الأقباط متحدون - إهانة الرموز وتكريم المجرمين!!
  • ٠٠:٥٤
  • الاربعاء , ٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

إهانة الرموز وتكريم المجرمين!!

مقالات مختارة | مدحت بشاي

٥٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٥ سبتمبر ٢٠١٨

مدحت بشاي
مدحت بشاي

أعتقد أنه قد آن الأوان لإعادة النظر فى أمر (مناهج التاريخ) وطرق تدريسه، ومن يكتبونه والمعنيين بتدريسه، ولابد من الاستعانة بكفاءات وأعلام كتابة التاريخ من أصحاب الإصدارات التاريخية المرجعية المشهود لهم بالتناول العلمى والموضوعى لتاريخ البلاد والعباد، فعلى سبيل المثال لا الحصر لدينا أساتذة ينتمون إلى «الجمعية التاريخية للدراسات المصرية» بعضوية ممارسة مستحقة، وأعضاء «اتحاد المؤرخين العرب»، لقد كتب د. طه حسين فى مقدمة الكتاب المقرر على طلاب الثانوية العامة عام 1952، حين كان وزيرا للمعارف «إن التاريخ نوع من المعرفة التى لا تستطيع أن تتلقاها من أصولها مباشرة، وإنما تتلقاها من طريق النقل والرواية المتصلة… والتاريخ من هذه الناحية يوشك أن يكون لونا من ألوان الأدب؛ لأنه لا يعطيك حقائق الواقع كما هى، وإنما يعطيك هذه الحقائق ومعها شىء قليل أو كثيرمن أمزجة المؤرخين».

أتحدث هنا عن أهمية دعم الوعى التاريخى العام للجماهير، ونحن فى سبيلنا للعمل على إعادة بناء المواطن.. لماذا لا يتم تدريس تاريخ أى تخصص جامعى لشباب الجامعات (على سبيل المثال، كيف لا يدرس لطلبة كليات الطب تاريخ تطور المهنة ومراحل تطور المؤسسات الطبية، الرموز الأوائل وإسهاماتهم العلمية والبحثية، وتفاعل أهل المهنة عبر التاريخ مع المتغيرات السياسية والاجتماعية وغيرها؟)..

كما أن الرواية التاريخية، والدراما والسينما المتناولة لأحداث تاريخية، والمواد الإعلامية المعنية بتوثيق الأحداث التاريخية، جميعها أنشطة إبداعية ينبغى دعمها ومتابعة مدى توخيها المصداقية وموضوعية التناول والاستعانة بأهل الخبرة والتخصص للمراجعة والإشراف حتى لا تُرسل رسائل عكسية مشوهة للتاريخ والأحداث ورموز كل مرحلة.. وأعتقد أن دراما مسلسل «الملك فاروق» وما رآه أهل التخصص من مغالطات تاريخية لمثال على ذلك، على حد قول فارس الدراما الراحل أسامة أنور عكاشة لى قبل رحيله «إن كاتبة العمل رصدت أحداث تاريخ تلك الفترة ورموزها ودورهم بعين واحدة!»..

وبمناسبة الحديث عن الرموز، والهوجة الإعلامية المثارة حول المشروع المقدم للبرلمان لتجريم إهانة الرموز، أتوقف للاستفهام حول تلك النقاط:

■ أليس الأولى بسرعة العرض على البرلمان والمناقشة ما أوجب الدستور عرضه وإنجازه فى الدورة الأولى لانعقاد المجلس كمشروع «مفوضية عدم التمييز» على سبيل المثال وغيره من القضايا الملحة؟!!

■ أليس الأولى الدعوة وسؤال وزارة الثقافة والأجهزة المعنية لتشكيل لجنة قومية مستقلة لإعادة كتابة التاريخ ليعرف الناس يعنى إيه رمز، ومين هو الرمز، وإيه معايير حكمنا، أم سنقدم للمحاكمة ونسجن كل من انتقد «الأسطورة» و«الهضبة» على سبيل المثال؟!!

■ لماذا لم يحدثنا أهل مثل تلك المشاريع عن أهمية تجريم من قام بتكريم وتخليد المجرمين مثل إطلاق أسماء رموز فى الإجرام على شوارع رئيسية، وذكر بعضهم فى مناهج التاريخ بكل آيات التكريم؟!!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع