الأقباط متحدون - المنيا فيها عفريت!
  • ١٤:٠٣
  • الاربعاء , ٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

المنيا فيها عفريت!

مقالات مختارة | ميلاد حنا زكي

٤٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٥ سبتمبر ٢٠١٨

ميلاد حنا زكي
ميلاد حنا زكي

(1)
فجأة وبدون مقدمات حدثت كارثة، اقتحم منذ أيام أحد أفراد قوة تأمين كنيسة مار جرجس بقرية «الزيتون»، التابعة لمركز ناصر بمحافظة بنى سويف، صحن الكنيسة، وهو يصيح واصفا المصلين المتواجدين بـ«الكفار»، قائلا «كلكم كفار»، وتمكن بعض المصلين من السيطرة على الشرطى واصطحابه خارج الكنيسة، وتم تسليمه لباقى أفراد الشرطة المكلفين بتأمين الكنيسة، الذين قاموا بإخطار مأمور المركز، وتمت إحالته للتحقيق، وعقب تحقيقاتها الأولية أعلنت جهات التحقيق أن فرد الأمن هذا «مختل عقليا»، وهو وصف اعتدناه فى مثل هذه الجرائم، والسؤال ماذا لو كان هذا المختل سحب سلاحه وأطلق النار على المصلين؟ أو تعاون مع بعض الإرهابيين المفخخين فى دخولهم إحدى الكنائس التى يقوم بحراستها؟.

(2)
فى شهر يناير 2011، حدثت واقعة مماثلة، ولكن نتائجها كانت أكثر سوءا على الأقباط، فى قطار أسيوط حيث توجه أمين شرطة وبيت النية وعقد العزم على التخلص من الأقباط وذهب يبحث عن أى شخص يرتدى صليبا وأطلق النار من مسدسه الميرى وقتل سيدة وأصاب 5 وكان يصرخ قائلا «الله أكبر» ثلاث مرات قبل إطلاقه النار على كل ضحية- بحسب شهود القطار وقتئذ- وخرجت التحقيقات الأولية يومها لتقول إنه «مختل عقليا».

(3)
توقفت كثيرا أمام لفظ «مختل عقليا» لتفسيره، فدائما وأبدا تعلن عنه التحقيقات الأولية فى معظم الجرائم المماثلة ووجدت أن المختل عقليا لا يعنى أبدا أنه مجنون، لكن المؤكد أنه غير طبيعى ولديه خلل فى طريقة التفكير المعتادة، وإذا بحثنا بهذا المنطق ووفق هذا التوصيف سوف نجد أن الجميع مختلون طالما يختلفون مع بعضهم فى التفكير، ولكن من غير الطبيعى أن يكون المختل هو أحد رجال الشرطة، والذى من المفترض أن يتم اختيارهم بدقة، سواء حين القبول فى الكليات أو المعاهد أو يتم اختيارهم لمثل هذه المهام الحساسة، ويتعين التأكد ليس فقط أنه شخص طبيعى، بل لابد أن يكون مميزا.

(4)
المتابع لأحداث الفتنة الطائفية فى مصر يخلص إلى أن النسبة الكبرى منها وقعت فى منطقة صعيد مصر، وتحديداً فى محافظة المنيا، سواء من حيث عدد الحوادث أو مدى جسامتها، حيث يشكل الصعيد مشكلة أيضاً من حيث التواتر، ومنذ أيام حدث كالعادة هجوم مجموعة متطرفين على منازل 4 أقباط بالمنيا، ونهبوا وحطموا المنازل الأربعة لاعتراضهم على وجود كنيسة فى أحد المنازل- بحسب زعمهم- وكالعادة الشرطة لم تصل إلا متأخرة- مثل الأفلام العربية- وكانت الكارثة قد وقعت.

(5)
أعلم أنه لا توجد مؤسسة لا يوجد فيها أى من جوانب الخلل، ولكن كل مثل هذه الحوادث وتكرارها بسيناريوهات متشابهة تجعلنى أناشد سيادة اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بل وأرجوه أن يبحث دائما عن المتواطئين فى حوادث الفتنة الطائفية ومعاقبتهم، فهم أخطر من الجناة، فبحسب بيان مطرانية المنيا، الأمن كان يعلم بوجود توترات مسبقة، وقد تم إبلاغه رسميًا قبل عدة أيام، ولكن رغم علمه إلا أنه لم يتحرك للتعامل معها، وبعد وقوع الاعتداءات جاءت قوات الأمن بعد ثلاث ساعات من الاعتداءات، فما حدث فى المنيا ويحدث دائما وقد يتكرر بين حين وآخر فى محافظات الصعيد بمثابة ناقوس خطر يهدد وجود الدولة ويضر بتماسك النسيج الوطنى ويمثل منفذا خطرا لانتشار الأفكار الداعشية.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع