الأقباط متحدون - من سينتصر في حرب الليرة والدولار ؟
  • ٢٣:٤٢
  • الاربعاء , ٢٢ اغسطس ٢٠١٨
English version

من سينتصر في حرب الليرة والدولار ؟

٠٣: ٠٧ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٢ اغسطس ٢٠١٨

حرب الليرة والدولار
حرب الليرة والدولار

كتب : سليمان شفيق 

اهمال اوربي وتغافل روسي واستجداء تركي ومحاولات خليجية للتوسط 

تري من يبدأ بالتسليم في الحرب الاقتصادية بين ترامب واوردغان ؟ وما هو الموقف الروسي والصيني من جهة ، والموقف الاوربي من جهة اخري ؟

قبل محاولة الاجابة علي تلك الاسئلة الصعبة ، علينا ان نرجع ما يحدث من سلاح الدولار علي الليرة التركية .

سجلت الليرة اليوم 22/8 هبوط خادع ، ووصلت الي 6،7 ليرة مقابل الدولار ، في تعاملات هزيلة أمس الثلاثاء، متجاهلة تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي استبعد فيها الموافقة على أي مطالب لتركيا مقابل الإفراج عن القس ألاميركي 

 

لكن الخبراء يؤكدون ان التوقعات ان تصل سعر الليرة الي 8،6 ليرة مقابل الدولار ، ولان حوالي نصف ودائع النظام المصرفي في تركيا بالدولار أو اليورو ، فهذا يعني أن نصف المودعين قد خسروا خمس قيمة مدخراتهم ، بينما يتخوف اصحاب الودائع الدولارية من اجراءات تعوق سحب اموالهم .

مما زاد "الطينة بلة" ، اعلان وكالة "فيس" خفض تصنيف الديون السيادية لتركيا درجة واحدة الي التراجع الحاد ، مما ستؤدي الي معاودة التصنيف الائتماني مستقبلا ، الامر الذي سيؤدي الي تسارع وتيرة التضخم ، ومتوقع حاجز التضخم 30% علي المدي المتوسط ، وايضا هناك خطر يهدد القطاع الخاص لاحتياجة الدائم للعملات الاجنبية خاصة الدولار.

 وفي التقرير الشهري الصادرمن وزارة المالية الألمانية قالت الوزارة :" إن أزمة العملة التركية تشكل خطرا إضافيا على الاقتصاد الألماني علاوة على الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة واحتمال ترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون التوصل لاتفاق، واضاف التقرير:" المخاطر مازالت موجودة و لاسيما فيما يتعلق بالغموض بشأن كيفية نجاح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى السياسات التجارية الأميركية في المستقبل، وتابع التقرير:"انة علي الرغم من المخاطر مازال الاقتصاد الالماني قويا "..

ومن المعروف أن ألمانيا ثاني أكبر مستثمر أجنبي في تركيا التي يعد الاتحاد الأوروبي أكبر شركائها التجارييين.

تجدر الاشارة الي أن وكالة "دي.بي.ار.اس" للتصنيفات قد قالت أمس الثلاثاء أن التأثير الواقع علي رؤوس أموال البنوك الاوربية الاكثر انكشافا علي أزمة الليرة التركية هو تأثير محكوم تسهل مواجهتة ، مؤكدة في الوقت نفسة علي أن هناك توقعات بتأثيرات كبيرة وسلبية علي ارباح تلك البنوك .

لهذا أعرب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الموازنة غونتر أوتينغر عن رفضه لمنح مساعدات مالية مباشرة من ميزانية الاتحاد الأوروبي لتركيا التي تعاني حاليا من أزمة انهيار الليرة.

وقال أوتينغر في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس الثلاثاء إنه لا يرى أيضا أن تقديم ألمانيا لمساعدات مالية لتركيا أمر مناسب، كما حث الحكومة التركية على اللجوء إلى صندوق النقد الدولي في حالة الضرورة، موضحا أن الصندوق تم تأسيسه للتعامل مع مثل هذه التطورات الجذرية.

وفي سياق متصل، أشار أوتينغر إلى التطورات الأخيرة في تركيا ومدى تأثيرها على الوضع الاقتصادي في البلاد، وقال: «للأسف يتبين لنا أن تركيا لم تحقق أي تقدم منذ سنوات، فهي تتراجع في طريقها نحو الاتحاد الأوروبي». وأوضح أن حل الأزمة الاقتصادية في تركيا يتطلب في المقام الأول «سياسة سليمة من الحكومة التركية»، خاصة فيما يتعلق باستقلال البنك المركزي وتغيير سياسة الفائدة واتخاذ الحكومة لإجراءات من شأنها حل الازمة "

وعن الموقف الروسي نقلت  صحيفة "فزجلياد"  الروسية ،عن فاسيلي كولتاشوف، رئيس مركز الابحاث الاقتصادية بمعهد العولمة والحركات الاجتماعية، قوله للصحيفة: "عادة، لا تنخفض العملة الوطنية في الاقتصاد الذي يشهد نموا نشطا، لأن نمو الاقتصاد يؤدي إلى زيادة في العمالة والاستهلاك والاستدامة، وضمان الطلب الحقيقي. أما في تركيا، فلا تلاحظ هذه المؤشرات. إن البلاد ليست في حالة من النمو الاقتصادي السريع، بمقدار ما هي في فترة انتقالية صعبة للغاية، فقد أدى تركيز السلطة في يد أردوغان إلى احتجاجات قوية في مدن تركيا، ولكنه لم يقدم حلولا للاقتصاد ترضي المجتمع".

واضاف : "تحتاج الليرة التركية إلى دعم دولي، حتى يقوم أحد ما ببيع الدولار، ويشتري السلع التركية بالليرة، بل ويحتفظ بجزء من ماله بالليرة".  ويرى أن "الليرة، على ما يبدو، ستنخفض قيمتها أكثر من ذلك، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التوتر الاجتماعي".

ويخلص المقال إلى أن الموجة الثانية من الأزمة العالمية (2014-2016) أظهرت أن تركيا اقتصاد صغير وغير مستقر، وبحاجة إلى البحث عن دعم خارجي. و"لهذا السبب، أضطر أردوغان للتصالح مع روسيا والسعي بنشاط إلى إقامة علاقات دافئة مع الصين".

وفي اشارة الي استجداء تركيا لموقف روسي قال "بيكت بولت" احد كبار مستشاري اوردغان في تصريحات تليفزيونية أمس الاول الاثنين :"ان بلادة لن تتخلي عن الامبراطورية الروسية التركية " واضاف : "أنه "لو تحالف الأتراك مع الروس عام 1854 خلال الحرب بين روسيا من جهة، وتحالف بريطانيا وفرنسا وتركيا من جهة، لكان شعبا البلدين يتجولان على سواحل نورماندي في فرنسا حاملين قواميس تركية روسية" ؟!!"

اما عن الموقف الداخلي التركي،  فقد اتهم رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كليجدار أوغلو، الرئيس التركي، أردوغان بالاستفادة من أزمة الليرة، والتعامل في العملات الأجنبية، تزامناً مع دعوته الشعب التركي إلى تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية والذهب إلى العملة المحلية لدعم الاقتصاد، ووفق ما نشرت عنة صحيفة "زمان" التركية فقد قدم كليجدار 13 مقترحا لمواجهة الازمة الاقتصادية في ظل ما اسماة "التبذير الحكومي" 

الا ان أردوغان رد على تصريحات كليجدار بقوله: "الكرسي تخلى عنك، والآن تتعامل مع بارونات العملات الأجنبية"، في إشارة إلى خسارة مرشح الحزب محرم إينجه انتخابات الرئاسة أمامه.

هكذا يواجة اوردغان أهمال اوربي ، وتغافل روسي ، ومحاولات من قطر والسعودية والكويت لمحاولة المصالحة بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية ، ولكن في المقابل اعلنت وزارة الخزانة الامريكية مؤخرا ، تجميد أصول وزيري العدل والداخلية التركيين عبد الحميد جل وسليمان صوليو الموجودة في الولايات المتحدة ، كخطوة اولي فيما يخص العقوبات .

 

والغاء صفقة مقاتلات كانت تنتظرها تركيا من امريكا ، واخيرا ،وفي مقابلة مع «رويترز» اول امس الاثنين، قال ترمب إنه غير مهتم بأن يلحق موقفه الصارم أضرارا بالاقتصاد الأوروبي واقتصادات الأسواق الناشئة في نهاية المطاف.