الأقباط متحدون - السيسي ومحمد علي 1-2
  • ٠٧:٢٥
  • الاربعاء , ١٢ سبتمبر ٢٠١٨
English version

السيسي ومحمد علي 1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣١: ١١ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٨

السيسي ومحمد علي
السيسي ومحمد علي

د. مينا ملاك عازر
يحاول الرئيس السيسي جاهدا بناء مصر بحسب رؤيته التي قد نختلف أو نتفق حولها، لكنه يسعى بحسب ظنه وتكرار تجربة محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، وهذا رائع، ولكنك أبداً لن توفق في مسعاك يا سيادة الرئيس، طالما أنك تغض الطرف عن جرائم قطعان السلفيين مثل هجومهم الوحشي على أقباط قرية دمشاو هاشم بالمنيا منذ أيام، وإذا أردت يا سيادة الرئيس أن تحذو حقا حذو محمد علي وأن تعيد بناء مصر فإن عليك أولا أن تعرف ماذا فعل محمد علي مع هؤلاء الهمج السلفيين.

وبداية فأني أهديك سيادة الرئيس هذه القصة
في عام 1806 حدث خلاف بين تاجر مسلم وشخص مسيحي بسبب قطعة قماش تالفة وانتهت المشادة بأن التاجر المسلم قتل الرجل المسيحي وسارع التجار المسلمون لحماية زميلهم، والتستر عليه، والمطالبة بالاكتفاء بدفع الدية فقط لكن محمد علي تدخل شخصياً وأصر على إعدام التاجر المسلم، وهنا ثار الرعاع والدهماء ثورة عارمة بقيادة مشايخ الأزهر استناداً للحديث "لا يقتل مسلم بكافر" لكن محمد علي كان حازماً صارماً وأصر على إعدام القاتل، وبالفعل تم إعدام التاجر المسلم على رؤوس الأشهاد، فلا مجال عند محمد علي للمجالس العرفية ومعلش وعلشان خاطري وبيت العيلة إلخ، ولم يكتفي محمد علي بذلك بل أنه أرسل مندوباً من طرفه طاف بالأسواق، وأعلن للجميع أن الإعدام سوف يكون مصير كل من يجرؤ على تكرار هذه الفعلة الشنعاء، ومنذ ذلك التاريخ دخل الدهماء ومحرضيهم جحورهم رعباً وهلعاً، واستتب الأمن تماماً لمحمد علي طوال مدة حكمة 40 سنة، تفرغ خلالها محمد علي لإقامة نهضة كبرى، شملت كل نواحي الحياة تعليمية، وزراعية وصناعية وتجارية، وعسكرية وأصبحت مصر في عصره دولة كبرى.

هذا هو الدرس الأول الذي قدمه لنا محمد علي باشا فما رأيك يا سيادة الرئيس؟!.

لكن محمد علي لم يكتفي بذلك فلقد تميز عصره بالآتي:
1- كان الأقباط مجبرين على ارتداء أزياء معينة ذات لون أسود وكانت خاصة بهم وحدهم فقط، وذلك بقصد السخرية منهم والاستهزاء بهم، وقد ألغى محمد علي هذا التقليد وسمح لهم بارتداء الكشمير الملون، كما أمر محمد علي أيضاً بعدم إجبار الأقباط على ارتداء الجلاجل الحديدية التي كانت تسبب لهم إزرقاق عظام الترقوة.

2- لم يرفض محمد علي مطلقاً أي طلب لإصلاح كنيسة قديمة أو لبناء كنيسة جديدة

3- كان محمد علي أول حاكم مسلم يمنح الأقباط رتبة الباكوية عرفاناً منه بخدماتهم لمصر.

4- قبل محمد علي لم يكن مسموحاً للأقباط بركوب الخيل والبغال، وكان المسموح لهم به هو فقط ركوب الحمير، ولما جاء محمد علي سمح لهم بركوب كل الدواب شأنهم شأن المسلمين.

5- لم يكن مسموحاً للأقباط بزيارة الأماكن المقدسة لكن محمد علي سمح لهم بزيارتها، وأوصى بحمايتهم وإكرامهم عند زيارة القدس.

6- سمح محمد علي للأقباط بحمل السلاح وذلك لأول مرة منذ دخول عمرو بن العاص مصر.

7- في عام 1837 صار كبار الموظفين في عهد محمد علي من كبار ملاك الأراضي الزراعية، ولم يفرق محمد علي بين مسلم ومسيحي في تملك الأراضي وزراعتها.

8- في عام 1839 صدر مرسوم بإعفاء الأقباط من دفع الجزية.

سيادة الرئيس، وسيادة القارئ المحترم، انتظروني المقال القادم لنستمر قليلاً مع والي مصر وزعيمها الحقيقي محمد علي لنعرف ماذا فعل لتغيير الثقافة ومساواة الرؤوس، وإقرار المواطنة لنهضة مصر الحديثة الحقيقية التي لا تبنى على أحجار تهدم ولا أنفاق تردم ولا قنوات تجف.

المختصر المفيد التعليم التعليم التعليم والثقافة يا خلق هوووووو.