الأقباط متحدون - السيسي ومحمد علي 2-2
  • ٠٠:٤١
  • الخميس , ١٣ سبتمبر ٢٠١٨
English version

السيسي ومحمد علي 2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٣: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٨

السيسي ومحمد علي
السيسي ومحمد علي

د. مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق، الذي رصدنا فيه أهم ما قام به محمد علي من إنجازات لمصلحة الوطن، ولا أعتبرها في مصلحة المسيحيين، بعد أن روينا قصة مذكورة في تاريخ مصر، ناهيك عن أنه هو من أقتص للشهيد سيدهم بشاي القبطي من قاتليه ظلماً وبهتاناً، كما أعاد للمسيحيين الحق في رفع الصليب في جنازاتهم، والطوفان بها في الشوارع، وصولاً للكنيسة وهو ما لم نذكره في المقال السابق لكن نذكر في هذا المقال ما هو آتي

لقد كان محمد علي حاكماّ عبقرياً، ولذلك فقد أدرك أنه لكي ينهض بمصر ويقيم  الدولة القوية الحديثة، فلابد من الاستفادة من كل الخبرات والكفاءات المصرية بصرف النظر عن ديانتهم والالتزام بمبادئ العدالة أو ما نسميه في أيامنا هذه المواطنة، وتطبيقاً لهذه الأفكار، نقرأ في كتاب قصة الكنيسة القبطية ص262ما يلي

"أسند محمد علي منصب كبير المباشرين إلى المعلم غالي أبو طاقية (والمباشرون هم من كانوا يقومون بجمع الضرائب) ومنصب كبير المباشرين، يعادل حالياً منصب وزير المالية وكان المعلم غالي هو اليد اليمنى لمحمد علي وقد وضع نظاماً متقدماً لجباية الضرائب.

ويقول أمير نصر في كتابه "المشاركة الوطنية للأقباط في العصر الحديث" ص21 أن الأقباط قد تبوؤا مراكز عليا في الدولة حيث قام محمد علي بتعيين نسبة كبيرة منهم حكاماً للأقاليم، وهذا المنصب يعادل اليوم منصب المحافظ، فمثلا

1- تم تعيين فرج أغا ميخائيل حاكماً لمركز دير نواس، طبعاً بمحافظة المنيا حالياً التي هي معقل الفتن والإرهاب والتي أتحدى أن يستطيع حاكم لمصر في الظروف الحالية أن يعين لها محافظ مسيحي لأنه يعرف ماذا سيحدث، وإن قبله أهل المنيا سيكون أكثر لطفاً من هؤلاء المتواطئين الحاليين، لأنه سيكون محرج لو اتخذ أي إجراء رسمي وقانوني بإعادة حقوق المسيحيين.

2- تعيين بطرس أغا أرمانيوس مأموراً لمركز وادي برديس، وتضم قنا ومديرية جرجا ولا داعي لجرح مشاعر سيادتك سيادة الرئيس، بتذكيرك بما فعله أهالي قنا اللطفاء بمحافظ قبطي حين عُيِن في إبان قيادتكم والمجلس العسكري للبلاد وكيف رفضوه ومنعوه من مباشرة عمله، وقطعوا السكك الحديد لإتمام ذلك، إلى أن تم لهم ما أرادوا في وسط مهادنة الدولة لقيادات العمل الفتني والإرهابي.

3- تعيين ميخائيل أغا عبده حاكماً للفشن ببني سويف.

4 تعيين تكلا سيداروس حاكماً لبهحورة.

5 تعيين أنطون أبو طاقية حاكماً للشرقية.

6 تعيين مكرم أغا حاكما لأطفيح.

وآخرين غيرهم.

وبالإضافة لهذا كله فقد قام محمد علي بتعيين المعلم وهبة إبراهيم في منصب كبير الكتبة، وهذا المنصب يعادل حاليا منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية.

كما اختار محمد علي المعلم باسيليوس ليتولى الإشراف على التنظيم الإداري، وبالإضافة لهذا، فقد أحاط محمد علي نفسه بعدد من المستشارين المسيحيين.

ونحن نقدر لك يا سيادة الرئيس إخلاصك الشديد وإعجابك بتجربة محمد علي، ولكن أهم ما في هذه التجربة وهو إعمال مبدأ "المواطنة.

وأُذكر الجميع بما كتبه الشيخ محمد عبده في المنار بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الأسرة العلوية إذ كتب يقول "إن لمحمد على ثلاثة أعمال كبيرة، أولها تأسيس حكومة مدنية" (أي بلغة عصرنا حكومة علمانية)

وأختتم حديثي بما قاله المؤرخ المصري عبد الرحمن الرافعي في كتابه "عصر محمد علي "إن النهضة الكبرى التي أقامها محمد علي في كافة المجالات قد قامت على فصل الدين عن السياسة، ونشر التعليم المدني في مصر، وفتح أبواب المدارس أمام المسلمين والمسيحيين على السواء، وتحويل شيوخ الأزهر إلى موظفين إداريين يتلقون رواتبهم من الخزينة المصرية"

المختصر المفيد لقد طفح الكيل يا سيادة الرئيس..