الأقباط متحدون | التطاول على... قداسة البابا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٢١ | الخميس ٢١ يوليو ٢٠١١ | ١٤ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

التطاول على... قداسة البابا

الاربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١١ - ٠٥: ١١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. صفوت روبيل بسطا
لو رجعنا للخلف سنة تقريبًا، أي حتي شهر يوليو 2010، أي الشهر الذي تفجرت فيه قضية "كاميليا شحاتة" الشهيرة، قبل هذه القضية المزعومة لم نسمع أبدا أي تطاول على " قداسة البابا" بل بالعكس دائما ما كُنا نسمع هذه الشعارات "بابا العرب" وصمام الأمان لمصر، والبابا الوطني، وصاحب أجمل شعار وطني أن "مصر ليست وطنًا نعيش فيه بل وطنٌ يعيش فينا" والكثير، وعلي مدار هذه الشهور الماضية سمعنا ورأينا ما وصلت إليه حدة التطاول علي قداسة البابا إلى أعلى درجاتها وإلى جرح لشعور كل المسيحيين إلي أبعد الحدود، كل هذا من أجل قضية كاذبة وكل أبطالها ثبُت كذبهم بعد "قنبلة" ظهور كاميليا التي نسفت كل شيئ، وفي خلال تلك الفترة ومع كل هذه الإهانات لقداسة البابا كُنا دائما "كمسيحيين" وكأبناء للبابا نُعزي أنفسنا بكلمات السيد المسيح له كل المجد علي الصليب عندما قال... لا تقم لهم هذه الخطية، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.... لأنهم "غير مسيحيين" ولا يعلمون قيمة ولا مقدار "قداسة البابا" وتركنا الأمر برمته للعادل الأعظم الذي مثلما قال البابا,,, يري ويسمع ويسجل,,, وله هو النقمة ويجازي لأنه هو الرب.
ولكن !!!!... وأن يخرج التطاول من أشخاص للأسف هم مسيحيون ومن المفترض أنهم أبناء للبابا، وبدلًا من الدفاع عن أبيهم ضد الحملة الشرسة التي يتعرض لها حتى الآن، واستمرار التطاول واختلاق الأكاذيب والقصص الواهية، ليجدوا فرصة لمزيد من التطاول والإهانات في شخص قداسة البابا، الذي هو إهانة لكل مسيحي حر سواء في مصر أو خارجها,,,, أقول نجد هؤلاء المسيحيين"اسمًا" يسيرون على نفس النهج ويتصيدون لقداسته أيضا الأخطاء (بنظرتهم المحدودة جدًا) ويتصيدون موقفًا أو تصريحًا لقداسته من غير فهم لمغزى الموقف أو التصريح، وتأخذهم البطولة الزائفة وهاتك يا كتابة وهاتك يا تطاول، بدعوى الإصلاح الكنسي والغيرة المزيفة، وهؤلاء ينطبق عليه أيضا قول السيد المسيح.. لأنهم لا يعلمون... ولكن هؤلاء خطيتهم أعظم وأكبر، لأنهم يعطون الفرصة لغيرهم لمزيد من التطاول ويكونون سبب عثرة لكثيريين من أبناء المسيح، وتشكيك في مسيرة الكنيسة الراسخة ورموزها.
وهنا أتحدث (كأحد أمثلة التطاول) عن كاتب كبير في موقع "الأقباط متحدون" وأصبح الآن ضيفًا دائمًا في قناة "سي تي في" المسيحية وأنا كُنت من المعجبين جدًا بآرائه السياسية وتحليلاته الرائعة,,, فإذا به يصدمنا بمقاله الأول " قداسة البابا.. ومثلث برمودا الأسقفي"!! وقلت: "لكل جواد كبوة" ثم أتحفنا بعد أسبوع بـ "لا يا قداسة البابا"!! ثم يُكمل وصلته بعد أسبوع آخر بـ "للمرة الثانية..لا يا قداسة البابا"!! وأنا هنا لا أريد أن أتطرق كثيرًا فى فحوي هذه المقالات الاستفزازية، من عناوينها التي اختارها الكاتب الكبير، والتي فيها الكثير من عدم الاحترام لرأس كنيستنا ورجال كنيستنا الأحبار الأجلاء.
ففي المقال الأول.. يتحدث الكاتب عن موقف الكنيسة من شباب ماسبيرو,, ولا نجد اثنين اختلفا على الموقف البطولي والغير مسبوق لشباب ماسبيرو، وأنا ذكرت في أكثر من مقال أنني أنحني تقديرًا لهؤلاء الأبطال الحقيقيين، الذين اقترن إيمانهم بأعمالهم العظيمة.
وفي المقال الثاني.. يتحدث الكاتب عن اللقاء الذي كان مُزمع أن يتم بين قداسة البابا والمرشد العام للأخوان المسلمين,, وأيضًا معروف موقف جميع الأقباط من الأخوان.
وفي المقال الثالث.. يتحدث الكاتب الكبير عن تصريحات قداسة البابا لوفد البرلمان الأوروبي وأنه قال.. وضع الأقباط في مصر أفضل بعد ثورة 25 يناير... والجميع يعلم رأي جميع المصريين من وضعهم بعد الثورة وأنه على الرغم من كل السلبيات التي ظهرت "بعد الثورة" وحالة القلق وعدم الأحساس بالأمان التي يعيش فيها كل المصريين، ولكن لا يختلف أيضًا اثنان أننا في حال أفضل، أو على الأقل في طريقنا للأفضل، بعد ما رأينا مستنقع الفساد الذي كُنا نعيش فيه في ظل النظام السابق، ولن نخاف من مًن يحكم مصر مهما وإن كان، لأن البابا علمنا أنه... كل أمورنا في يد الرب، ويد الرب في الأحداث
نأتي لموقف الكنيسة من كل هذه المواضيع التي أثارها الكاتب،،
أولًا: الثلاثة مواضيع هذه، الكل علم بها من الجرائد المصرية والفضائيات والأنترنت، أي كلها من مصادر غير موثوق فيها للمصريين عامة والمسيحيين خاصة، لأننا نعلم علم اليقين أنه عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين أو بالكنيسة نجد الكل يتبارى ويختلق الأكاذيب والافترائات على كل ما يخص الكنيسة، والجميع يعلم هذا جيدًا ودائمًا ما يحذرنا قداسة البابا قائلًا... لا تصدقوا كل ما يُقال عني في الصحف.
ثانيًا: على فرض أن هذا الكلام صحيح، فهل يريد سيادة الكاتب مثلا أن البابا يقول للوفد الأوروبي...نحن مُضطهدون وبيدبحونا وبيحرقوا كنايسنا وبيقطعوا ودانا وبيخطفوا بناتنا، يا تلحقونا يا متلحقوناش!!! أليس هذا هو طلب للحماية الدولية؟؟ أليس هذا هو استقواء بالخارج!!؟؟ إذا كان قداسة البابا لم يقل أي شيئ من هذا القبيل ويُتهم أنه كيف يترك وكيف يسمح أن بعض أقباط المهجر يُطالبون بالحماية الدولية ولسان حالهم أن البابا مسئول عن خروج ودخول نفس أي قبطي في أي مكان بالعالم!!؟؟؟
ثالثًا: أجمل رد على أن البابا قال أن وضعنا أفضل بعد الثورة، سمعته من ابنتي ذات ال14 عامًا، وقالت... أكيد قداسة البابا يقصد أن وضعنا أفضل بعد الثورة، لأنه بعد الثورة أصبح عندنا شهداء أكثر وضيقات أكثر، وكل ما زادت الضيقة زادت البركات، هذا سمعناه من مدارس الأحد .
رابعًا: ما أحزنني جدًا كمية التعليقات الكثيرة جدًا على الثلاث مقالات، وأغلبها يهلل ويطبل للكاتب، لأنه أظهر أن البابا لا يعرف أن يدير الكنيسة!! ولازم من رجوع المجلس الملي، وأنه أظهر فساد الكنيسة ورجال الكنيسة!!، وبكل أسف مَن يقول تعبيرات مثل.. البابا الدخيل.. والمهرطق.. والأساقفة اللصوص.. والكثير!!!؟؟؟
هل هذا ما أراده الكاتب الكبير من مقالاته العنترية!!!؟؟؟
هل هذا أسلوب أولاد الكنيسة، وأولاد المسيح!!!؟؟؟
وللأسف بعض التعليقات المعتدلة التي أوضحت خطأ الكاتب في التطاول على قداسة البابا ورموز الكنيسة، قُوبلت بعاصفة من من الكاتب، واتهامات أنهم مأجورون وأنهم يأخذون أجر على ردودهم، وفي المقابل يُثني ويمدح مًن يشتم ومَن يسب رجال الكنيسة الأجلاء، لدرجة أحد المعلقين المعتدلين قال له ولكل مَن يتطاول على الكنيسة... إن الكنيسة هي المصدر المأمون للهجوم عليها، حيث لا عقاب لمَن يهاجمها، والطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة.
خامسًا: قداسة البابا الذي بعد أيام قليلة يُكمل الـ88 عامًا (يارب اعطيه الصحة وطولة العمر وخليه لينا) مازال يعطي ويعلم ويرشد ويعظ ويكتب ويؤلف ويسافر وينشر الكرازة في كل مكان في العالم، ولم نقل أنه معصوم من الخطأ، ولكن نقول أنه.. آمن بالله وبوعوده فُحُسب له برًا، ومازال الله معه ولن يتركه لأن إيمانه مؤسس على الصخر.
أخيرًا وليس أخرًا: أنا كمسيحي وابن للكنيسة وابن للبابا، لن أستطيع أن أتحدث ولن أستطيع أن أوفي ولو جزء من حق قداسة البابا في الدفاع عنه (والبابا ليس في حاجة لدفاعي أو غيري)، لأن قداسة البابا أكبر من أن يتحدث عنه أو يُدافع عنه أحد ولكن في تعبير بسيط أقول...
أن قلمي وكل كياني لينحني إجلالًا وتقديسًا لهذه الشخصية النادرة التي جاد بها لنا الرب في هذه الأيام الصعبة، هذا الراهب والقديس الذي أتي إلينا من القرن الرابع الميلادي، أكثر عصور الكنيسة ازدهارًا بقديسيها وشهدائها وعلمائها، هذا الراهب الذي نشبهه بأعظم مواليد النساء في دفاعه عن الحق عندما تحدي أحكام القضاء وقال بفمه الطاهر... لا تستطيع قوة في العالم تُجبرنا أن نغير كلام الإنجيل...، هذا الراهب نشبهه بالنبي الناري الذي وقف في وجه السادات وكشف له المخطط الشرير للجماعات الإرهابية التي أطلقها السادات لترويع الأقباط، عندما ذكر له بيت الشعر الذي لم يفهمه السادات (أذكي سياسي عصره) في حينها، عندما قال له البابا... (أعلمه الرماية كل يوم ولما اشتد ساعده رماني)..، ويتحقق كلام البابا ويغتالونه في أوج نصرته بعد أن امتدت يده لتسيئ وتتطاول علي "رجل الله" في اعتقالات سبتمبر 1981 الشهيرة، ولم يستوعب الدرس أيضا مبارك ورجاله ولا العادلي وجبروته لأنهم تهاونوا في حق "رجل الله" وها هم ينالون جزاء أعمالهم.
إنه يُعوزني الوقت والكتب والمجلدات لو تحدثت عن.. فيلسوف المسيحية الجديد، وذهبي الفم القرن العشرين والواحد وعشرين، وأثناسيوس الرسولي الجديد، مسيح الرب، راعي الرعاة، خليفة الرب يسوع على الأرض، إنه معلم الأجيال,, إنه قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خليفة القديس مارمرقس الرسول، كاروز الديار المصرية.
أبي القديس "قداسة البابا" المعظم... سامحنا على أفعال البعض منا الذين لا يعلمون قدرك ومكانتك في قلوبنا وفي قلوب الملايين من أبنائك.
أبي الغالي... سامحنا على أننا لم نصل بعد إلى "ذرة" من حكمتك الثاقبة بإرشاد من الروح القدس عندما علمتنا... ربنا موجود... كله للخير... مسيرها تنتهي.
أبي الحنون... سامحنا يا مَن ذرفت دموعك خوفا على أبنائك، يا مَن في كل ضيقة تغلق الباب وتحاجج في دجى الليل يسوعا، من أجل كنيستك وشعبك، ونحن نيام ونصحو لنتطاول عليك.
أبي القديس سامحنا... لأننا لم نصل للإيمان الحقيقي من وعود رب المجد، ولم نستوعب بعد إيمانك العظيم وفي حكمة "الصمت"، وفي وعود الرب يسوع عندما تقول... في الضيقة نصمت نحن ليتكلم الله.
أبي الراهب القديس... في عيد رهبنتك المبارك، نهنئ أنفسنا بك ونهنئ كنيستنا الراسخة على صخرة الإيمان بصلواتك من أجلنا وكل شعبك، وكل سنة وقداستك بخير وعقبال 100 سنة رهبنة، وأنتهز فرصة قرب عيد ميلادك ال 88 عامًا، وأهنئ قداستكم وأطلب من رب المجد أن يحافظ عليكم ويخليك لينا وإلى منتهى الأعوام يا سيدنا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :