الأقباط متحدون - الحنين إلى الماضى!
  • ١٢:٢٧
  • الأحد , ١٦ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الحنين إلى الماضى!

مقالات مختارة | عباس الطرابيلي

٥٨: ٠٧ م +02:00 EET

الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٨

عباس الطرابيلي
عباس الطرابيلي

فينا- بكل تأكيد- من يحن إلى العصر الملكى، رغم كل مخططات العهد الناصرى فى تشويه هذا العصر.. لكى يقولوا لنا إن مصر هى «حاضرهم وحدهم»، وإن فينا من يرى الظلم الفادح الذى نزل بالملك فاروق- عليه رحمة الله- وكيف أننا كنا نعيش أيامه فى وفرة وسيولة وسهولة.. فإن فينا أيضاً من يترحم على عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ويتعجبون متسائلين: كيف كانت الحياة أيامه فيها من الخير أكثر مما فيها من شر.. ويقولون: كيف كان مبارك يدير الأمور.. ويواجه المشاكل بأسلوب سلس لم يكن المواطن يحس أيامها بأى مشاكل.. حتى ولو كان يضع على رأس هذا قبعة ذاك.. يعنى الحياة «كانت ماشية والسلام». ويتذكرون هنا حرية الرأى، حتى إننا فى جريدة الوفد كنا ننشر «كل» ما نريد دون تدخل من السلطة.. ولم يدخل أحدنا السجن أو المعتقلات بسبب ما يكتبه.

ولسنا وحدنا من يحن للماضى بكل ما فيه.. بل يتكلمون عنه بكل خير، وكيف أن مبارك بقراره عدم الفرار أو مجرد التفكير فى الهروب قد تعرض لمحاولات التشويه، ومنها مثلاً ما أشاعه أعداء الرئيس أيامها من أنه تمكن من تهريب ٧٠ مليار دولار(!!!) إلى الخارج، وكانت تلك كذبة كبرى.. وقبل أن يتعرض للسجن والمحاكمات لكى يبرئ ساحته.. ورغم كل ذلك هناك من يحن إليه وإلى عهده «وقدرته» على تسيير الأمور بسلاسة تامة.. ولذلك يحاولون تتبع أخباره وكيف يقضى أيامه.

ونفس الشىء فى العراق.. حتى إننا سمعنا- منذ أيام- أن هناك هتافات تمجد صدام حسين فى بطولة عربية رياضية شبابية، رغم أنه حكم بلاده بالحديد والنار.. وكان يأخذ الناس بالشبهات، وكم من مسؤول لقى حتفه حتى بيد صدام حسين نفسه.. فهل هذا الحنين الحالى لصدام حسين يأتى من مقولة «إن القط يحب خنّاقه»؟!.

والخديو عباس حلمى الثانى الذى نفاه الإنجليز ومنعوه من العودة إلى مصر.. هل أحبه الشعب إلى درجة الحنين إليه وهتافاتهم المشهورة التى تبشر بعودته إلى عرش مصر: «الله حى.. عباس جى».. وهل ذلك لأن الشعب يحب المظلوم ويكره الظالم.. أم كان بسبب كل المشروعات العظمى التى نُفذت فى عهده فى كل المجالات: سدود.. وكبارى وجامعات، وإنقاذ للآثار الإسلامية ودور الكتب ودعمه للنشاط القومى وموقفه من الاحتلال.. حتى انتشر من حمل اسمه إغاظة للإنجليز.. وهو الذى لو لم يعزله الإنجليز لتغير وجه مصر، لأنه عاش إلى عام ١٩٤٤.

وهذا العقيد القذافى الذى أطلق على نفسه ملك ملوك أفريقيا، الذى قتلوه شر قتلة.. ولكنهم الآن يترحمون عليه وهم يتابعون تلك الحرب الأهلية البشعة التى دمرت الدولة الليبية.. ويكاد البعض هناك يقول إن ابنه إذا ترشح رئيسا فسوف يكتسح الانتخابات.

■ ■ هل القضية هى فيما تعانيه الشعوب الآن.. ولذلك يحن الناس إلى هؤلاء الحكام رغم كل ما وقع منهم.. وهل تغفر الشعوب لهم.. وهل تتكرر حكاية «خوان بيرون» الذى حكم الأرجنتين ثم عاد للحكم بعد ٢٠ عاماً بإرادة الشعب؟!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع