الأقباط متحدون - الزى.. ورقة مصالحة
  • ٠٧:١٤
  • الخميس , ٢٣ اغسطس ٢٠١٨
English version

الزى.. ورقة مصالحة

مقالات مختارة | بقلم : نيوتن

٠٨: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٣ اغسطس ٢٠١٨

نيوتن
نيوتن

 الله سبحانه وتعالى لم يشترط على المسلمين أو غيرهم زياً محدداً. فلسفة الزى فى الأديان هى ألا يكون مستفزاً لغرائز الآخر.

 
الله لم يحدد للرجال زياً. جلباباً طويلاً أو قصيراً. أتعجب حين يصر البعض على ارتداء جلباب قصير وسط مجتمع غربى لا علاقة له بهذا الزى. كذلك أتعجب من النساء اللائى ترتدين ملابس مبالَغاً فيها. من نقاب أو حجاب وما إلى ذلك. يشذذن فيها عن مجتمعات يرتدى أهلها ملابس محترمة لا تثير الغرائز ولا تستفز المشاعر. بالقدر نفسه أتعجب من النساء المتبرجات بشكل لافت للنظر.
 
الزى له حكمة. هو وسيلة وليس هدفاً. ولذلك يختلف من دولة إلى أخرى. من عصر إلى آخر. المبالغة هى التى تصنع التمييز. هى التى تجعل من الزى حاجزاً نفسياً تجاه المجتمع.
 
كنت فى لندن فى أحد المحال. البائع كان إنجليزياً. كان يرتدى بدلة كاملة. لفت نظرى أنه أطلق لحيته دون تهذيب. وشمّر بنطاله حتى كاد يصل إلى ركبتيه.
 
سألته: ما اسمك؟
 
قال بإنجليزية واضحة: الآن اسمى أحمد.
 
ـ لماذا الآن؟
 
- لأننى دخلت الإسلام حديثاً.
 
- ألم تجد فى الإسلام سوى إطلاق لحيتك بهذا الشكل ورفع بنطالك بهذه الطريقة؟. إنك دخلتَ الإسلام حباً فيه. فلماذا تسىء إليه بهذا المنظر الشاذ؟. فلتُنزل بنطالك فوراً. فاقتنع وأنزل ثنيات بنطاله.
 
فلسفة الزى بمثابة ورقة مصالحة بين الإنسان والمجتمع الذى يعيش فيه. بثقافته. بتاريخه. بعاداته وتقاليده. ربما من هنا جاءت فكرة الأزياء الوطنية. الزى هو إذن وسيلة تعايش واتصال. ليس وسيلة للعزلة أو الانفصال. يختلف من مكان إلى مكان بحسب التقاليد.
 
فى الهند السيدات يرتدين «السارى». حتى أنديرا غاندى كانت ترتديه. إنه الزى الوطنى. يكشف جزءاً من الظهر والبطن. لو جرى ارتداؤه فى مصر فسيكون منتقداً. فى حين أنه زى رسمى فى الهند.
 
الأمر نفسه ينطبق على مَن يرتدى ملابس البحر ويتجول فى وسط القاهرة. رجلاً كان أم سيدة. سيكون شاذاً.
 
الرسول عليه الصلاة والسلام اختلف زيّه ومظهره عندما انتقل من مكة إلى المدينة. التزم بالزى السائد فى كل من البلدين.
 
الزى ابن البيئة: المناخ. العادات. التقاليد. التاريخ. أما الدين فما علينا إلا تحقيق مقاصده.
نقلا المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع