الأقباط متحدون - مات وهو يشاهد إحدى مباريات كأس العالم : قصة الأيام الأخيرة في حياة «الخواجة بيجو»
  • ٠١:١٦
  • الثلاثاء , ٤ سبتمبر ٢٠١٨
English version

مات وهو يشاهد إحدى مباريات كأس العالم : قصة الأيام الأخيرة في حياة «الخواجة بيجو»

فن | المصري اليوم

٢٩: ٠٨ م +02:00 EET

الثلاثاء ٤ سبتمبر ٢٠١٨

الخواجة بيجو
الخواجة بيجو

ظنه الكثيرون رجلًا أجنبيًا لاكتساب «الخواجة بيجو» شهرة واسعة بظهوره مع «أبولمعة»، لكنه في الحقيقة فنان مصري اسمه محمد فؤاد راتب، أسعد المصريين بإتقانه لهجة «الخواجة»، ومع ذلك كانت نهايته حزينة على عكس ما قدمه.

ساهم في إسعاد المصريين لأكثر من 20 عامًا بمعاونة صديقه الفنان محمد أحمد المصري.. مونولوجات ونكات لاقت استحسان الكثيرين ممن عاصروهم، حتى ورث الأحفاد ذلك الأمر منهم، ليصبح الثنائي «أبولمعة والخواجة بيجو» علامة فارقة في تاريخ الفن.

بدأت أحزانه في عام 1968، عندما سافر «راتب» إلى الكويت، بناءً على طلب شركة الأسمدة الكويتية، وتولى فيها تنظيم العلاقات العامة حتى انتهت فترة إعارته في 1972، بعدها تذكر ميوله الفنية ليكمل حياته هناك ملتحقًا بالتليفزيون الكويتي كعضو في جميع اللجان والاجتماعات التي يعقدها المسؤولون، حسبما حكت زوجته فتحية الصاوي، في حوار سابق لها مع جريدة «النهار».

ومن واقع وظيفته الجديدة كان يحضر ويشارك في معظم المؤتمرات والمهرجانات بتليفزيون الكويت، وأعدّ بنفسه مؤتمر التليفزيون التعليمي، ومهرجان الإذاعة والتليفزيون الكويتي، ثم أصبح مسؤولًا عن علاقة التليفزيون بكل دوريات الخليج الرياضي التي أقيمت في الكويت.

وأردفت الزوجة: «تولى إعداد معظم برامج الأعياد الوطنية من الإرسال التليفزيوني، وعمل في قسم المنوعات الذي كان يترأسه فيصل الضاحي وكان هو الذي يقرأ كل برنامج منوع يقدم للتليفزيون ليكتب رأيه وتعليقه عليه، قبل أن يعتمد من الرئيس والمراقب، وفوق ذلك كله وأكثر هو الذي أعد وقدم البرامج الناجحة الطريفة، مثل المسابقات وبيجو وأبوشلاخ، وكان يعمل مثل الدينامو الذي لا يهدأ ولا يكل».

وباندماجه في العمل، نسى أنه مريض بـ«الضغط» ونتيجة لذلك شعر ببعض الآلام، ووافق المسؤولون على طلبه بالحصول على إجازة لمدة شهر، سافر فيها إلى القاهرة، وفيها وجد الوضع أسوأ، حسب رواية الزوجة التي قالت: «جاء ليجد المشاكل وراءه، حيث إنني سأجري عملية جراحية وكذلك ابننا طارق، ولم تكن الإجازة للراحة».

وبانتهاء الإجازة، عاد «راتب» إلى الكويت مصطحبًا أسرته، وفي أول يوم عمل عاد مبكرًا إلى منزله وهو مرهق للغاية، حتى أُصيب بشلل نصفي في أكتوبر 1975 وانتقل إلى المستشفى الأميري.

وفي الغرفة رقم واحد عاش حزينًا لتخلي الناس عنه، رغم ذلك رفض تصديق أنه مصاب بالشلل وبذل جهدًا مضنيًا للتغلب على مرضه، حسب رواية زوجته، وفي تلك المحنة داوم على زيارته الفنان الكبير الكويتي محمد السنعوسي، وكيل وزارة الإعلام الكويتي.

الغريب أن التليفزيون الكويتي تمسك به رغم حالته المرضية، والأعجب أنه شارك في مسلسل «درب الزلق» وهو مصاب بالشلل النصفي، لكنه قدم استقالته بعد 3 سنوات وعاد إلى مصر.

وبعودته إلى القاهرة، أمل في وقوف زملائه بجواره وأن يشارك في الأعمال الإذاعية وكتابة النصوص للمسرح والتليفزيون، لكنه فوجئ بنسيان الجميع له حتى لم يفارق منزله بشكل شبه دائم، وأصيب بالاكتئاب إلا أن الراحلين فؤاد المهندس ومحمد عوض كانا على تواصل معه.

وفي 18 يونيو 1986، استيقظ «راتب» من نومه ممارسًا حياته بشكل طبيعي، وتوجه إلى منزل حماته في العجوزة وجلس يتابع إحدى مباريات بطولة كأس العالم، حتى أصابته أزمة قلبية مفاجئة، على إثرها فارق الحياة في صمت.