الأقباط متحدون - اغتيال السفير الروسي وتهديد السفير الأمريكي
  • ٠٥:٥١
  • الأحد , ٢٦ اغسطس ٢٠١٨
English version

اغتيال السفير الروسي وتهديد السفير الأمريكي

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٢: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ٢٦ اغسطس ٢٠١٨

د. مينا ملاك عازر
 
سبق اغتيال السفير الروسي بتركيا، اغتيال بالصواريخ للسفير الأمريكي بليبيا، ولكن الرد الأمريكي في الحالة الليبية كان عنيفاً، وطال أمده، كشفت المذكرات التي كتبتها هيلاري كلينتون عن بعض الأخطاء والجرائم التي يتهمها بها معارضيها الآن، لكن أمريكا تدخلت، لا أستطيع الجزم بأن كانت أمريكا ضحت بسفيرها في مقابل أن تفعل تلك العلميات الانتقامية، وهل كانت بحاجة لمقتل سفيرها وتدمير سفارتها بليبيا لكي تفعل كل تلك العمليات من إنزال وخطف واغتيالات بطائرات وبدون طائرات أم لا؟ لكن ما أقطع به أن هناك قصور وتقصير أمريكي في حق سفيرها مدبر أم غير مدبر، هذا ما ستكشف عنه الأيام.
 
في المقابل من هذا تم اغتيال السفير الروسي بتركيا برصاصات غادرة من أحد الكارهين للتواجد الروسي في سوريا، والتأييد الواضح من الروس لبشار الأسد، لكن الروس لم يقطعوا العلاقات حتى بتركيا، ولم يعلنوا أنها غير آمنة، ولم يمنعوا سياحهم من السفر إليها، بعكس ما فعلوه حيال سقوط الطائرة الروسية بشرم الشيخ، هذا لا يبدو في نظري ترصد بمصر، لكن مصلحتهم حتمت عليهم الضغط على مصر لكي نوقع عقد الضبعة النووي، ولأن تركيا قدمت الجاني في حين أن تحقيقاتنا عجزت عن تقديم الجاني أو حتى تحقيقاً رسمياً لم يخرج لنا نتيجته للآن، يبدو أن الروس يشعرون بغصة، نعود لمقتل سفيرهم بأسطنبول، استفادت روسيا من الخضوع التركي وتقديم فروض الطاعة والولاء منذ إسقاط طائرتهم العسكرية، فأغرى الروس ليستفيدوا من مقتل سفيرهم وقد كان، ومال أردوغان في صف الروس تماماً حتى أغضب الأمريكان، وجاءت قصة القس الأمريكي المتورط في نظر تركيا في التواصل بين رجال الانقلاب الفاشل على أردوغان وبين رجال فتح الله كولن، وهنا تكمن المفارقة التي ذكرتني بكل ما سبق.
 
وتكرر الموقف وتم إطلاق نار على السفارة الأمريكية في تركيا، وتهشمت أحدى النوافذ، وبالطبع وبالتأكيد أن أحد لن يسقط قتيل لعمل كهذا، ولا أظن مصاب، ولو سقط مصاب سيكون جراء تكسير الزجاج من النافذة، لكن من ذا الذي وصل لأقرب من نقطة من السفارة لإطلاق النار عليها؟ هل مدعم من أردوغان؟ هل دعاية أردوغان أسهمت في تأجيج نار الغضب ضد أمريكا التي في نظره ضالعة في الانقلاب الفاشل؟ هل أردوغان من حرض ودبر؟ هل مطلق النار سيبقى في مأمن؟ ولم تتحصل عليه تركيا؟ على عكس ما فعل تركيا بقاتل السفير الروسي، هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة لكن الأهم أنه حتى لو وصلوا لمنفذ عملية إطلاق النار، فهل ستستجوبه أمريكا أم ستكون ورقة ضغط جديدة ليقبلوا تسليم كولن المقيم بولاية بنسلفانيا في مقابًل تسليم مطلق النار أو على الأقل استجوابه؟ وهل لو نجحوا الأمريكيون في استجوابه هل سيفصح عن من وراء تلك العملية؟ ولو كان أردوغان، فهل ستبتلعها أمريكا؟ أظن أن الأيام المقبلة ستكشف لنا عن مسائل كثيرة، اللهم الا اذا كانت مصالح الدول والأنظمة كان لها رأي آخر
.
المختصر المفيد المنطقة على صفيح ساخن.