هروب جماعي لـ مذيعي التوك شو السياسي.. الأسباب والبدائل
منوعات | صدي البلد
٢٠:
٠١
م +02:00 EET
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٨
لم يعد هذا الصخب ملائمًا لإيقاع الأحداث.. الأوضاع السياسية استقرت، واهتمامات الجمهور تغيرت إلى قضايا أخرى ترتبط بالمعيشة والأوضاع الاجتماعية أكثر من ذي قبل.. لهذه الأسباب وأكثر باتت برامج التوك شو أكثر هشاشة أمام غيرها من القوالب البرامجية على الفضائيات.
لم تعد تحظى برامج التوك شو بالاهتمام الذي كانت تلقاه من قبل باستثناء عدد قليل منها ظل صامدًا ربما لبعده عن التكلف وتعمد الاقتراب من المشاكل اليومية للمواطنين، بينما انسحب منافسون كثيرون إلى برامج ذات طبع وشكل مختلف.
مفهوم التوك شو
ويرى الإعلامي رامي رضوان مفهوم "التوك شو" في الأساس وُلد في مصر وعاش في مصر.. وليس موجودا في أي مكان آخر بالعالم ولن تجد أي برنامج في الإمارات مثلا أو السعودية أو أمريكا أو إنجلترا فيه مذيع يقول وجهة نظره في الأخبار، لكن هناك برامج إخبارية تقوم على حوارات مع مسؤولين ومواطنين.
ويضيف: "يمكن الإعلام في غياب البرلمان كان يلعب دور الرقيب على مؤسسات الدولة وبعد تشكيل البرلمان كان من المفترض أن يعود الإعلام لدوره".
يكمل رامي رضوان: "ولا أستطيع أن أضع كل برامج التوك شو في سلة واحدة فهناك من يطرح وجهة نظره دائما والناس بتحبه عشان كدة وهناك من يحاول أن يكون على الحياد وهذا لا يعجب الناس في بعض الأحيان وبعض مقدمي التوك شو قارئ جيد ولديه قدرة على مناقشة الأخبار.
قائمة على الضجيج
تقول الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام السابقة، إن برامج "التوك شو" السياسية كانت قائمة في فترات سابقة على مبدأ ارتفاع الصوت والضجيج دون جدوى، فضلًا عن عدم التنوعية المطلوبة على الساحة الإعلامية لكافة برامج التوك شو، والتى لا تليق بالمحتوى المطلوب.
وطالبت وزيرة الإعلام السابقة، خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، بمعاينة ومراقبة ورصد هذه البرامج والمحتوى المقدم، مشيرة إلى أن برامج "التوك شو" تفتقر للبرامج الثقافية والمتخصصة والتي تتعلق بالاقتصاد من زراعة وصناعة وغيرها.
وقالت "أنا غير راضية عن برامج التوك شو السياسية، آملة في أن تتطور للأفضل فى الفترات المقبلة".
معكم منى الشاذلي
كما سبقت منى الشاذلي وكانت لها الريادة في برامج التوك شو من خلال "العاشرة مساءً" على قناة "دريم"، كانت لها المبادرة هذه المرة أيضًا من خلال برنامج "معكم منى الشاذلي" الذي جذبت به انتباه الجمهور من جديد وفتحت عين الإعلام على قالب جديد من فنون التقديم التلفزيوني.
منى الشاذلي اختارت ستوديو مفتوحًا، جمهورًا له علاقة بالقصة الاجتماعية التي تناقشها، تجارب إنسانية واجتماعية نادرة سواء على مستوى المشاهير أو العوام من الناس.
في الغالب استطاعت منى أن تهرب من ضجيج الأخبار وعشوائية التصنيفات إلى الركن الهادئ في الميديا، مع ضمانة الاستمرارية والجماهيرية التي تتميز بها منذ ظهورها.
محمود سعد وباب الخلق
حكاوي الخلق والبحث عن لقمة العيش بكل الأساليب والفنون المتاحة والمبدعة، من تلك النقطة انطلق محمود سعد ببرنامج "باب الخلق"، معلنًا هجرة التوك شو إلى هذا النوع من التناول الجديد والطرح المختلف.
محمود سعد فضّل الوصول إلى أصحاب القصص في محال إقامتهم وأعمالهم بدلًا من الاستضافة في الاستوديو، فتراه مع مصنعي العسل الأسود في قلب المصنع المنزلي في أسيوط، وتراه مرة أخرى يجالس عجوز ريفية أمام فرن بلدي.
تجربة صاحبة السعادة
الممثلة والمنتجة إسعاد يونس كان لها أثر كبير علق في أذهان الجمهور خلال مشواره الفني، لكن الأثر الأكبر حاليًا كان من خلال برنامج صاحبة السعادة.
التجربة نجحت إلى الحد الذي اختفت معها كل البرامج التي ظهرت بعدها في محاولة للتقليد، وذلك بسبب شخصية إسعاد يونس العفوية التي اعتمدت على الطرافة في التقديم وعدم التكلف في السؤال والاستماع الى الضيف أكثر من الحديث إليه.
الكلمات المتعلقة