الأقباط متحدون - الإعجاز لإخفاء العجز
  • ٠٧:١٠
  • الأحد , ٢ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الإعجاز لإخفاء العجز

مقالات مختارة | وائل لطفى

٣٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٢ سبتمبر ٢٠١٨

وائل لطفى
وائل لطفى

 من أخطر مظاهر حركة التدين التجارى الآن موضوع الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة. بدأت الظاهرة كاجتهادات فردية لأفراد، منهم د. مصطفى محمود، وتصدت له المفكرة الإسلامية عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، فى الثمانينات، ومع الثورة النفطية، كان أن تبنّت دول بعينها فكرة الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة، وكان أن اعتمدت أموالاً وفيرة للغاية لإثبات أن الدين تنبأ بحقائق العلم منذ آلاف السنين، فى هذه المرحلة ظهر د. زغلول النجار، وهو جيولوجى إخوانى سافر إلى الخليج مع من سافروا، وعاد ليُعرّف نفسه للناس بأنه داعية، وأنه عضو الهيئة العلمية للإعجاز العلمى.. فى وقت من الأوقات كانت مقالات زغلول النجار فى جريدة قومية كبرى سبباً فى ارتفاع توزيع الجريدة يوم نشر المقال، إذا أردنا أن نفهم ما حدث لنا خلال الأربعين عاماً الماضية، يجب أن ننظر بغضب للذين نشروا فكرة الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة.. بخلاف أن العلم متغير والدين ثابت.. فإن هذه الفكرة تُشجّع على

العجز، وعلى الكسل، هذه فكرة تقول لنا ببساطة إنه ليس علينا أن نتعلم، ولا أن نعمل، ولا أن ندخل معامل الأبحاث.. لأن كل ما سنصل إليه بعد هذا المجهود موجود لدينا من الأساس!. هذه فكرة توافق ما كان يردّده أشهر داعية مصرى من أن الله سخر لنا الغرب ليعملوا هم ونحصل نحن على نتائج عملهم.. ما لم يقله الداعية الشهير أننا كنا نحصل على نتائج عملهم بأموال النفط.. وبالنسبة للمصريين بالأجور التى كانوا يحصلون عليها من العمل فى بلاد النفط.. والآن لم يعد الوضع كذلك، لذلك علينا أن نعمل، وأن نؤمن بأنه لا سبيل أمامنا سوى العلم والعمل، وأن هذا هو فقط طريقنا للتقدم، وعلينا قبل هذا أيضاً أن نراجع كل الأفكار التى سمحنا لها بأن تحتل عقولنا طوال العقود الماضية.. ففى هذه الأفكار سم قاتل. ودون مراجعتها من الصعب جداً أن نمشى فى طريق النهضة.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع