الأقباط متحدون | قناة الأمة وإخواتها وتحذير للمجلس العسكري
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٥٧ | الخميس ٢١ يوليو ٢٠١١ | ١٤ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قناة الأمة وإخواتها وتحذير للمجلس العسكري

الخميس ٢١ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : ايليا مقار

إقترب شهر رمضان، وهو شهر يحمل للمصرين كلهم، مسلميهم وأقباطهم، ذكريات جميلة حين كانت تحمل ايادينا الصغيرة فانوس رمضان، وحين كان الجيران يستأذنون بخجل ان تمر زينة رمضان بحوائط منزلنا، فنخرج معهم نساعدهم في تزيين الشارع، كما أن شهر رمضان، يمثل معان مختلفة للكثيرين، فهو للبعض شهر التعبد والمودة والرحمة، وللبعض هو شهر الفوازير المسلسلات الجديدة والصراع بين التركي والسوري والمصري منها، وللبعض هو شهر التقارب العائلي والولائم، وللبعض الأخر هو شهرإظهار الغلظة والإستعلاء وفرض مظاهر الدين علي الجميع بطريقة لا تخلوا من الفتونة والبلطجة.

وهذا العام، يبدوا ان شهر رمضان يحمل نذر رياح عاتية لمصر عامةً التي تمر بحالة من عدم الإتزان المتعمد، كما أنه يحمل مخاوف وقلق خاص للأقباط الذي يبدوا مستقبلهم داخل وطنهم اشد ضبابية من اي قطاع اخر في المجتمع نتيجة للتصعيد المتعمد للتيارات الدينية المتطرفة، فقد تداولت المواقع القبطية ومواقع الإنترنت الأخرى بسرعة رهيبة مقاطع فيديو لقناة "ألأمة" القديمة الجديدة ويحمل المقطع رسائل إرهابية واضحة وتزفت لمشاهديها أخبار عن برامجها المتوقعة خلال شهر رمضان المبارك، وتصاب بالصدمة عندما تري كم الكراهية اللذي جرى إعذاده لضخة في الجسد المصري المأزوم بفعل حركات إصولية وقنوات فضائية مسمومة تضخ سمومها ليل نهار دون هوادة.

فالقناة، والتي كان قد أنشأها منذ فترة الشيخ أبو إسلام أحمد عبدالله، ثم واراها النسيان لرداءة خطابه وعزوف المعلنين والمانحين عن تمويلها ورفض النظام المصري – حسب تصريح أبو إسلام - السماح ببثها عن طريق القمر الصناعي المصري، هذه القناة عادت مرة اخري بتمويل اشد سخاءاً وبرسالة أشد ضراوة. فالقناة يبدوا انها قد إرتدت الثوب الأكثر رواجاً وربحية هذه الإيام، وهو الدفاع عن "المسلمات الجدد"، ثم تغمرك بإعلانات ملغومة عما أسموه ب "مقاومة التنصير" تظهر فيها كل الشخصيات القبطية بمصر والخارج، عاطلها وباطلها، في تحريض واضح ضد هذه الشخصيات، ثم تُظهر الصليب - وهو الشعار الذي يقدسه المسيحيون في العالم أجمع - وهو يحترق وينكسر، وخلفه اصوات موسيقى عنيفة وأداء حربي لرجل يعلن عن برامج تطعن في المسيحية والمسيحيين (النصاري)، وتحفز المسلمون وتحذرهم من جيرانهم الأقباط " المنصرون" وزملاء العمل، فلا جيرة ولا زمالة لمن "يحارب دين الله".

وبالمناسبة، هذه القناة الإرهابية سيتم بثها ولكن هذه المرة عبر القمر الصناعي المصري نايل سات، وهو الأمر الذي يدعونا، لا لأن نتحدث لهؤلاء ومن يمولونهم ونسألهم الرفق بمصر بمسلميها وأقباطها، ولكن يدعونا الي ان نرسل هذه الرسالة الي المجلس العسكري، الذي حرص علي إرسال الرسائل الخطأ منذ ان تولي الحكم بتفويض من الرئيس المخلوع. ولن نضيع وقتنا في إستبيان ان كانت هناك صفقة بين المجلس العسكري من جهة وبين السلفيين والإخوان من جهة اخري أم لا، ولا يعنينا ان كانت هناك بالفعل تفاهمات بين المجلس العسكري والمملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تحكمها أقليات قبلية وتخشي من ان يعصف الربيع العربي بكراسيها الرخوة، ولا يعنينا سر المليارات الأربعة التي أعلنت المملكة السعودية عن توريدها لمصر دون شرح أليات المنح وأوجه الإنفاق، ولا يعنينا ان كان المجلس العسكري هو جزء من النظام السابق ومتأمراً في الحقيقة علي الثورة -وهو الحديث الذي انتقل من مرحلة الهمس الي مرحلة هتاف الثوار- كل هذا لا يعنينا، كل ما يعنينا الأن هو أن المجلس العسكري يقبع علي قمة السُلطة في مصر، لذلك فهو المسئول عن السلم والأمن الإجتماعيين في مصر، ولا يحتاج الأمر الي ذكاء لإدراك ان قناة بمثل هذا "الشر"، هي قنبلة موقوتة أصبحت تنافس قنوات ملغومة أخري في حجم الدمار الذي تسببه لهذا الوطن.

لذلك فهي رسالة للمجلس العسكري قبل حدوث الكارثة وبعدها يتلفت السياسيون ومن ورائهم الإعلام الكاذب المتواطئ يساراً ويمينيأ يبحتون في الأسباب والدوافع ويغرقون في التحليل ثم ينتهي بهم الأمر الي إتهام الموساد والشرق والغرب بمحاولة تمزيق "ألنسيج الواحد"، فيا أيها السادة أعضاء المجلس العسكرين، بفعل هذه القنوات ورسائلها الملغومة إستشهد شبابنا وحُرقت كنائسنا، واُستبيحت فلذات أكبادنا قرباناً علي موائد المتطرفين، لذلك فهي رسالة لكم، أن إستمراركم في إغماض أعينكم عن الألغام التي يتم زرعها في مصر، يضع علي عاتقكم المسئولية عن أي جريمة تحدث للأقباط، ليس فقط من باب المسئولية السياسية، ولكن من باب التواطؤ والإشتراك المباشر في التحريض علي شركاء الوطن بصمتكم وتجاهلكم الغريب لرسائل الكراهية وهذه الألغام التي يتم زراعتها الأن في جسد الوطن تحت سمعكم وبصركم.

ورمضان كريم




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :