الأقباط متحدون - إذن هي ثقافتكم وليس عمل فردي
  • ١٨:٣٤
  • الأحد , ٩ سبتمبر ٢٠١٨
English version

إذن هي ثقافتكم وليس عمل فردي

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٣: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ٩ سبتمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
د. مينا ملاك عازر
كنت أظن فيما قبل، أن أي عمل صبياني إرهابي ضد مسيحيي مصر، لا يزد عن كونه فشل أمني، تتويج لجهد ثقافي فاشي، يتأسس منذ الصبى أو على جذور مادية ضعيفة أو فكرية ضحلة، كنت أتوهم أن المواءمات الأمنية والحكومية مع السلفيين وأحزابهم السياسية هي التي تترك الفرصة لهم أن ينهبوا وينهشوا في أجساد وعقول المصريين، ناهيك عن ممتلكاتهم التي صارت نهباً في وسط غياب أمني متعمد برغم تغيير القيادات.
 
كل هذا كنت أظنه في وقت دخول الشرطي وسط صحن الكنيسة هاتفاً بإعلانه عن قناعة كفر هؤلاء المصرين، وأظن أنه لو كان لديه سلاح لكان قد ارتكب مجزرة، هذا يعيد للأذهان أمين شرطة سمالوط الذي عاس في خمس مسيحين ومسيحيات في قطار الصعيد قتلاً وإصابات، وذلك قبالة ثورة يناير بأيام، وقتها قالوا أنه مختل، وكان الخلل الحقيقي في عقلية الشرطة التي نفت عن أن من بين رجالها إرهابي سافر، كشف عن وجهه واختار اختلاله بعناية فائقة المسيحيين لينفذ فيهم أمارات اختلاله، لكن الشرطي الذي هتف بكفرهم لم يكن مختل، ولا كل رجال الشرطة الذي جلسوا بمراكزهم الشرطية آمنين لا يحركوا ساكناً حتى يتمم السلفيين والإرهابيين أعمالهم الإرهابية حيال مسيحيي مصر في صعيد مصر وفي العامرية وغيرها عملياتهم الدنيئة كانوا تعبير آخر عن الاختلال في العمل الشرطي وليس الاختلال العقلي الذي وسموا به أمين شرطة سمالوط.
 
فقط المسألة تكشف أن ما يجري عبر عن ثقافتكم وليس عمل فردي، من بين رجال الشرطة تتبعوا تخاذلكم المنظم، وتواطؤكم المرتب، وفشلكم المتعمد، وتقاعسكم الفج، وقبضكم المتساوي على أعداد متساوية من الطرفين لتتم التسوية الحقيرة التي دأبتم على رعايتها، إما بجلسات عرفية أو بشكل قضائي يضطر فيه القاضي لتبرئة الجانب الذي تحموه، والذي يحميكم، والضغط على الجانب المجني عليه الذي تكرهونه وتكفرونه، ولولا الملامة لانضممتم لصفوف كتيبة مجاهديه وقاتليه.
 
آخر القول في هذا المقال، وليس آخره مطلقاً - بإذن الله- شرطة مصر برغم تغيير القيادات العليا على مر التاريخ، منذ سبعينات القرن المنصرم وحتى لحظة كتابة هذه السطور، تعبر عن توجه الدولة المحبذ لاضطهاد المسحيين بشكل ممنهج حتى تبقى ثمة فزاعة تخيف المصريين بأثرهم من وصول فصيل إرهابي للحكم، ويبقى لقادة الدولة السيطرة على الشارع الخائف ،مع أن المصريين لو اتعظوا مما فعلوه في الجماعة الإرهابية والأكثر تنظيماً لاطمأنوا أن الأمور قد تجري أفضل مما هي عليه لو اختاروا اختيار دقيق وجيد، يجعل الشرطة تصحو من غفوتها، بيد أن الأمور أكثر سوءاً مما سبق، إذ أن بحق، الشرطة ليست فقط تشرف على عمل اضطهادي ممنهج وتتواطأ لتنفيذه، بل هي نفسها تضطهد وتنكل وتحمل بين جنبات رجالها في عقولهم قناعات تكفيرية، يستحون من إظهارها لحفظ ماء وجه الدولة، مكتفين بإطلاق زبانيهم الذين لا يكفوا عن القيام بأكثر من الواجب الاضطهادي حيال المضطهدين.
 
عفوا لو كانت كلماتي قاسية، فهي الحقيقة، هكذا تؤلم ولكن إن واجهنا أنفسنا بها وعالجناها أرحنا واسترحنا.
 
المختصر المفيد هناك اضطهاد للمسيحين تستريح له الدولة، وتطمئن له الشرطة وتؤمنه.