رفيق الحاج العراقي المنتحر: مريض نفسي.. ولم نخبر والدته
أخبار عالمية | الوطن
السبت ٢٥ اغسطس ٢٠١٨
حدث نادر وقوعه، هز باحات الحرم المكي الشريف، آخر أيام عيد الأضحى المبارك، عندما أقدم حاج في العقد الخامس من عمره، يحمل الجنسية العراقية، ويدعى "حسين حميد الحيدري"، على الانتحار، ملقيًا بنفسه من أعلى مشاية السلام في سطح الحرم، ليسقط في صحن الطواف، ما أدى إلى مصرعه على الفور، وإصابة حاجين آخرين إصابات بالغة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى ليتلقوا العلاج، بحسب ما أعلنته بعثة الحج العراقية الحكومية، صباح اليوم.
المتحدث باسم البعثة، حسن الكناني، قال في بيان له إن "الحاج (حسين حميد الحيدري) من مواليد عام 1975 ويسكن في العاصمة بغداد، أقدم اليوم على الانتحار من صحن الطواف العلوي في الحرم المكي، دون معرفة الأسباب"، مضيفًا أنه "وفقا لحجاج عراقيين، فإنه كان يعاني من اضطرابات عصبية ونفسية".
أثارت الواقعة حالة من الدهشة والخوف وسط جموع الحجاج والمصلين في الحرم، كما أدت إلى جدل واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول أسباب الحادث وكواليسه، إلى أن تمكنت "الوطن" من التواصل مع أحد سكان فندق "أخيار البيت"، الذي كان يقطنه المنتحر، ورافقه أيضًا في نفس حملة الحج، وهو السيد الحاج "حسين الكعبي"، الذي حدثنا عن آخر أيام القتيل.
"كان مضطرب العقل، يتحدث أحيانًا إلى نفسه بصوت عال، وظهر أنه يمر بحالة نفسية سيئة، كما كانت له تصرفات عدائية، لاحظتها لأول مرة عندما صادفته عند باب الفندق، وهو يفتعل مشاجرة مع أحد العاملين، علمت بعدها أنها لم تكن المرة الأولى"، وفقا للكعبي، مضيفًا أنه كان يردد عبارات غريبة من نوعية "أريد أن أرى ولدي، خذوني إلى ولدي"، لتخبره والدته بأن ابنه توفى منذ أشهر.
ويضيف الكعبي أن القتيل، الذي أتى إلى الحج برفقة والدته المسنّة، كان يتلقى علاجًا بالأدوية، يأخذه يوميًا بانتظام، إلى أن رفض تناوله بشدة قبل أيام، ما اضطر مسؤول الحملة إلى محاولة إعطاءه إياه مرتين بالقوة، وبالرغم من ذلك فإنه لم يتناوله في الأيام الثلاثة الأخيرة، ما أدى إلى تدهور حالته.
وتابع: "حجاج الحملة جميعًا كانوا متفهمين للوضع، وكانوا يساعدون والدته في رعايته عندما تسوء حالته، وفي الأيام الأخيرة كانوا يبقونه دائمًا تحت المراقبة حتى لا يتسبب بمشاكل، إلى أن استغل القتيل فرصة خلود الجميع للنوم، بعد أن انتهوا متعبين من نُسك رمي الجمرات، مساء أمس، وصعد إلى صحن الطواف العلوي وألقى بنفسه من هناك".
وعن حال الأم بعد نبأ مصرع ابنها، قال الكعبي إنها "ما زالت حتى الآن لا تعلم بوقوع الحادث، إذ رفض الجميع إخبارها خوفًا على حالتها النفسية"، مضيفا أنها تنهي الآن مناسك الطواف، وسيتم إخبارها عقب إنهاء الإجراءات المتعلقة بالحادث والجثمان.