الأقباط متحدون - نحن من مشيئة الله
  • ١٦:٥٦
  • الأحد , ٢٦ اغسطس ٢٠١٨
English version

نحن من مشيئة الله

نسيم عبيد عوض

مساحة رأي

٥٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٢٦ اغسطس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
بقلم نسيم عبيد عوض
" وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له: " هوذا أمك وإخوتك خارجا يطلبونك. فأجابهم "من أمى وإخوتى ؟ ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال" ها أمى وإخوتى لأن من يصنع مشيئة الله هو أخى وأختى وأمى."
 
فصل إنجيل هذا الصباح المبارك-الأحد الثالث من شهر مسرى -  من إنجيل معلمنا مر 3: 22 -  35
مت 13: 55" 55 أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟
يو2: 12" 12 وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً
ليسوا أخوة الرب بالجسد لأنه لو كان لمريم أولاد لما عهد المسيح بها الى يوحنا تلميذه  
 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ:«يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».
27آ  ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ:«هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.
يو19: 26 و27
مت 27: 55 و 56
55 وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ،
56 وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي.
إذا أخوة الرب يسوع هم أولاد خالته مريم (كعادة اهل الشرق فى ذلك الزمان مثل ماقاله إبراهيم عن إبن أخيه لوط - أخى) مريم زوجة كلوبا أو حلفى أم يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا ‘وسالومى زوجة زبدى أم يعقوب ويوحنا
نعود الى فصل هذا الصباح "لأن من يصنع مشيئة الله هو أخى وأختى وأمى"
يعلمنا الرب يسوع أن نصنع مشيئة الله ‘ 
أن نؤمن بإرادة الله فى حياتنا ‘ 
أن القائد فى حياتنا اليومية هو مشيئة وإرادة الله ‘
 وأنها هى دائما صالحة ولخيرنا ولبرنا .
ولذلك نطلبها كل وقت " فلتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض"
فإذا كانت سيرتنا نحن فى السماويات فنطلبها لنا ونحن على الأرض.
سلوك الشخص المسيحى فى المجتمع هو صورة حقيقية لما يؤمن به ‘ وهو قد تعلم من الأناجيل الأربعة ماكان 
يسوع المسيح يعمله ويعلم به ‘ كقول الكتاب" وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت الى الأبد." 1يو2: 17
 
ومن رسائل الرسل نتعلم السلوك فى المجتمع وكيف نكون رائحة ذكية للرب يسوع المسيح .كقول الرسول" من قال انه ثابت فيه ينبغى انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا."1يو2: 6
ويؤمن المسيحى بأن الله خلقنا لأعمال صالحة قد سبق فأعدها لنا لكى نسلك فيها كقول الرسول"لاننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيها."أف2: 10‘
 
وكقول الكتاب " لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة إبنه ليكون هو بكرا بيت اخوة كثيرين."رو8: 29 ‘فإرادة الله أن نكون مشابهين لأخونا البكر يسوع المسيح فى كل تصرفات حياتنا.
 
 فكل لحظة من حياتنا لها عظمة متميزة  لعلاقتها بإرادة الله ‘ 
وكل عمل مهما كان صغيرا نأتيه فهو كبير لأنه جزء من تدبير الله .
 كل خطوة قصيرة نخطوها هى خطوة قديرة لأنها متداخلة مع خطوات غيرنا من البشر‘ فما حياتنا سوى نسيج متداخل يسير حسب مشيئة الله لنا‘ 
 
فما أصغر حياتنا وأكبرها ‘
 وماأدقها وأخطرها ‘
 وماأقلها وماأفخرها ‘
فهى مهما كانت فى ذاتها الا أنها متداخلة كجزء من إرادة الله أو هى إرادة الله بأكملها لكل فرد فينا. 
ان لله غرضا ساميا فى وجود كل انسان على الأرض‘ وطبقا لهذا الغرض سبق فدبر تدبيرا لحياة كل إنسان ولا سيما المؤمن به الذى علية أن يكون إيمانه وسلوكه وحياته تحت مظلة مشيئة وإرادة الله ‘ 
ونحن فى صلاتنا اليومية المتكررة نصلى "لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض" وكقول الكتاب "لأنكم تحتاجون الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون المواعيد ."عب10: 36 
وقد قال الرب يسوع لتلاميذه وللذين حوله "لأن من يصنع إرادة الله هو أخى واختى وأمى. :مر3: 35 
وفى مت 12: 50" لأن من يصنع مشيئة أبى الذى فى السموات هو أخى وأختى 
وأمى."
 
 
والسؤال ماهى مشيئة وإرادة الله لنا:
1- أن يتخذنا أبناء له : 
كقول الكتاب " إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته."أف1: 5
وأيضا "واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطان ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنون باسمه."يو1: 12‘
2- يريد الله خلاص الجميع من خطاياهم:
 " الذى يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون."1تىمو2: 4‘ الله لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا.
3- مشيئته أن نكون ثابتين فى الإيمان طوال غربتنا على الأرض:
 كقول الرب " وهذه مشيئة الآب الذى أرسلنى ان كل ما أعطانيه لا أتلف منه شيئا بل أقيمة فى اليوم الأخير." يو6: 39
4- لا يشاء أن يهلك أحد من البشر :
بل بفمه الكريم يقول لتلاميذه انه جاء ليخلص ماقد هلك ‘ ويقرر الرسول قول الرب " فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره قد إبتدأ الرب بالتكلم به." عب2:3‘ ويقول الرب لحزقيال النبى " قل لهم . حى أنا يقول السيد الرب .إنى لا اسر بموت الشرير بل أن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا." حز33: 11 
وأيضا " وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى ان يرفع إبن الانسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية."يو3: 14
5- التسليم بمشيئة الله :
 ويفسرها الرسول" مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ماهى مشيئة الرب." أف5: 11 ‘
 ويعلمنا معلمنا يعقوب الرسول فى رسالته" احسبوه كل فرح يااخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة. عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا. واما الصبر فليكن له عمل تام لكى تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين فى شيئ." يع1: 2-4 
وأن تكون إرادة الله فى المقام الاول فى حياتنا:
 كقول الرب عن نفسه" ياأبتاه إن شئت أن تجيزعنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك." لو22: 42
6- وهبنا حرية الإرادة فلا يفرض علينا إرادته:
قال لمريض بركة حسدا" أتريد أن تبرأ ؟ وقال لشعب اليهود " كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا."مت23: 39
 
والنتيجة لهذا الإيمان كقول الكتاب "والعالم يمضى واما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت الى الأبد."1يو2: 17
 
يوسف العفيف : كشف الله ليوسف فى صباه (17 سنة) مشيئته فى حياته فأراه فى حلم تك 37 1- -5- أنه هو وأخوته حازمون حزما فى الحقل واذا حزمتى قامت وإنتصبت فاحاطت حزمكم وسجدت لحزمتى. 2- - 9- واذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة لى.
وحكى يوسف بدون حكمة هذه الأحلام لأخوته وأبوه وأمه ‘ ولم يكن مستحبا ماقاله بل أن أخوته صنعوا به ماصنعوا‘ ولكن مايهمنا فى حياة يوسف أنها كانت تحت مشيئة الله وتدبيره: 
تك39: 2 " وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا. – 3- ورأى سيده أن الرب معه وأن كل مايصنع كان الرب ينجحه بيده. -5- وكانت بركة الرب على كل مكان له أن الرب بارك بيت المصرى بسبب يوسف. فى البيت وفى الحقل.  – 9 – فى تجربته مع سيدة القصر زوجة سيده قال لها وبصوت قوى" كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله. – كان الله موجودا فى حياة يوسف -
" ودخل يوسف السجن وكان الرب معه لم يتركه ‘ 
ولكن يوسف حاول التدخل فى مارسمه الله له ‘ فقال لساقى الملك " وإنما إذا ذكرتنى عندك حينما يصير لك خير تصنع إلي إحسانا وتذكرنى لفرعون وتخرجنى من هذا البيت .تك40 : 14‘ الكتاب يعلمنا " ملعون من إعتمد على ذراع بشر" فترك يوسف  سنتين أخرى فى السجن كقول الكتاب تك 41: 1" وحدث من بعد سنتين من الزمان أن فرعون رأى حلما...فتذكر رئيس السقاة يوسف ....
وهنا يظهر يوسف إرادة الله ومشيئته فى حياة البشر وفى حياته أولا:
تك41: 16 يقول لفرعون" ليس لى,الله يجيب لسلامة فرعون. وفى عدد 28 يقول" قد أظهر الله لفرعون ماهو صانع. وفى عدد 32 " الأمر مقرر من قبل الله والله مسرع ليصنعه.
وأصبح يوسف مخلص العالم ( صفنات فعنيح ) ويقرر مشيئة الله أمام أخوته ويقول تك 45: 5-8
" وَالآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ.  فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. 8 فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
ومن قصة يوسف نسأل سؤال كيف أعرف إرادة الله فى حياتى وماذا أعمل حتى تدخل حياتى تحت مظلة إرادة الله ؟
وهذا السؤال يجيب عليه معلمنا بولس الرسول ف 1تس 4: 3 " وقد أرسل إليه أهل تسالونيكى بنفس السؤال ماذ يفعلوا حتى يكونوا أهلا لمشيئة الله ‘ فقال لهم " إرادة الله قداستكم " مامعنى هذا ؟
يقول القديس يوحنا ذهبى الفم أن الرسول بولس إهتم كثيرا بالقداسة والطهارة فى حياتنا أكثر من غيرها فى كل رسائله :
يقول الرسول فى عب 12: 14" إتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب."
ويقول فى 1تيم5: 22 يقول لتلميذه تيموثاوس" إحفظ نفسك طاهرا."
 
ماذا يعنى الرسول بالقداسة التى تؤهلنا لإرادة الله ومشيئته فى حياتنا؟ 
إنها إعتزال كل ماهو غريب ودخل طبيعتنا وقبول ماهو لله‘
 بمعنى تفريغ حياتى من كل الشر ‘ وإمتلاء من الله القدوس ‘
 فإن كان الله القدوس هو ملء حياتنا وممسكين به فتتحقق إرادة الله فينا ‘ نحمل قداسته داخلنا ‘ ونكون قديسين فيه ‘ ولذلك ينصحنا الرسول " لا تطفئوا روح الله داخلكم"  فقداستنا مرتبطة بحلول المسيح القدوس داخلنا ( لان هيكل الله مقدس الذى أنتم هو)1كو3: 17  ‘ ‘ فيحول فكرنا الى فكر المسيح ‘ وتصير إرادة المسيح هى قبول إرادته فينا.
 
والقداسة هى النقاوة .. نقاوة القلب والضمير وطهارة الجسد والحواس:
وبالقداسة:
1- نعاين الله ونراه " طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله.مت5: 8
2- نقاوة وقداسة القلب" فوق كل تحفظ إحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة." أم4: 23 ‘ والمرتل العظيم داود " قلبا نقيا إخلق في يا الله وروحا مستقيما جدده فى أحشائى." مز50: 10‘
 فإذا كان القلب نقيا تصبح كل الحواس نقية وثمار نقاوة القلب متعددة وأهمها" الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات..." ومن فضلة القلب يتكلم اللسان." لو6: 45
3- القلب النقى مصدر كل الفضائل ‘ ومصدر الطهارة بل وكل ماهو صالح ‘ وبالقلب النقى وبنعمة الله يتحرر صاحبه من الرغبات المادية ومن الشهوات والأنانية والكبرياء ويتحرر من سلطان عدو الخير.
4- القلب النقى هو القلب المملوء بالإيمان وغنى بالرجاء وعميق بالمحبة ‘ هو القلب الفرحان كل حين والذى يصلى بلا إنقطاع ‘ ويشكر فى كل شيئ كقول الكتاب" صلوا بلا إنقطاع ‘إشكروا فى كل شيئ لأن هذه هى مشيئة الله فى المسيح يسوع من جهتكم." 1تس5: 18
 
إرادة الله ومشيئته هو أهم مانتعلمه فى حياتنا الروحية مع الله:
إرادته هى درس نتعلمه ونقول مع المرتل " علمنى أن أعمل رضاك. لانك أنت إلهى."مز143: 10
إرادته هى جوهر آمالنا فى حياتنا" لتكن لا إرادتى بل إرادتك." لو22: 42.
إرادته هى الطريق الممهد فى حياتنا " هذه هى إرادة الله قداستكم." 1تس4: 3
بها ولأجلها وعليها ومنها ولها وفيها " نحيا ونتحرك ونوجد." أع 17: 28
لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة ." في 2: 13"
      بهذه الصفات المقدسة نكون للسيد المسيح ...أخوة وأخوات وأمهات..ومن أهل بيت الله..لأن هذه هى إرادته
                                 ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد . أمين.