- دراسة : انتشار الإسلام السياسي ادى إلى تفشى ظاهرة العنف الاجتماعى والسياسى و الطائفى
- تكريم شهداء ثورة يناير فى افتتاح مهرجان القلعة للموسيقى والغناء
- استعادة أثار مصر المسروقة من اولويات نقابة الاثريين
- فى ندوة بهيئة الكتاب : عوائق الديمقراطية فى مصرالتفكير الطائفى وانتشار ثقافة الاختلاف
- فى مجلة صباح الخير : القعيد يخشي من إعلان إمارة دينية في رمضـان من قبل السلفيين
وولف وأربع قطط!!
بقلم: ميرفت عياد
بدءًا ذي بدء، أحب أن أعرِّف القارئ بصديقي المخلص الذي لم أجد لوفائه مثيلًا بين البشر، وهو الكلب الوولف الذي امتلكه.. أما الأربع قطط فهى أربع قطط حديثة الولادة وضعتهم أمهم على سلم العمارة.. ومع كل مرة ينزل فيها الكلب للنزهة تحدث معركة ضارية بينه وبين القطة الأم التي تدافع دفاعًا مستميتًا عن جرائها.. فهي تريد منع الكلب من نزول السلم خوفًا على جرائها.. والكلب يريد أن ينزل للنزهة.. وهنا تعارضت المصالح تعارضًا لا حل فيه..
واستشطت غيظًا من تلك القطة المعتدية، فالعمارة ليست مسكنًا لها.. وقرَّرت في ثورة غضبي أن أستخدم القوة مع تلك القطة الوقحة فأضربها ضربًا شديدًا وأطردها خارج العمارة هي وجرائها..
المهم، لا أطيل عليك عزيزي القارئ.. ولكن أثناء غضبي خطر لي خاطر، فقلت لنفسي: لماذا أكره تلك القطة؟ وأتاني الجواب سريعًا، إنني لا أكرهها لأنها تلوِّث العمارة هي وجرائها، ولكني كرهتها لأنها كانت تريد أن تتشاجر مع كلبي العزيز المدلَّل..
وهنا ظهر صديقي اللدود (ضميري)، وأمسك بأقرب شئ حاد ووخزني به، والحمد لله إنه كان (خلة أسنان) وليس سكينًا.. وقال لي مؤنبًا بشدة: يا مفتريه، يا ظالمة، تريدين ضرب القطة والتنكيل بها لمجرد اجترائها على وحشك المدلَّل الذي يمكنه تمزيقها إلى مئة قطعة..
أقول لك عزيزي القارئ.. الحق أنني خجلت من نفسي، ونظرت في المرآة فوجدت صورة لأحد الجبابرة الذين سحقوا العديدين من الغلابة لمجرد أنهم دافعوا عن أنفسهم كما دافعت القطة عن جرائها.. ونظرت إلى تلك القطة وجرائها فوجدت فيهم صورة آلاف من شهداء الظلم والطغيان الذين كانت كل جريمتهم أنهم كانوا يريدون أن يعيشوا حياة كريمة..
ولكن ما علينا، المهم أنني وجدت حلًا وسطيًا، فأخذت الجراء الأربعة في كرتونة ووضعتها خارج العمارة، وعندما أتت أمهم لم تجدهم.. أخذت تبحث عنهم، ولكنها لم تستطع الاستدلال على مكانهم.. وهنا ظهر لي ضميري مرة أخرى.. ولكني فوجئت به يمسك بسكين ويسرع ورائي وهو يقول: يا عديمة الرحمة والآدمية، ها أنت الآن قد أخذت الجراء من أمهم وأبعدتيهم عنها، ماذا سيكون الحال لو لم تستدل عليهم وأكلتهم القطط الأخرى، أو الكلاب الضالة؟..
وبالرغم من عدم وجود جهاز للبيئة يحاسبني كما يحدث في أوروبا والدول المتقدمة.. إلا أنني كيف أهرب من حساب الله سبحانه وتعالى.. فتلك الأرواح الأربعة وإن كانت لقطط، ولكنهم أصبحوا مسئولين مني أن أحميهم وأطعمهم إن لم يجدوا أمهم.
وهنا، جال سؤال في خاطري عن ضمير المسئولين عن مئات الآلاف من سكان العشوائيات .. وعن المبيدات المسرطنة، وأكياس الدم الفاسد، والهواء الملوث، والطعام والماء الأكثر تلوثًا.. وعن قتل آلاف من البشر في العبارات والقطارات المحترقة.. أقول لهؤلاء المسئولين: لا تخافوا من عقاب القانون المدني أو الجنائي، فكلاهما يمكن الإفلات منه.. ولكن خافوا من العدل الإلهي الذي لا يوجد به استئناف أو نقض ولا دفاع ولا أحكام مخفَّفة بل عذاب أبدي.. نار لا تُطفأ ودود لا يموت .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :