جون ماكين"بطل الحرب" الذي أحبط البيت الأبيض على الدوام

وفاة السناتور الأميركي جون ماكين عن 81 عاما

السناتور جون ماكين يستسلم لأيامه الأخيرة مع السرطان

رحل أحد أبرز قادة الحزب الجمهوري السناتور الأميركي البارز جون ماكين عن عمر يناهز 81 عامًا، تاركا وراءه محطات تاريخية ستبقى ماثلة في أذهان الأميركيين لفترة طويلة من الزمن.

 

إيلاف من نيويورك: ماكين ابن العائلة العسكرية الشهيرة في الولايات المتحدة الأميركية، الذي تلقى إشادة الإعلام الأميركي بسبب شجاعته وجرأته، قرر في الأيام الأخيرة التوقف عن تلقي علاج سرطان الدماغ الذي يعاني منه، فكتبت حياته نهايتها يوم السبت عند الساعة الرابعة والنصف.

 

كسب سناتور أريزونا شهرته خلال حرب فيتنام عندما أُسقطت طائرته، وأصيب بجروح خطيرة، إضافة إلى كسر ذراعيه ورجله اليمنى، وأمضى أكثر من خمس سنوات في سجن "هانوي هيلتون" الذائع الصيت نظرًا إلى عمليات التعذيب القاسية والوحشية التي تعرّض لها السجناء بداخله.

 

إبان وجوده في الأسر، تم تعيين والده قائدًا للقوات الأميركية في المحيط الهادئ. عرض عليه الفيتناميون صفقة لإطلاق سراحه، غير أنه رفضها، رغبة منه في حرمانهم تحقيق نصر دعائي، بحسب "ذا هيل"، ولكن ردهم كان قاسيًا، فقد تعرّض لتعذيب وحشي.

 

عاد ماكين إلى بلاده كبطل للحرب، وتولى عام 1977 منصب المنسق الخاص للبحرية في مجلس الشيوخ، وانتُخب عام 1982 كنائب، وبدأ عام 1986 رحلته الطويلة في مجلس الشيوخ كممثل عن ولاية أريزونا.

 

تولى ماكين مسؤوليات عدة في مجلس الشيوخ، كان آخرها رئاسة لجنة القوات المسلحة، وطوال مشواره السياسي لم يفرق في معارضته بين القرارات الصادرة من الجمهوريين أو الديمقراطيين في حال عدم اقتناعه بها.

 

بين ماكين وترمب علاقة سلبية، كانت الغلبة فيها للانتقادات القاسية المتبادلة. فالرئيس الأميركي الحالي شكك عام 2015 في اعتبار سناتور أريزونا بمثابة بطل حرب. وقال علانية: "إنه ليس بطل حرب"، "لقد كان بطل حرب، لأنه تم القبض عليه، أنا أحب الناس الذين لم يتم القبض عليهم".

 

تصريح ترمب القاسي قابلته وسائل إعلام أميركية يومها بفتح سجله، حيث كشفت عن تهرّبه من تأدية الخدمة العسكرية بين عامي 1964 و1968 متذرعًا بأسباب صحية.

 

عارض ماكين ترمب كمرشح وكرئيس على حد سواء، ووجّه إليه انتقادات قاسية، بسبب موضوع روسيا واللقاء الذي جمعه بفلاديمير بوتين، كما يُكتب له إسقاط محاولة البيت الأبيض إلغاء واستبدال نظام أوباما كير في مجلس الشيوخ في شهر يوليو 2016 عقب تصويته ضد الجمهوريين.

 

غير أن علاقته السيئة بترمب لا تعني أنه كان على وئام مع الرؤساء السابقين. فماكين يُعد منذ عام 2000 أحد أبرز معارضي سيد البيت الأبيض، سواء كان جمهوريًا أو ديمقراطيًا، فهو أفشل مشاريع عدة تتعلق بالضرائب قدمتها إدارة جورج بوش الابن والحزب الجمهوري، إلا أنه وافقه على حرب العراق، وكان من أبرز المؤيدين لهذا القرار، ودافع عنه، قبل أن يعلن أخيرًا أن الحرب كانت خطأ.

 

معارضته الشرسة لبوش دفعت بجون كيري المرشح الديمقراطي للرئاسة عام 2004 إلى إبداء رغبته في أن يترشح كنائب له في مواجهة بوش. 

 

رفض ماكين العرض، وبعد سنوات رد على تساؤلات حول إمكانية مغادرته الحزب الجمهوري بالقول كما ذكرت عام 2001 لم أفكر قط في مغادرة الحزب الجمهوري"، وقدم نفسه على الدوام على أنه جمهوري محافظ.

 

عام 2008 أعلن ماكين ترشحه للانتخابات الرئاسية، وتفوق على منافسيه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية، لينتقل إلى مواجهة باراك أوباما. 

 

سقط الضابط الجوي أمام سناتور إلينوي في الرابع من نوفمبر، وشرع في معارضة أوباما بشكل عنيف، غير أن الموقف الذي أصدره خلال تجمع انتخابي في مدينة ليكفيل في ولاية مينيسوتا في أكتوبر 2008 قوبل باحترام كبير لدى خصومه عندما وقف في وجه سيدة مؤيدة له. 

 

السيدة توجّهت إليه بالقول: "لقد قرأت عن عن أوباما، ولا يمكنني الوثوق به"، وفي معرض محاولتها التشكيك بولادته على الأراضي الأميركية قالت: "هو عربي"، لكن ماكين وفي غمرة المعركة الانتخابية مع المرشح الديمقراطي تناول المذياع، ورفض حديث السيدة، حيث أشاد بأوباما على الصعيد الشخصي، مؤكدًا أنه مواطن أميركي.

 

مع إعلان نبأ رحيل جون ماكين، عصر السبت، أعاد الإعلام الأميركي، والعديد من الشخصيات البارزة، نشر المقطع المصور كدليل أرادوا من خلاله التأكيد على شجاعة سناتور أريزونا.