الأقباط متحدون - ماذا جرى ويجري ويجب أن يجري في سيناء1-2
  • ٢٣:٣٨
  • الثلاثاء , ٢٨ اغسطس ٢٠١٨
English version

ماذا جرى ويجري ويجب أن يجري في سيناء1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٣: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٨ اغسطس ٢٠١٨

ماذا جرى ويجري ويجب أن يجري في سيناء1-2
ماذا جرى ويجري ويجب أن يجري في سيناء1-2

 كتب : د. مينا ملاك عازر

من البديهي أن نبدأ، إنما النقطة المؤكدة، حيث أن المؤكد أن سيناء قطعة غالية على قلوب كل مصري مثلها مثل كل ذرة تراب مصرية في قلوب المصريين ، تزداد غلاوة سيناء أنها تعرضت لمرات كثيرة للغزو والاحتلال ومن الاقتطاع من جسد الوطن، لذا الاهتمام بها من قبل المصريين عظيم ويزداد عظمة متى أدركوا وهم مدركون أهميتها الاستراتيجية، والأطماع التي لم تزل محدقة بها من قبل الكثيرين لاقتطاعها لتصبح تابعة للفلسطينيين، بحسب ما يعرف بصفقة القرن، لذا علينا هنا أن نرصد بواقعية مجردة ما جرى بسيناء، وما يجري وما يجب علينا أن نفعله بها ولماذا؟
 
منذ تحرير سيناء والآمال كلها تتجه نحو تعميرها، الأنظار كلها ترنو لرؤية سيناء جديدة، سقف الطموحات عالية الأحلام مستمرة، والصناديق تفتح لجمع الأموال وحشد القوى لتغيير واقع صحراوي قحل، في بلد استفاد منها المحتل في سنوات قليلة جداً، كانت هي فترة احتلاله، لكن شيء من هذا لم يحدث، وإن حدث فبأقل ما حلم به المصريون كثيراً جداً، لم يحدث شيء من طموحات المصريين واستمر الوضع على ما هو عليه، وكأن الإرادة العليا تريد هذا، حتى قفز الإخوان والإرهابيين على سيناء، بدأوا بشكل متواري بين القبائل بالعب على وتر الدين، ووتر الحاجة والحوجة للمال، وضعف نفوس بعض القبائل ورجالها، وهنا كانت البداية بشق طرق خفية كالأنفاق وغيرها للتواصل مع من هم على الجانب الآخر من الحدود، وعلى الطرف الأقرب من الفكر الديني المتشدد والمتطرف، بل الفكر الخائن الذي يغدر بكل ما هو مصري، وتوافقت الإرادات والأهداف، وصارت سيناء مرتع لاختراقات الإرهابيين، فيما قبل ثورة يناير، وتوجت بالثورة بالاختراق الأكبر من جانب من هم على حدودنا الشرقية، وهنا كانت النقلة الأكبر في تاريخ الإرهاب في المنطقة، فانفتحت الحدود، وتنامى عدد الإرهابيين، واصبحوا يعملون بأريحية شديدة ويرتعون في الأرض تحت حماية حكومية من الكائنين بقصر الرئاسة ومكتب الإرشاد، إلى أن وقعت الواقعة، وهي الواقعة التي قلبت كل موازين القوى، وهدمت أحلام الكثير من القوى العالمية،
 
وأعني هنا سقوط الأقنعة بثورة يونيو، تلك التي هدمت كل الجسور، ووضعت على كاهل جيش مصر أن يحمي مصر، ويقطع خطوط الإمداد عن الارهاب ومن وضع يده بعش الدبابير، وبالصدامات مع الإرهابيين المسنودين من قوى خارجية، جارة قريبة وجارات بعاد، تصادم الجيش مع إرهابيين منظمين حاولوا حتى أن يستقلوا ببعض المدن الصغيرة، كادوا أن يفلحوا لسويعات، لكن سلاح الجو، ظل مؤثر في كل المعارك، قام الجيش بعدة عمليات انتقامية وثأرية طويلة وقصيرة بغرض اجتساس جذورهم، واستأصال شأفتهم بيد أن ذلك لم يحدث بالشكل المرضي لرجال الجيش وللشعب من ورائه، هنا كان القرار الأجرأ، وهو القيام بعملية كبرى تستمر لشهور ما تزال جارية للآن، ولعلها ستمتد، ليس الغرض منها فقط توجيه ضربات عسكرية قاسمة لهؤلاء المجرمين الإرهابيين، بيد الأن الغرض الأهم، هو خلق وضع أمني جديد في مناطق طالما شغلها الإرهابيين، بإيجاد قوات إنفاذ القانون أو قوات الجيش في أماكن كانوا يتواجدون بها، وذلك بعد تطهيرها من آثار وجودهم.
 
ما أن وصلت لهذا الحد، فأتوقف واعداً إياكم أعزائي القراء، أن نستأنف بعد غد هذه السلسلة القصيرة بإذن الله.
 
المختصر المفيد مصر في القلب