الأقباط متحدون - هل نحن ندعم قطر؟!
  • ٠١:٠٦
  • الاربعاء , ٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

هل نحن ندعم قطر؟!

أندرو اشعياء

مساحة رأي

٣٠: ٠٤ م +02:00 EET

الاربعاء ٥ سبتمبر ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية
بقلم: أندرو أشعياء
أتعجب من إتجاهات الدولة في الآونة الأخيرة فنراها تواجه قطر (الدوله الداعمه للإرهاب) جغرافيًا خارج مصر وتنضم الي دول التحالف الرباعي بينما تدعم قطر (فكر الارهاب) داخل مصر 
 
نعم نحن ندعم فكر الارهاب داخل مصر لذا نحن ندعم قطر !! .. ففي عمل دؤوب تسعى قواتنا المسلحة في هدم صوامع الإرهابيين ولكن يا للعجب فيد تحمل السلاح ضد الارهابيين ويد تعمل ولكن بصورة جليه في دعم فكر الارهاب بذاته؛ ففي كل يوم نُردد أننا نُحارب الإرهاب وهذه حقيقة، فجيشنا العظيم والجهاز الأمني يقوم بمواجهة الإرهاب كل يوم ونسمع عن عمليات استباقية للقبض علي مجموعات إرهابية مسلحة كانت تجهز لتفجيرات وعمليات قتل. ولكن هذه الحرب لن تنجح طالما يوجد الفكر الإرهابي الذي يربي العقول علي منهج التكفير والكراهية، فإننا نواجه المنتج الأخير من عملية إرهابية مكتملة العناصر. 
 
وهذا الفكر للأسف نراه يتجلي في صورة قرارات، وفي صورة حيثيات مواجهة الأزمات وربما بصورة جليه إتجاه الاقباط، وبالتحديد وبالأكثر في صعيد مصر وبالاخص (المنيا) التي لا يعرفها احد .. فلا يمر أسبوع واحد دون أن نسمع عن حادثة غلق كنائس او حرق متاجر الاقباط ناهيًا غير متحدثًا عن الفكر البيروقراطي المتشعب في صعيد مصر ضد الأقباط ..
 
فالمسيحيين مثلهم مثل المسلميين فكلاهما يعاني من ثالوث الالم المستوطن صعيدنا وهو الفقر والمرض والجهل ولكن علاوة على انتشار فكر الإسلام السياسى ومناداته بالبعد عن المسيحيين، بالإضافة إلى إعلام عنصرى سمم عقول البسطاء من المسلمين. حدثت تغييرات هائلة أدت إلى انفصال اجتماعى وثقافى ومجتمعى بين المسيحيين والمسلمين بالاضافة الي تواطئ بعض أجنحة النظام بالصعيد وتُرك الأمر فى يد الداخلية ممثلة فى ضابط أمن دولة .. فمعظم الضباط من الجيل الحالى نشأ فى أسر إسلامية محافظة ونظرتهم للأقباط فيها ريبة وقلق بطبيعة التربية وعدم مخالطة الأقباط، لذا فإن تقاريرهم وتوجهاتهم تعكس وضعية ذهنية متعصبة ضد الأقباط فى أحيان كثيرة. حتى أن الضابط او الممثل المحلي يظن أن وقوفه فى صف الأغلبية المسلمة دائماً سوف يحقق نجاحًا أمنيًا.
 
ومن ناحية التربية .. سيطرت على مدارس الريف قيادات فكر الإسلام السياسى فأصبح وضع التلاميذ الأقباط داخل المدارس فى فترة النضج العقلى والفكرى سيئا للغاية وتربوا على الخوف وسماع إهانات مباشرة وغير مباشرة بعضها فى الكتب او شاشات التلفاز- وحدث ولا حرج من هذا في مناهج وكتب الأزهر - وبعضها شفاهة مما وضع ذلك حاجزاً كبيراً بين المسلمين والمسيحيين. أما عن حركة التنوير فلم نعد نري جيل زكي نجيب محمود والعقاد وطه حسين وأحمد شوقي والمازني والمنفلوطي، هؤلاء وغيرهم الذين قادوا الحركة الثقافية !! 
اما عن مجلس النواب فربما لازالوا يهنئون أنفسهم بصعودنا لكأس العالم !! 
 
وفي ضوء كل هذا نجد أن السلطات المحلية، ربما لا تدرك مدى معاناة الاقباط والعمل على تيسير كل العقبات. كما أنه لا توجد رغبة صادقة وارادة قويه لهدم حصون هذا الفكر الوهابي المتوغل والمسيطر على الافكار. والغريب أن ملف بناء الكنائس لازال يعاني من غموض في التعامل معه؛ فلا توجد مشكلة تخص بناء الكنائس إلا ونتفاجأ بطريقة عجيبه في فن ادارة الازمة ونجدهم يتعاملون أن مشاكل غلق الكنائس ليست مشاكل طائفية (وهذا ليس إلا تضليل). كما أنه لا يجوز طرح المشاكل الداخلية إعلاميا. (وهذا ايضا طمس للحقائق وتزييف للواقع). كذلك طرح هذه المشاكل يثير حفيظة أي مواطن متدين محب لدينه. (فهل هذا مغازلة للمتشددين ؟!). كما أن طرح المشاكل يسمح بتناول وسائل الإعلام المعادية للدولة المصرية لها، وتصوير أن هناك مشكلة بين الأقباط والدولة. (وفي هذا تهديد مبطن). كما ضم البيان أن المنيا تضم أكبر عدد من الكنائس والمطرانيات متجاهلاً أعداد المسيحيين واحتياجاتهم. (وهذه حيل دفاعية)، وللعجب فهذا ليس فكر شخص بعينه ولكنه فكر انتشر حتى ولو لم يُعلن! 
 
كما أنه يتعامل مع المطالبة بالحق الدستوري والقانوني في ممارسة الشعائر الدينية باعتبارها تطرفاً مسيحياً. (أليس هذا التطرف بعينه؟! ) والاكثر عجبًا هو قيام قوات الأمن بغلق المباني الكنسية دون الإشارة إلى إجبار أقباط على الصلح العرفي والتنازل عن محاضر الاعتداءات وغلق الكنيسة وعدم القبض على المتورطين في الاعتداءات.
 
فهل تتعنت هذه الاجهزة المحلية اتجاة مشاكل الاقباط بصورة غريبه وتواجهها بالتضليل، وطمس الحقائق، وتزييف الواقع، ومغازلة المتشددين، وإن لزم الامر الي تهديد مبطن، والتبرير بحيل دفاعيه رخيصة بل والي تخوين من يتمسك بحقوق الاقباط ؟! 
 
إن كان هذا فبحق نحن ندعم قطر (الفكر الارهابي) !! ونشجع كل من يقف ضد الاقباط وحل مشاكلهم .. 
 
فالمانيا بعدما انهزمت في الحرب العالمية الثانية رآت ان السبب في هذا هو انتشار النازية، فواجهوا النازية بكل عنف وأعدموا خمسا وثمانين قيادة نازية في يوم واحد في ديسمبر 1946. وأصدروا قوانين تجرم الفكر النازي وكانوا يلاحقونهم في كل الأماكن التي تغلغلوا فيها، ونشروا بدلاً منها ثقافة التنوير والعمل والبناء. 
 
اخيرًا يا سيادة الرئيس إن عجلة التنمية لن ولن تصل الي الهدف المرجو منها إلا بعد هدم هذا الفكر المتوغل في عقول القيادات قبل البسطاء وإلا فنحن لسنا ندعم قطر فقط بل ونحرث في البحر !!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد