قالوا لها فى المدرسة «يا سودا» فأهداها شاب جلسة تصوير مجانية: «انتِ جميلة يا آية»
منوعات | الوطن
الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨
طفلة ورثت بشرة سمراء عن والديها جعلتها تتعرّض للتنمّر من أقرانها، منذ يومها الأول لها فى الروضة وحتى المدرسة، وأذناها تستقبلان جملاً لم يتحملها قلبها الصغير، فى كل مرة تعود إلى والدتها باكية وتُردّد سؤالها الدائم: «هو أنا لما أكبر هابيض؟». رفقاً بحالة الطفلة آية سمير، وما تتعرّض له على أيدى زملائها فى الفصل، أهداها المصور أبانوب ينى، جلسة تصوير مجانية، ليعبّر عن مدى إعجابه بجمال ملامحها ولون بشرتها، كى يزيد ثقتها فى نفسها ويدخل السرور إلى قلبها: «فرحت جداً لما كلم ماما وطلب يصورنى».
سعادة كبيرة سيطرت على صاحبة الـ9 سنوات جعلتها تتجاهل تعليقات زملائها، خاصة جملة: «انتِ ماستحمتيش من 6 سنين»، التى ظلت عالقة فى ذهنها فترة طويلة حتى جاءت جلسة التصوير وأعادت البسمة إلى وجهها. «مستعد أصور كل شخص اتعرض للتنمر علشان أقول له انت كائن جميل»، كلمات «أبانوب»، الذى علم بقصة الطفلة من صديقة له بعد حملة «أنا ضد التنمر»، وتحمّس بأن يفعل لها شيئاً لإسعادها، ولكل إنسان تعرّض لإيذاء نفسى: «عجبنى وشها وملامحها الهادية والبريئة أوى، فقلت لازم أصورها»، يحكى أن والدة الطفلة رحّبت بالفكرة، مما شجعه على تكرارها: «حرام بتعليقاتنا السلبية نزرع الكره فى نفس بنى آدم ونعذبه طول حياته». يعمل «أبانوب»، فى المزيكا بجانب التصوير، وأعلن أنه على استعداد لأن يستخدم موهبته فى إسعاد كل من تعرّض للتنمر.
تحكى فاطمة حمدى، والدة الطفلة، بأن أصلهم من النوبة، وجاءوا من أسوان للعيش فى القاهرة، وأنها منذ جاءت القاهرة وهى تقابل بنظرات سلبية بسبب اختلاف لون البشرة عن سكان القاهرة، لكن ابنتها كانت الأكثر تأثراً: «كنت بافضل أفهمها أنها جميلة، واللون الأسمر مش حاجة وحشة»، تدعم طفلتها وتساندها لأن تصبح متفوقة دراسياً وبطلة فى لعبة الكاراتيه: «باحاول أخليها ماتركزش مع الشكل، وتهتم بالمضمون، والحمد لله هى متفوقة فى كل حاجة».