الأقباط متحدون - حرية أنفى!
  • ٠٤:٢٥
  • السبت , ٢٥ اغسطس ٢٠١٨
English version

حرية أنفى!

مقالات مختارة | وسيم السيسي

٣٤: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٢٥ اغسطس ٢٠١٨

وسيم السيسي
وسيم السيسي

علقت الدكتورة هبة التهامى على مقالتى فى «المصرى اليوم» عن هجوم باربارا كاسل، عضو المعارضة بمجلس العموم البريطانى، على رئيس الوزراء إدوارد هيث وقولى: عقبالنا.. قالت: «عقبالنا لما نهاجم رئيس وزرائنا؟.. لقد أصبحت الحرية عندنا حرية السفهاء... إلخ»، وردى عليها:

١- المقصود بعقبالنا هو القدرة على التغيير كما أوقفت باربارا مشروع قانون رئيس الوزراء والذى كان ضد حق العمال فى التظاهر السلمى.

٢- الحرية هى الحرية الموزونة الخالية من التعدى على كرامة أى إنسان آخر، مد أحدهم ذراعيه فجاءت يده فى أنف الآخر، فلما احتج.. قال: أنا حر، رد عليه: حرية يدك تنتهى حيث تبدأ حرية أنفى!

٣- هاجم أحدهم سعد باشا زغلول واتهمه بالشذوذ الجنسى، وأمام المحكمة براءة! لأن سعد باشا شخصية عامة!

٤- هاجم العقاد الملك فؤاد فى البرلمان قائلاً: الأمة قادرة على أن تحطم أكبر رأس تقف ضد الدستور.

٥- قذف أحدهم ويلسون، رئيس وزراء بريطانيا ببيضة على وجهه قال ويلسون إنه «الجانى» من المحافظين لأن السنة الماضية قذفوه ببيضة كانت بنفس العنف والطعم والاتجاه.

٦- أراد تشرشل توجيه اللوم لمستر كنج الذى كان يهاجمه ليل نهار أثناء الحرب العالمية الثانية، رفض مجلس العموم قائلاً: نحن نخوض حرباً من أجل الحرية.. الويل لنا إذا كممنا حرية مستر كنج «رئيس تحرير الـTimes اللندنية».

٧- قال فولتير: إذا طرق الرقى باب أمة سأل أولاً: هل لديهم فكر حر؟ هل لديهم حرية؟ إذا أجابوه نعم، دخل وارتقت الأمة، وإذا أجابوه لا: ولى هارباً وانحطت الأمة.

٨- فى زيارتى لباريس، زرت البانثيون «مثوى العظماء» وكان قبر فولتير بجوار قبر جان جاك روسو الذى قال له: أنا لا أؤمن بكلمة واحدة مما كتبت فى «العقد الاجتماعى» ولكنى سأظل حتى الموت أدافع عن حريتك فى أن تفكر وتكتب ما تشاء.

٩- قذفت فتاة إدوارد هيث بجردل حبر وعند التحقيق، كانت أسبابها: رجل غبى، ضعيف الشخصية، إدخل إنجلترا فى السوق الأوروبية المشتركة ولا يصلح أن يكون رئيساً لوزراء إنجلترا!!.. رفضت الاعتذار إلا إذا وعد بعدم دخول إنجلترا السوق الأوروبية، وكانت العقوبة شهر سجن وثمن البدلة!

١٠- الحرية السياسية لواء تتألق من تحته باقى الحريات جميعاً، والديمقراطية هى حرية التعبير مع القدرة على التغيير «هارولد لاسكى- الحرية فى الدولة الحديثة» أما حرية السفهاء يا دكتورة هبة فهى ليست حرية وأحرى بك أن تسميها: سفالة السفهاء! أخيراً ألا ترين أن الاحتجاج بالبيض والحبر أأمن من الاحتجاج بالرصاص!!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع