كلمة من الرجاء ( غراب وأرملة ونهر )
بقلم / مدحت ناجى نجيب
أصعب مواجهة هى أن يقف العقل حاجزاً ضد الايمان ويصبح معطل للرجاء ، فالعقل لا يصدق كل شىء بل يفحص ويشكك فى كل الأمور ، العقل ضد المعجزات ، والرجاء يصنع المستحيل والمعجزات ، العقل لا يصدق أن يكون لابراهيم وسارة ابن بعد ان وصلوا الى سن لا يسمح لهم بالانجاب ، لكن الرجاء أعطاه اسحق ابن الموعد لأنه صدق المواعيد الالهية ، فالرجاء هو ينبوع من فرح يعزى النفس يجعلها تقبل كل شىء من يد الله بفرح وسلام . الرجاء قادر ان يقيم من هذه الحجارة أولاداً لابراهيم مهما تعقدت الأمور ومها ظهر الظلام واضحاً .
فى أيام المجاعة التى حدثت على الأرض فى أيام أبطال العهد القديم ( ايليا النبى – آخاب الملك – أيزابل الملكة الشريرة ) ...كان هناك امرأة ارملة فقيرة لها ابن وحيد ، وليس لديهم ما يأكلان إلا حفنة من الدقيق وكوب من الزيت يكفيان لصنع كعكة صغيرة ، وكان الموت يقف بينهم ينتظر عمل أخر كعكة ليموتوا بعدها ، وفجأة جاءهم النبى إيليا بأمر من الله لتعوله هذه الأرملة الفقيرة التى من صرفة صيدا ، واستقبلته المرأة بكل ترحاب ، وهنا قال لها " لا تخافى أدخلى وأعملى كقولك ولكن أعملى لى منها كعكة صغيرة أولاً واخرجى بها ثم اعملى لك ولابنك اخيراً " ،
لقد دخلت المرأة فى تحدى قوى ، ليس لديها إلا ما يكفى لعمل فطيرة لابنها الوحيد ، فهل تفعل للنبى إيليا اولاً وتترك أبنها وحيدها ليموت جوعاً ،... بعد لحظات من تفكيرها ...فقد حسمت الموقف لصالح الرجاء فى مواعيد الله ، لقد صدقت ما قاله لها ايليا النبى " لأنه هكذا قال الرب إله اسرائيل ان كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذى يعطى فيه الرب مطراً على وجه الأرض " ، نعم انه الرجاء الذى آمنت به هذه المرأة ولأنها صدقت كلام ايليا النبى وهو كلام ضد العقل البشرى ولكن بمنطق الايمان والرجاء فهو أمر طبيعى لا يخضع للنقاش أو الجدال . وفى هذه القصة نجد أبواب الرجاء التى يفتحها الله لكل من ايليا النبى وهذه الأرملة الفقيرة ،
لقد ذهب ايليا النبى إلى صيدون وهى بلد إيزابل الشريرة وأيضاً المكان الذى يعبدون فيه البعل وذلك ليعلم الله ايليا النبى درس فى الرجاء و أنه فى يده القوية محفوظ ، ولا يستطيع أحد ان يمسه دون أذن منه شخصياً ، فالله أرسله إلى بلد اعدائه لأنه قادر أن يحميه من وجه الشر وهو فى بلاد اعدائه - لقد سبق سرد هذه القصة - ان الله ارسل ايليا الى نهر كريت وهو نهر فى مقابل الأردن ، وهو نهر صغير اذا ما قورن بنهر الاردن ، لقد أرسله إلى هذا النهر الصغير ليعوله منه وهو يعلم انه سيجف يعد فترة صغيرة ، فالله يستخدم الاشياء الصغيرة ليصنع بها المعجزات ليكون فضل القوة لله لا منا ، كما أنه بستخدم غراب ليحمل له الطعام يومياً صباحاً ومساءا مما يجعلك تتسائل كيف يحمل الغراب خبز ولحم دون أن يأكله وهذا ضد الطبيعة والعقل والمنطق ، لكن بالرجاء كل شىء مستطاع للمؤمن ، انبياء البعل جاعوا أما ايليا نبى الله كان يحيا وسط المجاعة .
لعلك الآن تكون قد لمست يد الله التى تستخدم أصغر الاشياء لتصنع بها المستحيل ( غراب وأرملة فقيرة ونهر صغير ) انقذا ايليا النبى فى زمن المجاعة ، أذن اولاد الله محفوظون وكما فعل الله مع ايليا النبى يفعل معك أيضاً لان الله هو هو لا يتغير هو امس واليوم والى الآبد . إلى هنا اعاننا الرب " من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يآمر " مراثى آرميا 37:3
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :