمناها داخل عقولنا ولم نثتثمرها وننعم بخيراتها الوفيرة ونرسم لأولادنا مستقبل باهر ، إختلفنا على من هو الأفضل والأعظم وتركنا ماهو أفضل وأحسن لنا جميعا وهو العمل ، تركناه بغير رجعة لأننا لا نؤمن بالأرض التى لم تعد تحتملنا ولكن نؤمن بأننا الأفضل ويجب أن لا نجمتع مع من هم الأسوأ من وجهة نظرنا ، ياشعب مصر العظيم كسروا حدود دولكم الداخلية ، إتحدوا على المواطنة ولا تتفرقوا ، إتحدوا ففى الوحدة قوة وخير انتم أبناء وطن واحد وليس أوطان متعددة
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :