تهمة الإغتصاب وشبح الإنتقام يُنذران بخسارة كارثية لترمب
أخبار عالمية | ايلاف
الاثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٨
كان سناتور أريزونا جيف فلايك يستعد بصمت لمغادرة واشنطن عائدًا إلى مسقط رأسه في مطلع نوفمبر بعد انتهاء ولاية مجلس الشيوخ الأميركي، غير أن ما حصل في الساعات الأخيرة مكّنه من أن يصبح حديث الشارع في الولايات المتحدة.
إيلاف من نيويورك: يعتبر فلايك واحدًا من عشرات المسؤولين الجمهوريين الذين تعرّضوا لانتقادات عنيفة وضربات متتالية من الرئيس الأميركي، فاختاروا الانسحاب من الحياة السياسية والتقاعد، لكن سناتور أريزونا يبدو أنه حصل على فرصة تمكنه من الانتقام من دونالد ترمب بشكل مروع، إذا أراد رد الصاع صاعين له.
اتهام بمحاولة الاغتصاب
بين الرئيس وعضو مجلس الشيوخ، سيدفع مرشح ترمب لعضوية المحكمة العليا، بريت كافانوه، الثمن، في حال أراد فلايك معاقبة ترمب، وتوجيه ضربة قاسية إلى رئاسته، عبر عدم الموافقة على ترشيحه للمحكمة خلفًا للقاضي أنطوني كينيدي.
وقبل أيام عدة، لم يكن ترشيح كافانوه مهددًا، وكان فلايك غائبًا عن السمع، لكن ظهور سيدة أميركية تبلغ من العمر 51 عامًا قلب الأمور رأسًا على عقب، بعدما ادّعت أن القاضي المحافظ الذي كانت تدرس معه في المرحلة الثانوية حاول اغتصابها في حفل أقامه الطلاب لمناسبة التخرج، أي قبل ثلاثة عقود من الآن.
فلايك تلقف الفرصة
تلّقف السناتور فلايك، الذي قدم نفسه يومًا إلى ترمب على أنه عضو مجلس الشيوخ الذي لم يتم القبض عليه، غامزًا من قناة الرئيس الذي عيّر السناتور الراحل جون ماكين، لوقوعه في الأسر خلال حرب فيتنام، تلقّف الفرصة طالبًا من زملائه الجمهوريين في مجلس الشيوخ الاستماع إلى كريستين بلاسي فورد، التي ساقت اتهاماتها بحق كافانوه.
صحيفة بوليتيكو التي تساءلت عن انتقام فلايك على صدر صفحتها الأولى، نقلت عن سناتور أريزونا قوله إنه "لن يدعم تقديم الترشيح خلال هذا الأسبوع في حال عدم قيام زملائه في مجلس الشيوخ بالاستماع إلى السيدة".
قصة غير متوقعة
وكان مقررًا أن يتم التصويت على تثبيت الترشيح في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ أولًا، قبل الانتقال إلى المجلس والسماح للأعضاء المئة بالتصويت بنعم أو لا.
إلّا أن الأخبار الأخيرة والمزاعم المتعلقة بمحاولة الاغتصاب، دفعت ببعض الجمهوريين إلى المطالبة بالتوسع في هذه القضية، وبالتأكيد نالت هذه الخطوة رضى الديمقراطيين، الذين يسعون بالأساس إلى تأجيل تثبيت المرشح إلى ما بعد نوفمبر لعلّهم يحصلون على أكثرية، ويقلبون الأمور رأسًا على عقب.
تدمير خطط ترمب
إلى جانب اعتباره صوتًا رئيسًا أساسيًا في مجلس الشيوخ، بفعل امتلاك الجمهوريين غالبية بسيطة 51 مقابل 49 للديمقراطيين، غير أن وجوده في اللجنة القضائية أيضًا يعطيه امتيازًا أكبر باعتبار أنه سيصوّت في اللجنة على خيار ترمب، قبل إحالة الترشيح إلى مجلس الشيوخ، والتصويت السلبي يعني إشارة سلبية كبيرة قد تُسقط الترشيح، وتسبب دمارًا هائلًا لخطط الرئيس.
أوضاع غير مطمئنة
إلى جانب فليك، الذي وصفه ترمب يومًا، بـ"أنه ضعيف وغير فعال وفلايكي"، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، إلى تأجيل التصويت والاستماع إلى فورد.
والجدير بالذكر أن الرجلين (كوركر وفلايك) يُعدّان من أبرز معارضي ترمب الجمهوريين حاليًا، إلى جانب سناتور نبراسكا بن ساسي، الذي لم يصدر أي تصريح حول الإدّعاءات الأخيرة، كما رفض المتحدث باسمه الحديث.
إذا كان فلايك يشكل الهاجس الرئيس لترمب حاليًا، فلا يمكن تنبؤ الدور الذي قد تلعبه سناتور ماين سوزان كولينز، ومينيسوتا ليزا موركوفسكي، حيث تُرسم علامات استفهام حول نواياهما في موضوع التصويت لكافانوه، خصوصًا أن تصريحات الأخيرة في موضوع الإجهاض خلال جلسات الاستماع لم تكن مطمئنة بما فيه الكفاية.