الأقباط متحدون - بين الأسقف ابيفانيوس (الأول) ......والأسقف ابيفانيوس (الثاني)
  • ٠٢:٣٢
  • السبت , ٨ سبتمبر ٢٠١٨
English version

بين الأسقف ابيفانيوس (الأول) ......والأسقف ابيفانيوس (الثاني)

مقالات مختارة | Joseph Moris Faltas

٢٢: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٨ سبتمبر ٢٠١٨

الانبا ابيفانيوس
الانبا ابيفانيوس

في ذكرى الأربعين لإنتقالك الي عالم النور
منذ حوالي عشر سنوات تعرفّتُ عن قرب علي ابيفانيوس (الأول) أسقف سلاميس بقبرص في القرن الرابع وذلك من خلال دراسة شخصيته وكتاباته العميقة وترجمة ونشر مفالة له الي اللغة العربية عن الأصل اليوناني والتي حملت عنوان " نزل الي الجحيم من قِبَل الصليب " ، يتأمل فيها أحداث يوم الجمعة العظيمة وموت المسيح له المجد بيد أعداؤه ،

ويجري فيها حواراً افتراضياً رائعا مع كل من يوسف ونيقوديموس وما فعلاه بجسد رب المجد حتي دفن القبر .

وشاءت العناية الإلهية أن يضع الرب في طريقي ابيفانيوس آخراً ولم تكن المعرفة هذه المره من خلال الاوراق والنصوص ... بل عرفته حينذاك وجهاً لوجه منذ اكتر من عشرين عاما كأحد الرهبان الأتقياء بدير القديس مقاريوس العامر.. وتقاربنا وتحاببنا في المسيح وبالأكثر عندما صار أسقفاً ورئيساً للدير ومشاركاً في فاعليات عديدة حضرناها معاً في مصر والخارج ، وصارت تجمعنا هموم وآمال ..فما كان يكف عن الحديث عن مجد الكنيسة وتراثها الغني الذي عاشه واختبره بعمق ووعي وعن كيف يمكن ان يتاح للكل ان يشاركه فيما حباه الرب اياه من استناره ووعي وحب لشخص المسيح ولعروسه الكنيسه .

وفي هذة المناسبة لم أجد أجمل ولا أعمق من كلمات ابيفانيوس (الاول) اسقف سلاميس لأرثي بها ابيفانيوس (الثاني) اسقف ورثيس دير القديس مقاريوس ، وأن استعير بعضاً من كلمات القبرصي وهو يحاور يوسف ونيقوديموس وهما يعدان جسد الرب للدفن.. وبتصرف أخاطب بها آباء مجمع الدير الذين حملوا جسد المقاري وأبي الجبيب وهو ملطخ بالدماء مثل سيده ،ذبيحه حب وبذل وشهاده حق . والتشبيه دائما مع الفارق . ألاَّ اننا واحد في الجوهر مع المسيح حسب طبيعته البشرية .وهو الذي أخذ ما لنا وأعطانا الذي له.

آبائي ...
+ألم ترتعدوا عندما حملتم علي آياديكم هذا الذي كانت ترتعد أمام صلواته الشباطين ؟
+وأي خوف اعتراكم وأنتم تعرون جسده من الثوب الأسود الذي كان يستره ليدفن بثوب الكهنوتي ؟
+وكيف كان خشوعكم وأنتم تغلقون عينيه وهو الذي كانت كلماته وحياته نبراساً لكثيرين؟
+أكدوا لي بالحقيقه أنكم دفنتم أبي ووجهه ناحية الشرق كما كان يتطلع دائما الي أصل كل شروق .
+هل أغلقتم عينيه بأصابعكم كما يليق بكل ألأموات وهو الذي ساعد الكثيرين لإستعادة بصرهم الروحي ؟
+هل أغلقتم فم مَنْ كان ينادي مجاهرا بالحق بغير محاباة للوجوه ؟
+هل قيدتم حركه يديه وهو الذي لم يهدأ عن الحركه والخدمه في كل مكان بأصاله التعليم وأمانة الرسالة ؟
+ربما حملتم علي النقالة ذلك الذي كان يحمل هموماً فاقت الجبال ثقلا ووهنت لها أكتاف الكثيرين منا .
+ أي لحن جنايزي انشدتم لذلك الذي تغنت المسكونة بسيرتة العطرة؟
+ربما سكبتم طيبا علي جسده المبارك والمدشن بالميرون لتفوح رائحه اعماله الحسنة عندما انسكبت روحه الطاهرهة علي تراب ديره ليعطره للابد .
+هل تجرأتم ومسحتم رأسه الدامي وهو الذي أخضع رؤؤس تائبه لطاعة المسيح رأس الكنيسة ؟
+ هل غسلتم جسده بالماء وهو الذي غسل بأتضاعه ومسكنته ما علُق في نفوس كثيره من تكبر وشموخ ؟
+هل بكيتم عليه كميت وهو الذي كانت دموعه تسيق كلماته عن القيامة والحياة الأبدية؟
+هل نوحتم علي ذلك الذي كانت ابتسامته الوديعة تزيل من النفس كل هم وحزن ؟

آبايي
+طوبي لأيديكم لأنها لمست اليدين اللتين اعتادتا ان تحملا جسد الرب ودمه في خوف ورعده .+طوبي لاعينكم لأنها القت نظره الوداع علي أعين تطلعتا دائما نحو السماء .

+طوبي لوجوهكم التي واجهتم بها الوجه الذي أشرق بنور المسيح .

+طوبي لأيديكم لأنها حملت ذلك الذي حمل في نفسه اوجاعه والكثيرين معه .

والذي ارتعدت من صلواته الشياطين قد حملوه اخوته وابنائه علي اكتافهم لينقلوه ليسنريح من اتعابه ولتحمل نفسه الطاهره أجناد الملائكه الي عالم النور .

لتكن ذكراك للأبد ابي الحبيب فمثلك لا ولن تنسيه الأيام او السنون
واذكرني يأابي امام عرش النعمة
نقلا عن الفيسبوك
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع