الأقباط متحدون | لا تُحاربْ رَغْبتكَ في الطلاق , لكن إنتبه .. يقول الرب: أمّا أنَا .. !!!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٤٠ | الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١١ | ١٢أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا تُحاربْ رَغْبتكَ في الطلاق , لكن إنتبه .. يقول الرب: أمّا أنَا .. !!!!!

الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١١ - ٤١: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم :نبيل المقدس
يُقال : لا تُحارب رغباتك التي لا تَسُر الله, فمحاربتها يزيدها تفاقما وإصرارا .. كما أنها توجه إنتباهك إليها . وهناك عُرف يقول " أن مَنْ يمتلك إهتمامك يمتلكك أنت أيضا " . لذلك يقع كثيرون في تجربة فكرة الطلاق ويسقطون فيها في اللحظة التي يحاربونها . أما إذا توقفت عن محاربة فكرة الطلاق ... وبدلا من ذلك أن تُسلم هذه الفكرة الشيطانية لله فإن إنتباهك سوف يتحول منها إلي التفكير في محبته... ويصبح نظرك مُتوجها إليه وحده. " لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا : متي 6 – 21 " .. الإنسان لن يأخذ من هذا العالم إلاّ ذاته , وكلما جاهد لتهذيب هذه الذات , عظم كنزه السماوي. معني هذا أن كل ما (يعتز) به الإنسان موجودا في الأرض , سيصبح إهتمامه في الأرض وللأرض . أما إذا كانت عينيه دائما علي الأبدية , فإن متاع هذا العالم سيتضاءل في نظره.
فعلا .. وكما قال أحد الوعاظ لو إتجه الإنسان بفكرهِ وأعمالهِ لكل المتع الأرضية , فإنه يترك العالم ضجرا ناقما .. لكنه لو إتجه بأفكاره إلي العالم الآخر , فإنه يترك العالم مبتهجا ومسرورا لأنه سيمضي إلي الله .


لم يقصد الرب يسوع من هذه الاية أن يخبرنا بتفاهة العالم وأنه بلا قيمة , لكنه كان يكرر دائما أن أهمية هذا العالم ليست في ذاته , بل فيما يؤدي إليه . إن هذا العالم ليس نهاية الحياة , بل هو مرحلة علي الطريق , لذلك علينا أن لا نضع قلوبنا فيه .. بل علينا أن نتطلع دائما إلي ما وراء هذا العالم.
يُقال بل هي الحقيقة ... إذا إقتنعت أو قبلت فكرا أو رأيا معينا لوقت ما فإن هذا الرأي يصبح عملا , شاءت إرادتك أو لم تقبله ... الأفكار تتحكم في المصير , فإذا سمحتَ لفكرة الطلاق أن يشغل فكرك فلا تتوقع أن ينقذك الله من السقوط فيها .



يُقال ... أن ال المناسب للقضاء علي أي عمل نجس هو في بدايته قبل إجتيازه الخط الأحمر .. يقول بولس في رومية 13 : 13 -14 " لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد , بل إلبسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات " . وهذه الاية تعني أن تغلقوا أذهانكم في وجه الأفكار المغلوطة ولا تصنعوا تدبيرات لها ولا تفكروا في كيفية إتمامها لتجنب إنتقال هذا الفكر إلي مرحلة العمل ... بل عليكم أن تجعلوا المسيح في المشكلة من بداية ظهورها ويظل معك يعمل حتي ينقذك من سقوطك فيها . وأتذكر قصة جميلة كنت أعرفها منذ الصغر وهي بإختصار شديد ( طَرَقتْ الخطيئة بابي .. فقلتُ للمسيح يسوع أن يري مَنْ بالباب , وعندما فتح الباب لم يجد أحدا ...)
الطلاق خطيئة ... صحيح أتي ذِكرهُ في العهد القديم , حيث أنه كان مُشرعا , لكن اليهود أساءوا تفسيره ففي سفر تثنية 24 : 1 تقول الشريعة ( إذا أخذ رجل إمرأة وتزوج بها فإن لم تجد نعمة في عينيه لأنه وَجَدَ فيها عَيْبَ شَيْء ,و كتب لها كتاب طلاق ودفعَهُ إلي يَدِها وأطلقها مِنْ بيتِهِ .) طبعا هذه الآية يحفظها كل مَنْ بريد أن يفكر في الطلاق , وأنا أتصور بل مؤمنا تماما أن هؤلاء القوم لا يحفظون أو يدركون إلا غيرها من مُجمل الكتاب المقدس بعهديهِ .. لأنهم كما قلنا سابقا أنهم وضعوا كل تركيزهم في عملية الطلاق , وربما إتخذوا الكثير من طرق الحل لكي يتجنبوا الطلاق , لكنهم وبكل تأكيد نري أن فكرة الطلاق هي التي إحتلت عقولهم , وفكرهم. مقتنعين بالآية السابقة .. وهم لا يعرفون ظروف أو تفسير هذه الآية ... والمشكلة في هذا القوم الذين يريدون وينشدون ويقفون في تظاهرات كانوا رجالا أم سيدات , أن هذه الآية لا تنطبق إلا علي الرجال فقط .. أي علي السيدات اللاتي يردن الطلاق طبقا لهذه الآية يأخذن بعضهن إلي منازلهن طالبات المغفرة والتوبة . أما الرجال فعليهم أن يدققوا في تفسير هذه الآية التي تتركز في عبارة " وجد فيها عيب شيء " حيث تم تفسيرها طبقا لمناهج (شمعي) والتي هي الأكثر صحة وقولا لأنه كان يميل إلي التفسير المستقيم الذي فيه نوعا من عدم البحبحة أو التجاوزات أو تمويع المعني وتحميله أكثر من حجمه .. فقد كان يُقصد من هذه العبارة هو فقدان العفة عند الزوجة .. وهذا ينطبق تماما علي قول الرب في انجيل متي الأصحاح 5 : 31 – 32 " 31وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَق. 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي."



واضح جدا من الاية السابقة أن الطلاق هو خطيئة , وهو من عمل الشيطان , فقد قال الرب : " أما أنـــا " فهي كلمة تدل علي كلام إلهي , لا يمكن تجاهلُهُ .. فقد جاء الله علي الأرض متجسدا في يسوع المسيح لكي يُصحح كثيرا من المفاهيم المغلوطة والتي تعمد اليهود تفسيرها طبقا لشهواتهم وأغراضهم المادية .. فالطلاق خطيئة إلا لعلة الزنا .. فهي إحدي التعاليم التي القاها الرب يسوع علي الجبل والتي تنطوي تحت عبارة " أمــــــا أنــــــا " ومنها :
** «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَ(أَمَّــا أَنــَا) فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ ... متي 5 : 21 – 22 .
** «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَ(أَمَّــا أَنَــا) فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ... متي 5 : 27 – 28 .



وهناك الكثير من الآيات وخصوصا في هذا الأصحاح تحوي ( أمــا أنــا ).. فقد استجبنا لكل التوصيات التي خرجت من فم الرب ... لكننا تغاضينا عن وصية عدم الطلاق ... وأبدعنا في تبريراتها , وإخترعنا الحالات التي وجب فيها التصريح بالطلاق , وكتبنا التوصيات وجعلنا من أنفسنا نواب الرب علي الأرض فخرجت الفتاوي , فأصبح لنا محامين وقضاة شرعيين , وأخذنا نتلذذ في رفع دعاوي الطلاق , ودعاوي ضد الكنيسة لرفضها التصريح بكسر وصية الله .. وأدخلنا أنفسنا في مواضيع بعيدة كل البعد عن الإيمان الحقيقي للمسيحية , وإختزلنا حياتنا المسيحية في موضوع الطلاق والزواج الثاني وكأننا سوف نعيش العمر الأبدي علي الأرض ... وادخلنا في قاموسنا كلمات دخيلة مثل النفقة وجداول المواعيد لرؤية الأبناء ... حتي وصل بنا في بعض الأحوال إلي إجراءات الخلع والزواج العُرفي أو التحول إلي دين الآخر وكأنه ينتقم من الكنيسة بتحوله , وهو لا يدرك أن الكنيسة لا حول ولا قوة في تغيير وتزييف كلمة الرب.



قم ياشباب اليوم قبل الزواج أو بعده , بدراسة كيف يمكن أن تجعل الحياة الزوجية سعيدة ونافعة . من واجب كل كنيسة أن تقوم بوضع مناهج ودراسات بجانب الدراسات الروحية في كيفية إنشاء بيت علي الصخر , يقاوم العواصف والأمطار ..
ونصيحة إلي مَنْ يعتقد في الحب مِنْ " أول نظرة " .. عليك أن تلقي بالنظرة الثانية لأن النظرة الأولي غير كافية , فربما تغلب عليها الشهوة أو الإعجاب الكاذب .. أما النظرة الثانية تساعدك علي معرفة الآخر وتوجهاته وأخلاقياته و أمزجة كل واحد فيكم لكي يدرك كيف يتعامل معه .. حتي لا تنجرف إلي فكرة خطيئة الطلاق ..!
ايها المسيح الطاهر القلب هبني طهرك إذ أني أريد قوتك .. فالطهر والقوة مرتبطان .. أريد أن يرتبطا في حياتي وأبني بيتا ليكون منارة لرفع اسم مجدك .
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :