الأقباط متحدون - خيال علمي علمك2-3
  • ٠١:١٤
  • الثلاثاء , ٤ سبتمبر ٢٠١٨
English version

خيال علمي علمك2-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠١: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٤ سبتمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
د. مينا ملاك عازر
حدثتكم في المقال السابق، عن ما جرى بدولة أرغندان بقارة فرقندون، حيث مجاهل الإنسانية، حين استطاع السيد تقسيم الأرض بين جزئين، صفوة وهم قلة يرى استحقاقهم العيش في رغد الحال ورفاهية وأن يمسكوا محمول وأن يركبوا سيارات تنهب الأرض على طرق آمنة، كانت الكاميرات لا تصورها فقط بل تصور كل مليمتر بالبلد الجديد، يعيش الصفوة هناك متحكمين بكل شيء بالقسم القديم، صحيح هو الأكبر مساحة، والأكثر عدد، برغم التناقص الحاد الذي ألم بسكانه بسبب تردي الخدمات السكانية وتضاؤل مستويات التعليم، ما تسبب في زيادة نسبة الوفيات، ما رآه السادة أن الرعاع يستحقونه إذ لم يستجيبوا للدعوات الفاترة الباردة بعدم الإنجاب، والاكتفاء بأعداد قليلة من الأبناء، صحيح الدعوة في شكلها لها الحق، ولكن في مضمونها كانت تخبئ المزيد من الفشل والغباء الإنساني حيث عدم قدرة الدولة من الانتفاع بطاقاتها وثرواتها البشرية، ولأنهم لا يستحقوا الحياة، فتركوهم في مستويات متدنية من الصحة وأكثر تدني من التعليم، حتى تركوا لأفكارهم العتيقة البالية تقودهم نحو ما يشبه الفناء المنظم الذي يضمن عدم فناءهم تماماً، ولكن أيضاً عدم تناميهم حتى لا يزداد الخطر من وجودهم على سادتهم القادة الذين يقودون الأمور من خلف الأسوار والاستحكامات الأمنية.
 
كنت قد وعدتكم أن أستفيض في المزيد من الشرح الذي أدى لعدم نقل نيران الثورات التي حاول الغوغاء القيام بها للوصول لسادتهم النبلاء، كما يحلو لأنفسهم الإطلاق على أنفسهم ذلك اللقب، وقد قلت في ما قبل أن الاستحكاماتالأمنية والتباعد بين الطبقتين ساهم في ذلك، ناهيك عن أن الطبقة العليا المتحكمة في مجريات الأمور بأرغندان كانت مسيطرة على حقول النفط والغاز الطبيعي، تلك الثروات المعدنية الهائلة التي تمد الناس بالأموال، ناهيك عن تحكمهم بالمصارف والاحتياطي النقدي، والموانئ بشتى أنواعها براً وجواً وبحراً، فكان كلما اندلعت ثورة، وبعد أن يمحونها بالقوة الغاشمة، كانوا يقمعوهم بفرض المزيد من الضرائب التي تخصم مباشرة من رواتب هؤلاء الثوار الفقراء، فينكفؤوا على وجوههم ليسددوا ما عليهم، وإلا انقطعت الكهرباء أو الماء ما يتسبب في مآسي إنسانية لا يستطيعون تحملها، فنقص قدراتهم التعليمية جعلهم غير قادرين على التحكم في محطات الكهرباء التي تغذي قسمهم القديم، فباتت مواردهم من الطاقة الكهربائية بأيدي الصفوة، ناهيك عن أنهم لا يستطيعوا السيطرة على أي شيء به تحكم تكنولوجي بأي محطة من محطات رفع المياه، وأن راقبتهم بأيدي هؤلاء القلة المتزايدن في أعدادهم بحسابات دقيقة تكاد تشعرك أنهم يتزايدون بطرق غير إنسانية، بل وبوضوح تعتمد على التلقيح الصناعي لتكن الجودة متوافرة العدد متناسبة فيمايريدون الزيادة، لتبقى أعدادهم متناسبة مع المساحة المتاحة، المهم أن هؤلاء الرعاع لم يستطيعوا قط الثورة ولا حتى الانشقاق لسبب مهم ولأسباب جانبية أخرى قد أشرحها لحضراتكم المقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر.
 
المختصر المفيد أشعر بقلق من تآكل الطبقة الوسطى في أي مجتمع.