دمشاو هاشم "حصان طروادة" لصناعة التفكك
سليمان شفيق
الخميس ٦ سبتمبر ٢٠١٨
كتب نيافة الانبا مكاريوس علي صفحتة :
(أقباط "دمشاو هاشم" يصلون في الشارع على أحد المتوفين.
سليمان شفيق
إنتهى منذ دقائق القس أنطون مع أقباط قرية دمشاو هاشم من الصلاة على جثمان أحد الرجال المتوفين ويدعى "وديع حبيب حنين" ٦٨ سنة، والذي توفى نتيجة ظروف صحية، وذلك في الشارع حيث لا توجد كنيسة للأقباط هناك، وقد تمت الصلاة تحت حراسة أمنية مشددة، نياحاً لروحه وخالص تعزياتنا لاسرة المتوفي.)
يقول الانبا مكاريوس في التوضيح الاخير الذي اصدرة بعد الارهاب الذي حدث في دمشاو هاشم جاء فية : (فقد تواترت انباء منذ عدة ايام عن عزم المتطرفين القيام بالهجوم ، وتم ابلاغ الجهات المعنية ، ولكن قوات الامن وصلت القرية بعد قيام المتطرفين بالهتافات التحريضية ثم التعديات المذكورة ) ، اي ان الجهات المعنية كانت تعرف ولم تتحرك او تبلغ ، ويضيف التوضيح من الانبا مكاريوس ما يفضح اشياء كثيرة ويقول :(كان المتطرفون في قرية مجاورة تدعي عزبة سلطان قد فعلوا نفس الشئ منذ اسابيع ، وبسبب عدم الردع انتقلت العدوي الي هذة القرية ـ يقصد دمشاو هاشم ـ ) ؟!!
الامر لايحتاج تعليق ؟! ثورتين 25 يناير و30 يونيو ، ودستور ، وقانون لبناء الكنائس ، ورئيس يزور الكاتدرائية في القاهرة ويصفها بأنها بيت من بيوت الله ، ويتبرع لبناء كنيسة ، ولكن علي العكس تماما في المنيا ، هناك تطور نوعي: فالمطالبة ببناء كنائس لا تلقى استجابة ووصل الامر ليس للاعتداء علي ممتلكات الاقباط ونهب مال وذهب وتحطيم اجهزة ، ومنعهم من الصلاة فحسب في دمشاو هاشم ، بل سب وقذف المسيحية والكنيسة بشكل معلن في هتافات وعلي صفحات التواصل الاجتماعي ، يحدث كل ذلك رغم ان كل المعلومات كانت مرسلة "للاجهزة المعنية " ، وموجودة علي صفحات المعتدين والمحرضين ، ولم يتخذ الامن اي اجراءات احترازية او وقائية ؟!!
هكذا يتحرك الاسلاميين دون معلومات مسبقة من اجهزة المعلومات ، ومع مع احترامنا لمئات الشهداء من الشرطة ، فأن التنظيمات المتطرفة في المنيا للاسف تمتلك من التنظيم ما يتخطي مهنية من يتصدون لها ، واؤكد لك ان هناك تخطيط من المنظمات الارهابية والمتطرفة لتعكير المناخ بينك وبين الاقباط في الولايات المتحدة قبل سفرك الي هناك .
واذا اعدنا النظر في السنوات الماضة وقبل سفرك الي الولايات المتحدة نجد أن هناك مخططات مسبقة لاثارة الاقباط مثلما حدث في موضوع سيدة قرية جبل الطير وما اثير حول خطفها ثم عودتها بعد تدخل الرئاسة في سبتمبر 2014 ، وشاهدنا كيف تدخلت الشرطة وضربت وحطمت منازل أهل القرية ، ثم فى الوقت الذى تستعد فيه مؤسسة الرئاسة لأول زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسى للولايات المتحدة الأمريكية فى عهد رئيسها الجديد دونالد ترامب، اشتعلت أحداث طائفية بنجع الحميدات بقرية العديسات بالأقصر، بعدما حاصر متشددون منزل فتاة قبطية، زعموا أنها اعتنقت الإسلام مطالبين أسرتها بالكشف عنها، الأمر الذى تسبب فى وقوع اشتباكات بينهم وبين رجال الشرطة، الذين حرصوا على إخماد الفتنة قبل تفاقمها
هكذا تتم تلك الفتن حتي ان اي صحفي وباحث في الشأن القبطي اصبح يدرك ان قبل سفر الرئيس لابد من ان القوي المناهضة سوف تبتكر حيلة لكي تثير الاضطراب الطائفي .. والسؤال لماذا لم تتوقع الاجهزة المعنية تلك الخطط رغم انها اجهزة معلومات بالاساس ، والمثير للاندهاش هوماذكرة الانبا مكاريوس في توضيحة السالف (فقد تواترت انباء منذ عدة ايام عن عزم المتطرفين القيام بالهجوم ، وتم ابلاغ الجهات المعنية ، ولكن قوات الامن وصلت القرية بعد قيام المتطرفين بالهتافات التحريضية ثم التعديات المذكورة )
كذلك تجدر الاشارة الي سؤال :لماذا المنيا ؟
رصدت الدراسة التي اعدها الباحث اسحق ابراهيم ان هناك ، سبعة وستين حالة توتر وعنف طائفي، بمختلف مراكز المحافظة، وهذا الرقم لا يتضمن حالات العنف والاعتداءات على الكنائس والمباني الدينية والممتلكات الخاصة التي تعرض لها الأقباط خلال الفترة من 14 إلى 17 أغسطس 2013، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، والتي جاءت انتقامية لاحتجاجات المصريين وعزلهم الرئيس الأسبق محمد مرسي من جانب، وذلك حتى يكون تحليل هذه الأحداث عاكساً للمسببات الطبيعية المختلفة والظروف الموضوعية والمآلات التي نتجت عنها، بعيداً عن عمليات الشحن والتحريض التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين والداعمين لها اثناء هذه الفترة.
بؤر التوتر والعنف: الجغرافيا والأسباب
كل مراكز محافظة المنيا التسع شهدت أحداثاً للتوتر والعنف الطائفي خلال الخمس سنوات الماضية، كما هو موضح من الشكل أعلاه، جاء مركز المنيا في المقدمة بعدد 20 حادثة بنسبة 30% من الإجمالي، ثم مركز سمالوط بعدد 14 حادثة بنسبة 21%، أي أن مركزي سمالوط والمنيا اللذان يقعا في منتصف المحافظة شهدا وحدهما أكثر من نصف حوادث التوترات والاعتداءات الطائفية. ثم جاءت مراكز دير مواس، بني مزار، أبو قرقاص، ملوي، العدوة، مطاي، مغاغة بنسب 12%، 9%، 7%، 7%، 6%، 5%، 3% على الترتيب.
من حيث توزيع هذه الأحداث على القرى، فقد وقعت في 44 قرية ومدينتين، وهو ما يمثل 12.3% من إجمالي عدد القرى في المحافظة، وكان من بينها 18 قرية تتبع مركز المنيا، وسبع قرى بمركز سمالوط.
وقد لوحظ أن:
- في بعض الحالات كانت الاشتباكات بين قريتين متجاورتين، مثلما حدث بين قريتي نزلة عبيد-سكانها مسيحيين-والحوارتة – سكانها مسلمين-بمركز المنيا، وتكرت التوترات بينهما مرتين لأسباب مختلفة، أحدهما للتحرش بمسيحيين عقب عزل الرئيس المعزول محمد مرسي، والثاني لقيام مسيحي من قرية نزلة عبيد بالشروع في البناء على قطعة أرض تقع بزمام قرية الحوارتة. وبالمثل وقعت اشتباكات وتحرشات عدة بين قرية الريومون – سكانها مسلمون -والبياضية – أغلبية سكانها مسيحيون – بمركز ملوي، ذلك لأسباب متعددة لعل من أبرزها انتشار شائعة بقيام مسيحيي البياضية بمنع مسلميها من الصلاة بمسجد القرية، وعلى آثر ذلك قام مسلمون من الريومون المجاورة بقطع الطريق على قرية البياضية والتحرش بمسيحيها والاعتداء عليهم وترويعهم بإطلاق الأعيرة النارية عليهم.
- في كثير من أحداث العنف، بالرغم من وقوع المشكلة بين أهالي القرية الواحدة لكن يتم حشد أنصار من خارج القرية، للاعتداء على المسيحيين بداخلها، فتنتقل التوترات الطائفية لعدة قرى متجاورة، تشهد أعمالاً للسلب والنهب والاعتداء على الممتلكات، وهو مؤشر خطير على إمكانية انتقال الاشتباكات لدائرة واسعة من القرى، مما يزيد من الخسائر، ويصعب من التوصل لحلول سريعة. كان من أبرز الأمثلة على ذلك، ما حدث بقرية بني أحمد الشرقية – ذات الأغلبية المسيحية-عبر مشاجرة على خلفية دعم الرئيس المعزول محمد مرسي، وفور اندلاع الأحداث تم حشد مسلمين من قرى مجاورة منها بني أحمد الغربية وريدة وبني مهدي وطهنشا للذهاب إلى قرية بني أحمد الشرقية، والمشاركة في أعمال النهب والحرق لممتلكات أقباط، بخلاف ما حدث في هذه القري نفسها من اعتداءات على جيرانهم الأقباط، وعلى الكنائس المجاورة. لم تكن حالة بني أحمد الشرقية هي الحالة الوحيدة، فهناك حالة قرية نزلة فرج – أغلبية مسيحية بها-والتي شهدت حشد من القرى المجاورة مثل الحوارتة والدوادية والمقرقر وعرب المساعيد للاعتداء على سكانها بعد مشكلة راح ضحيتها مواطن مسلم من القرية.
- استمرار التوتر والاعتداءات لفترة طويلة قد تصل لعدة أسابيع بدون وضع حلول جذرية، ففي قرية الجلاء (الشروبي) وقعت اعتداءات عدة مرات على أقباط بسبب رفض مسلمي القرية إعادة بناء كنيسة العذراء بعد الحصول على الموافقات الرسمية إلا وفقا للشروط القاسية التي وضعوها، ونظمت عدة جلسات عرفية برعاية القيادات التنفيذية والشعبية للتقريب بين الجانبين، لكن استمرت عمليات إتلاف المحاصيل الزراعية للأقباط لعدة أسابيع.
- قرية دلجا بمركز دير مواس، هى أكبر قرى المحافظة سكاناً، وقع خلال فترة الدراسة 4 أحداث طائفية عنيفة، بخلاف ما وقع أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة والتي شهدت عمليات واسعة للاعتداء من نهب وحرق كنائس دير السيدة العذراء والأنبا آبرام ومبني الخدمات التابع للكنيسة الكاثوليكية وعشرات المنازل ومقتل قبطي، إضافة لما وقع قبل العام 2010، وهو ما يعكس وجود توتر وشحن مستمر منذ عدة سنوات دن تدخلات حقيقية للتعامل معه.
- هناك أربع قري تكررت فيها الاشتباكات ثلاث مرات، بما يشير إلى أنها بؤر للشحن الديني، وإمكانية تكرار نفس التوترات في المستقبل، وهي: البدرمان ونزلة البدرمان بمركز دير مواس، بني أحمد الغربية ونزلة عبيد بمركز المنيا. في ثماني قري تكررت الاعتداءات مرتين منها نزلة فرج الله، أبو العباس، برمشا، بني أحمد الشرقية، أبو سيدهم.
- الان يبرز محور جديد ينتقل من قري قديمة الي قري جديدة مثل عزبة سلطان ودمشاو هاشم ، ويهمل او يتغافل او الامر في الاجهزة المعنية ومن ثم نحن أمام "بروفة " اكبر من الاعتداء علي الاقباط لان تلك القري معروف اغلبها بالعلاقات مع الجماعات المتطرفة في ليبيا واغلب تلك القري بها تجارة سلاح بل ومعروف من تحليل مضمون ما يكتبة "مجاهدين" تلك القري علي صفحاتهم علي التواصل الاجتماعي أن ما يعدونة اكبر من منع صلاة الاقباط او حتي دفن موتاهم بل المستهدف هو الوطن ، والنظام والرئيس .
اللهم اني ابلغت اللهم فاشهد .