الأقباط متحدون - نجاح التعليم بشروط
  • ١٨:٢٨
  • الخميس , ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨
English version

نجاح التعليم بشروط

مقالات مختارة | عبد اللطيف المناوي

١٧: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨

عبد اللطيف المناوي
عبد اللطيف المناوي

إحدى مشكلاتنا الأساسية من وجهة نظرى هى ذلك الاستخدام المتزايد لـ«أفعل التفضيل»، فنحن نفضل وصف ما نفعله دائماً بأنه الأفضل، الأكبر، الأعلى، الأضخم.. وهكذا.

وإذا كان هذا عيباً عاماً فى الثقافة الشعبية المتوارثة من الأقدمين، فإنه سيكون أكبر أثراً إذا ما كان سمة تصريحات المسؤولين أو إحساسهم بما يفعلون. أقول هذا بمناسبة ما ذكره وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقى، أمس، حيث يصف النظام التعليمى الجديد- الذى سيبدأ يوم 22 سبتمبر الجارى- بتأكيده على أن مصر تشهد «أكبر» ثورة تعليمية حقيقية فى التاريخ الحديث.

قبل أن أستكمل طرحى لابد من التأكيد على أننى من أكثر المؤيدين للأفكار التى يتبناها الوزير «شوقى» لتطوير النظام التعليمى، كما أرى أنه لا مستقبل حقيقياً لهذا الوطن دون نظام تعليمى راقٍ ومتقدم. ولكن تظل نقطة الخلاف هى طريقة الترويج لما نريد أن نفعله. هل نروجه باعتباره «الأعظم» و«الأكبر» و«الأهم» قولاً، أم باعتباره تحدياً لا نجاح قريباً فيه إلا بدعم المجتمع ومعرفة معوقاته ومشكلاته؟

يتحدث الوزير عن الفصول المدرسية الجديدة وتغيير شكلها من الشكل القديم إلى شكل آخر جديد على هيئة «دوائر»، حيث سيجلس الأطفال فى حلقات، ولكنه أهمل الزيادة المروعة فى كثافة الفصول، والتى تصل فى بعض الأحيان إلى 100 طالب فى الفصل الواحد، فكيف سيجلس كل هذا العدد فى دوائر؟!.

يقول «شوقى» إن الوزارة دربت المعلمين على النظام الجديد، ولكنه تناسى مهازل التدريب نفسها، وكذلك ضرورة تغيير ثقافة المعلم نفسه، إضافة إلى إصلاح منظومة الرواتب، والكيفية التى ستكافح بها الوزارة الدروس الخصوصية.

تحدث الوزير عن طرق التدريس التفاعلية لتغيير ثقافة الحفظ والتلقين إلى فكرة الفهم والتعلم الحقيقى والحصول على شهادات تعكس هذا الفهم، وأوضح أن الهدف من كل ذلك هو الارتفاع بمستوى التعليم الحكومى المصرى المجانى كما جاء فى الدستور بشأن توفير تعليم بجودة عالية ومعايير عالمية، مضيفاً أن أبرز مواصفات التعليم الجديد هو تخريج طالب مبدع ومبتكر لديه قدرة تنافسية حقيقية. تحدث أيضاً عن المبانى الجديدة والنماذج المعمارية المختلفة والمعامل والملاعب المتطورة.

لكنه لم يدرك طبيعة أفراد المنظومة، وحال كثير من المبانى المتهالكة، والمناهج التى عفا عليها الزمن منذ فترة طويلة.

المشكلة ليست مشكلة دولة ووزير، لكنها مشكلة مجتمع عليه أن يدرك حجم الكارثة ليقرر باختيار وحماس أن يدعم تجربة الحل دون أن تكون «الأعظم» أو «الأهم».

إذا لم يعلم المجتمع علم اليقين أن بقاءه وتقدمه وتحسن حالته الحياتية لن يحدث إلا بتطوير التعليم، وأن هذا سيكون بثمن وتضحيات يقبلها فالمستقبل سيكون محل شك كبير.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع