الأقباط متحدون - رابعة و حكومة الإدارة الفاشلة
  • ٠٦:٠٤
  • السبت , ٢٥ اغسطس ٢٠١٨
English version

" رابعة " و حكومة الإدارة الفاشلة

مدحت بشاي

بشائيات

٤٥: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ٢٥ اغسطس ٢٠١٨

رابعة
رابعة

مدحت بشاي
نعم ، لعب الإعلام المصري  بكل نوعياته ووسائطه الدور الأبرز لفضح التاريخ السياسي الخداعي والدموي  لجماعة الشر منذ اعتلى مندوب مرشدهم كرسي عرش مصر وحتى إسقاطهم في 30 يونية على مدى عام كامل بتحدي وطني وشجاعة وإرادة جماعية وبفكر مستنير قدم للمجتمع المصري رسالة تحريضية حماسية كاشفة لبشاعة جماعة لديها إصرار على مواصلة دورها المناهض والرافض لتعاليم و رسالات السماء الطيبة والداعية والداعمة لحق الإنسان في العيش بسلام وفي تواد ورحمة ..

نعم ، استطاعت أجهزة الإعلام كشف وفضح نواياهم في حصار مؤسسات الدولة القضائية والثقافية والإعلامية والدينية ، وإطلاقهم ميليشيات شبابية مدربة للاعتداء على مؤسسات صحفية ودينية وإطلاق التهديدات لرموزها بالنيل منهم في استمرار لدعاوي التكفير ورفض الآخر والخروج على سلطان تلك المؤسسات برفض الانصياع لنظم عملها ..

ولكن ، المتابع لما حدث في دائرة اعتصام " رابعة العدوية " وأيضًا في مربع اعتصام " النهضة " والخطأ الذي شارك في ارتكابه ثلاثة " موظفين دوليين " صعدوا بالصدفة أنئذ إلى كراسي نائب الرئيس المؤقت ، ورئيس الحكومة ، ونائبه الوزير بعدم اتخاذ قرار لحصار دوائر الاعتصام ومنع دخول المدد المادي والأسلحة بعد أن تم  احتلال المسجد وقاعاته ومنع الناس من الحركة خارج منازلهم وممارسة أنشطتهم الحياتية اليومية ،  و قيام تلك العصابة بممارسة كل ألوان الترهيب وإلى حد السطو على عربة التليفزيون المصري وحجزها ومحاولة تشغيلها لصالحهم .. وبات الناس يشاهدون بشكل يومي جماعات من الشباب والأطفال بمثابة ميلشيات تحمل لافتات تأييد للمعزول والمطالبة بعودة نظام الإخوان ، ويعودون في الليل للبيات و لتلقي التعليمات لليوم التالي وكأن الموقع بات معسكرهم الدائم  !!

•    لم يتم وقف التمدد السرطاني في المنطقة ولا التوقف عن الإيذاء البدني والنفسي للسكان ..

•    إذا كانت الحجة وجود محاولات تفاوض تسببت في تعطيل إصدار قرار الفض أكثر من مرة ، فلماذا على الأقل لم يتم الاتفاق على تنظيم محاصرة أمنية لتلك البؤرة الإجرامية لممارسة حق الدولة في الدفاع عن حقوق السكان ؟!

•     وكانت حجة ( الموظفين الدوليين ) أن سبب إرجاء عمليات الفض هو الاستعداد لمواجهة تبعات عملية الفض ، فإذا بنا أمام حالة جماعة من الإرهابيين باتوا كالثيران الهائجة يدمرون ويحرقون ويسلبون ويرهبون .. يستهدفون أقسام الشرطة والكنائس وملحقاتها الإدارية والمحاكم والعديد من المؤسسات الحكومية ، ومحصلة هائلة من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية دون رد فعل يؤكد أن هناك مؤسسات كان يتم إعدادها لمواجهة متوقعة !!!! ..

حول مشاهد الفض وما قاله أشاوس الإخوان والتيار السلفي ، فقد وثقها بشكل يومي هائل قناة الجزيرة ، و في تلك الفترة لعب الإخوان وتنظيمهم الدولي على محورين ...

المحور الأول : إطلاق مظلوميات القهر وبكائيات على حقوق المواطنة وإهدار حقوق من يدافعون عن  الشرائع السماوية ، والحديث عن حقوق "مرسي " الشرعية في استمرار حكمه ، وحق الاعتصام وتصدير تلك البكائيات إلى الغرب والأمريكان بشكل صارخ دعائي مكذوب ، و تأكد وصول رسائلهم عندما تكررت زيارات أولاد العم سام ومندوبي الغرب المفجوعين في اغتيال حقوق الإنسان وحقوق خريجي السجون أصحاب التاريخ الدموي في حكم البلاد !!!

أما إعلام زمن ( الموظفين الدوليين ) فقد صار ( كيوت ) هادئ النبرة كطبيعة الموظف الدولي الذي لا يشغله إلا النظرة الدولية والشكل المظهري البروتوكولي والمسلك الدبلوماسي ( على طريقة الأكل بالشوك والسكين ) واتباع نظم الاتيكيت العالمية مهما كان الثمن فادحًا وطنيًا وإنسانيًا وفي منتهى الخطورة ( فلم يمارس أي منهم من قبل أي عمل سياسي أو تنفيذي على أرض الوطن حتى اعتلاء كرسيه ، هم أهل تنظير وكتابة مقالات وتغريدات ومشاركة في مؤتمرات وفعاليات علمية دولية ونظرية وفقط ) !!

 المحور الثاني : انظلاق ميلشيات التخريب الإخوانية صوب كل مؤسسات الدولة وبشكل و بآليات تثير الفتن ، بداية من حرق وهدم وسلب عشرات الكنائس ووضع يدهم على بعض المساجد ، وحتى تاريخه يمارسون الآن إطلاق آلاف الشائعات لتدمير جسور الثقة بين الشعب ومؤسساته ، و دعم مشاعر الإحباط واليأس لدى الجماهير لضرب حالة الرضا والامتنان الشعبية لقاء كل مايتم من إنجازات حقيقية ورائعة على الأرض.

وفي مقابل ذلك الهياج الشيطاني والإجرام الإخواني في الداخل والخارج لم يتحرك رئيس الحكومة آنذاك لتبديل التعريف المباركي الكوميدي للإخوان بأنهم " جماعة محظورة " إلى كونهم " جماعة إرهابية " إلا بعد إلحاح جماهيري في الشارع ومطالبات من أهل الرأي والفكر !!!

ولم يفكر أحد في تنظيم مؤتمر دولي للإرهاب لتقديم صورة معاكسة لما نجح أشاوس الشر في تصديره والصرف عليه بشراء الذمم وتبادل المصالح السياسية في إطار تماهي مع مؤامرات عالمية كبرى تُحاك للسيطرة على مصالح لأصحابها في المنطقة ..

وكان لدينا عشرات النماذج الحية من أهالي مناطق تلك الاعتصامات وهم من كانوا رهائن يعانون عذابات تحديد الإقامة القهرية فضلا عن الاقتحامات البشعة لحرمة بيوتهم .. وكان لدينا رصيد هائل بمثابة هدايا مجانية لأشرطة توثيقية لكل ما دار على الأرض من جرائم إرهابية رصدتها قناة الجزيرة وهي الوحيدة من بين وسائل الإعلام التي اخترقت ذلك العالم الإجرامي .. وكان لدينا ما يثبت مبادرات جيشنا وشرطتنا للسماح بخروج المعتصمين بأمان عبر ممرات .. كان لدينا ما يثبت سقوط أول ضابط شهيد وهو يفاوض أهل الشر لمغادرة تلك البؤرة العفنة الكريهة ..

وعليه ، كان التحدي هائلًا أمام الرئيس السيسي وهو يؤدي منفردًا الدور السياسي والدبلوماسي لشرح أبعاد الجريمة الكاملة للنظام الإخواني ، وكيف أن 30 يونيو كانت ثورة بإرادة شعبية سحبت الشرعية من الذي لم يستحقها هو وجماعته منذ اليوم الأول لحكمهم ..

جهد رائع بذله الرئيس السيسي في كل مراحل توليه المسئولية وحتى قبل توليه وزارة الدفاع المصرية ، سافر إلى كل الدنيا في مناخ وظروف معقدة وصعبة ، فأعاد إفريقيا لمصر والدعم والتعاطف العربي وخصوصًا من جانب أهل الخليج ، ووصولًا لبلاد الشرق الأقصى و أقطارالقطب الشمالي لبناء شرعية مستحقة استمدها من الشعب العظيم ..

ونحن في الذكرى الخامسة لانتصارنا على أرض رابعة وتحقيق جلاء فئة ظلامية بغيضة ، كنت أتصور أن تهب كل وسائل الإعلام وتنتفض لتذكير العالم بتلك الأيام الكارثية ، وأن يكون أهالي تلك المناطق هم الضيوف الأهم لعدة لقاءات صحفية وإعلامية تقديرًا لصمودهم ، ولتعلم الدنيا ماكان من أمر جماعة مجرمة باغية لازالت تمارس شرورها على أراضينا ضد مصالح شعب عظيم قرر محو سطور تحدثت بوجودهم يومًا ما من كتب التاريخ الإنساني ..   
Medhatbe9@gmail.com