خيال علمي علمك1-3
د. مينا ملاك عازر
٥٦:
٠٣
م +02:00 EET
الأحد ٢ سبتمبر ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
في دولة أرغندان بقارة فرقندون، حيث مجاهل الإنسانية، وقف الشاب ينظر من الحدود الشرقية عبر سور عظيم وراءه البنايات الضخمة الفخمة، وبيده أحدث وسائل التواصل والاتصالات مع العالم وأهله، وقف ملؤه الفخر، يشكر الله أن أبوه وجده حجزوا للعائلة تلك الوحدات السكنية التي ضمنت لهم البقاء في رغد في القسم الحديث من بلادهم أرغندان، حيث وسائل العيش المريحة متوافرة، والطرق الآمنة والرفاهية، بل يشكر الله على أن أبواه كانا يعملان في جهاز مهم، صحيح ليس سيادي لكنه مهم من الأجهزة التي يجب الإبقاء على رضا العاملين بها، فضمنوا البقاء وراء ذلك السور الضخم الذي يفصله عن رعاع شعب أرغندان، هنا وهنا فقط وجد السيارة الفارهة وصلته لتنقله حيث عمله، استقل السيارة ونقلته لمكتب مريح بمبنى فخم مؤمن بأحدث التقنيات، فمن بنى هذهالمناطق التي تحوي صفوة شعب أرغندان لم يكتفي بتأمين الحدود الفاصلة بين علية القوم والرعاع، بل أمن أيضاً المكاتب والبنايات الحكومية التي يعمل بها الصفوة، ليؤمن لهم أعلى درجات الأمن والأمان في سكناهم وعملهم، لهم ولبنيهم بل ولأحفادهم، فلم تغب قط على من وضع حجر الأساس لذلك الجزء الذي يقطنه علية القوم ما جرى بالثورة الشعبية التي عصفت بأمن وأمان الصفوة، وهددتهم في قصورهم وفللهم، شعر المسؤولين أنه بات من الضروري حماية كبار القوم من مغبة احتمالية حدوث ما حدث من قبل، لذا كان عليهم أن يتبع أعلى درجات الأمان بجانب أفضل لحظات الرفاهية، فأخذ يأخذون من جيوب الجميع بداعي بناء مشاريع تنقل البلاد والعباد نقلة حضارية لكنه في الحقيقة كانوا يخططون للفعلة الأهم، هي أن يُنقل المهمين والمهمين فقط، فيما وراء الأسوار الحافظة والحامية من بطش العامة والدهماء متى غضبوا من غلاء الأسعار وتردي الخدمات بل غيابها.
كل هذا دار ويدور حول مكتبه الفخم الذي لا يتناسب مع وظيفته البسيطة، ولكن هذا هو أقل مستوى أو قل الأقل في مستويات الفخامة للموظفين المهمين، لم تنقسم البلاد قسمين، بل بقى قسم النبلاء كما يحلو لأنفسهم سراً أن يطلقوا على أنفسهم مسيطر على مجريات الأمور، ويديرون البلد، ولكن من وراء الستائر الأمنية، ومن خلال الأجهزة والاتصالات التي تضمن عدم احتكاكهم المباشر بالغوغاء، كما يحبوا أن يطلقوا على من بقوا بالجزء القديم من البلاد حتى يبقوا في مأمن من عنفهم أو غضبتهم، فقدقاموا بثورات كثيرة لكن نيرانها لم تطلهم، لم تكن الأسوار الفضل الأهم في حمايتهم بل التباعد بينهم وأمور أخرى قد أرويها لكم في المقال القادم، لعبت لعبتها في إثناء الغوغاء عن الاستقلال ونهتهم عن الاستمرار في الثورات بل وكبلتهم عن النجاح المحقق الذي لم يزالوا يتناقلوا ذكريات نجاحهم الأخير عبر الروايات الإنسانية المتناقلة.
المختصر المفيد في بعض الأحيان تنجح مشاعر القلق من المستقبل أو تكراركوارث الغير معك أو قلقك على مستقبل أولادك وأحفادك لعمليات طغيان منظمة.