الأقباط متحدون - رئيسة دولة لا مجرد أنثى!
  • ٠٧:٠٨
  • الأحد , ٢٦ اغسطس ٢٠١٨
English version

رئيسة دولة لا مجرد أنثى!

مقالات مختارة | هانى لبيب

٥١: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ٢٦ اغسطس ٢٠١٨

كوليندا غرابار كيتاروفيتش
كوليندا غرابار كيتاروفيتش

الملاحظ فى مونديال روسيا 2018 انتشار صور كوليندا غرابار كيتاروفيتش "رئيسة دولة كرواتيا"، وهى الصور التى شغلت الرأى العام المصرى والعربى والعالمى بسبب حضورها المستمر للمباريات، دعمًا لمنتخب بلادها، والطريف فى الأمر هو أسلوب تعامل السوشيال ميديا معها.

حول الفيس بوك رئيسة كرواتيا من شخصية سياسية إلى أشهر سيدة فى العالم وإلى نجمة تأسر قلوب معجبيها بسبب تداول صور وفيديوهات لها وهى ترتدى "تيشرت" منتخب بلادها، تارة من خلال متابعتها وهى تقفز فرحًا بإحرازه هدفًا، وتارة أخرى وهى تشجعه وتدعمه. وبالطبع، لم يمر الأمر فى السوشيال ميديا المصرية مرور الكرام، وتعامل كثيرون إما بمنطق الشائعات الموجهة أو بالمنطق الذكورى الذى لم ير فى رئيسة كرواتيا سوى "أنثى".

تناولت الشائعات العديد من القصص والحكايات الوهمية عنها كرئيسة وعن سياساتها الاجتماعية والاقتصادية، وذلك على غرار بيعها لسيارات الرئاسة وطائراتها هناك، وقيامها بأعمال شاقة فى منزلها الخاص، وهى قصص ليس لها أساس من الصحة، والغرض هو محاولة مغرضة لعمل إسقاطات ومقارنات بينها وبين السياسات المصرية. وكالعادة، لم يشغل أحد نفسه من رواد الفيس بوك بالبحث عن حقيقة تلك القرارات والإنجازات الوهمية، وهو ما ساعد على النظر لها باعتبارها أنثى قوية تتخذ قرارات سياسية.

أما الأخطر هو ما فعله البعض بتغيير صورة حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى باختيار أحد صور رئيسة كرواتيا، فضلًا عن قيام البعض بالمقارنة بينها وبين المرأة المصرية، باعتباها الرئيسة الأنثى الجميلة، ووصل الأمر ليس فقط لكلمات الغزل والشجن، بل جاوز ذلك إلى التحرش اللفظى بإيماءاته وإيحاءاته الجنسية المتعددة. إنها أوهام العقلية الذكورية بتعقيداتها ومشكلاتها فى التعامل مع رئيسة دولة، تفاعلت مع منتخبها بشكل طبيعى وتصرفات تلقائية كإنسانة تحب فريق بلادها وتتمنى له الحصول على كأس العالم.

أهملنا فى تعاملنا معها شخصيتها ودورها وقدرتها على الوصول لمنصب رئاسة دولة، وتعاملنا معها باعتبارها أنثى جميلة، ولا أبالغ هنا حين أقول إنها أصبحت سندريلا الجميلة التى تتبعها العقلية الذكورية المصرية خلال الأيام الماضية، باعتبارها النموذج المثالى فى الرقة والجمال، وهو الأمر الذى ظهر جليًا فى البوستات والتعليقات على صورها.

نقطة ومن أول السطر..

لا زالت النظرة الذكورية للمرأة فى ثقافتنا ترى فى حكمها على المرأة أنها مجرد سلعة جنسية.. تخضع لقوانين السوق فى البيع والشراء والتحكم فيمن يمتلكها، بداية من أبيها وأخيها، ومرورًا بزوجها ثم ابنها، وصولًا إلى النظرة المجتمعية التقليدية لها.
نقلا عن مبتدا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع